أخيرة

«جدع»…

جامعة الدول العربية، رغم انّ اختصارها هو «جدع»، إلّا أنها لا تمتّ الى «الجدعنة» بصلة، هي نقيض ذلك تماماً، هي مؤسسة تمّ انشاؤها بعنوان برّاق جذاب لشعوب تشرئبّ أعناقها للوحدة والتضامن والتوحد، لتكتشف لاحقاً أنها كلمة حق أريدَ بها باطل، تديرها مجموعة من المرتزقة الذين يجزل لهم العطاء مقابل تنفيذ ما يُطلب منهم من مواقف ليس لها علاقة بطموحات الأمة وتطلعاتها…

ويكفي ان نعلم انّ بريطانيا هي من أنشأت جامعة الدول العربية، وهي التي لم تفعل شيئاً واحداً لمصلحة شعوبنا، قامت بإنشاء هذا التجمع أو النادي لقيادات هذه الأمة الموضوعة علينا قسراً، ليتشاوروا في أمورهم من وقت لآخر في ما يخدم مصالح عروشهم ومصالح مشغليهم فقط لا غير، وآخر ما يخطر على بالهم خدمة شعوبهم والارتقاء بهم ومعالجة همومهم وحماية أمنهم القومي.

يتقاضى على سبيل المثال لا الحصر أمينها العام محمد أبو الغيط 42 ألف دولار شهرياً، أيّ ما يعادل 660 ألف جنيه مصري، بينما متوسط دخل الفرد في مصر شهرياً هو 1689 جنيه، ايّ ما يعادل 391 ضعف متوسط دخل الفرد في مصر، كما أنّه سيتقاضى عند نهاية خدمته مليون دولار عن كلّ سنة خدمة كأمين عام جامعة الدول العربية، لذلك فهو من الناحية السياسية يتلقى التعليمات من الدول الدافعة، كالسعودية والإمارات وقطر، وينفذ سياسات هذه الدول من دون جدال…

كان الأوّلى بأولئك الذين قاموا بإنشاء هذه الجامعة ان يطلقوا عليها، قامعة الشعوب العربية، لأنها في واقع الحال برعت في قمع تطلعات وآمال وطموحات الشعوب العربية، بإصرار وبدون كلل ولا ملل، ولم تحِد عن هذا النهج أبداً.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى