أخيرة

الجريمة الكاملة…

لا أحد يتحدث عن مليون عراقي قتلوا على أيدي الفاشية الأميركية البريطانية منذ عقدين من الزمان وبحجة انّ لدى العراق أسلحة دمار شامل ثبت أنها ادّعاءات باطلة لدرجة أنّ كولن باول وزير خارجية دولة الهيمنة والذي تزعّم حملة الأكاذيب في الأمم المتحدة، خرج وعلى رؤوس الأشهاد وقال انّ الذي فعله من ترويج للأكاذيب في الأمم المتحدة كان وصمة عار على جبينه لا يستطيع أن ينساها. ثم يخرج طوني بلير، رئيس وزراء الفاشية الأخرى الأسبق يتصنّع التباكي، ويذرف دموع التماسيح على فعلته في العراق، وخلاص، دعونا نطوي هذه الصفحة، ويا دار ما دخلك شرّ…!

مليون قتيل، يا بلاش، وبلد تمّ تدميره وإرجاعه مئة سنة الى الوراء، وما في مشكلة، والعجيب انّ الدولتين المجرمتين نفسيهما، أميركا وبريطانيا، هما الأكثر صراخاً وعويلاً وتنديداً بجرائم تدّعيان أنّ روسيا ترتكبها في أوكرانيا، أكاذيب وافتراءات وادّعاءات غير مثبتة، وإعلام قذر لا يرى من الحقيقة إلا ما يريد، لم يرَ أيّ شيء في فلسطين، ولمدة 74 عاماً، لم يرَ أيّ شيء في أفغانستان، لم يرَ أيّ شيء في العراق، وأخيراً وليس آخراً لم يرَ كلّ هذا الذبح والقتل والدماء والدمار في اليمن، صامت صمت الجبال، وحينما تصدر إليه الأوامر ليختلق كلّ صنوف الدبلجة والسيناريوات المفرطة في افتعال الأحداث وتزييف الحقائق، تجده متصدّياً لمثل هذه المهمات، لسبب بسيط، وهو انّ الكارتل المالك لكلّ صناعة أدوات القتل وتكنولوجيا الإبادة هو نفسه من يملك وسائط بث الأكاذيب وتبرير القتل وغسل الأدمغة وقلب الحقائق، نفس القاتل هو من يصنع الجريمة الكاملة عبر امتلاكه لكلّ حيثيات القتل والإبادة ومن ثمّ قتل الحقيقة واختراع السردية التي يشاء.

نحن نرى الجريمة الكاملة أيها السادة، تُرتكب مراراً وتكراراً، حيث تقتل الضحية، ويفلت القاتل من العقاب…!

سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى