الوطن

عون يلتقي البابا في الفاتيكان اليوم: لبنان يجتاز مرحلة قاسية لكنّه ليس بزائل

وصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والوفد المرافق، مساء أمس، إلى مطار فيوميتشينو في روما، في زيارة رسميّة إلى الفاتيكان للقاء البابا فرنسيس، كما يزور للمناسبة نظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا في قصر الكويرينالي الرئاسي.

وأكد عون الأهمية التي يُعلّقها على لقائه، للمرّة الثانية في خلال عهده، البابا فرنسيس، مشدّداً على أن «لبنان يجتاز منذ فترة مرحلة قاسية من الصعاب الاقتصادية والاجتماعية انفجرت نتيجة تراكمات تعود لسنوات من إدارة خاطئة للشأن العام، تفاقمت مع انتشار وباء كورونا والانفجار الكبير الذي وقع في مرفأ بيروت وسبّب كارثة إنسانية كبرى وأضراراً في الأرواح والممتلكات»، معتبراً في الوقت عينه «أن للكرسي الرسولي مكانة خاصة في قلب كل لبناني، إذ لطالما وقف المسؤولون فيه إلى جانب لبنان، في مختلف الظروف الصعبة التي اجتازها، على مرّ تاريخه».

وأكد أنه يحمل إلى البابا فرنسيس «رسالة محبة باسم اللبنانيين جميعاً، وتجديد الدعوة الرسمية التي سبق ووجهها إليه، لزيارة لبنان كي يُعيد إليه الرجاء بانطلاقة مسيرة التعافي».

واعتبر أن «المسيحية في لبنان ليست في خطر، على ما يُصرّ البعض على تصويره». وقال «إني أتطلع إلى هذه الزيارة كبارقة أمل لتؤكد من خلالها أن لبنان ليس بزائل، وهو سيبقى على الرغم من الصعاب كافة، وهي جسام، نموذجاً للعيش معاً، وفق ما يُصرّ عليه جميع اللبنانيين. وما من أحد في لبنان قاتل الآخر بهدف تغيير مذهبه الديني أو إيمانه».

وختم «إن زيارتي، في هذا الظرف بالذات إلى عاصمة الكثلكة تأتي ليس في سياق توثيق العلاقات مع الفاتيكان، فحسب، فهذا أمر مفروغ منه كونه ثابتة من ثوابت علاقات لبنان مع الخارج. لكننا نعتبر أن قداسة البابا، بصفته القوة الروحية والمعنوية الأكبر في العالم، هو أكثر من يساعدنا ولا سيّما في الظروف الصعبة، بما له من تأثير. وهو لم يتخلّف يوماً عن اعتبار لبنان أولويّة، على الرغم من تكاثر أطر اهتماماته في عالم يعاني من أزمات عديدة ومتشابكة، آخرها الحرب الدائرة في أوروبا بين روسيا وأوكرانيا والتي تُرخي بظلالها على العلاقات الدولية قاطبة».

ومن المقرّر أن يلتقي عون فرنسيس، اليوم الاثنين  كذلك سيجتمع بأمين سرّ الدولة البابوية الكاردينال بييترو بارولين ووزير خارجية الفاتيكان المونسنيور جان بول غالاغر، ويزور غداً الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا في قصر الكويرينالي للبحث في العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في المجالات كافة .

وكان عون استقبل أول من أمس في قصر بعبدا، وزير العدل القاضي هنري خوري الذي أطلعه على مداولات مجلس الوزراء الذي انعقد في السرايا الكبيرة، ولا سيّما في ما خصّ مستجدات الوضع القضائي.

وأبدى عون ارتياحه للموقف الذي صدر عن مجلس الوزراء «في ما خصّ الحرص على استقلالية السلطة القضائية، وعدم التدخل في الشؤون القضائية، احتراماً لمبدأ فصل السلطات، على أن يأخذ القانون مجراه من دون أي تمييز أو استنسابية، وحفظ حقوق الجميع، وفي مقدمهم حقوق المودعين».

ورحّب بتكليف وزير العدل «وضع رؤية لمعالجة الأوضاع القضائية ومكامن أي خلل قد يعتريها، إضافةً إلى عدم تحديد سقوف السحب للرواتب والمعاشات الموطّنة في المصارف»، معتبراً  أن «الإسراع في إنجاز مشروع خطّة التعافي ومشاريع القوانين المرتبطة بها، إضافةً إلى إقرار مجلس النواب لقانون «الكابيتال كونترول»، من المسائل التي تفرض مصلحة المواطنين إنجازها في أسرع وقت، ولا سيّما وانه لم يعد من مبرّر لأي تأخير لها، فضلاً عن إقرار قانون الأموال المُحوّلة إلى الخارج والمباشرة في تنفيذ عقد التدقيق الجنائي».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى