عربيات ودوليات

بيسكوف: مفاوضاتنا مع الجانب الأوكراني “إيجابية” ميدفيديف: عصر الثقة بالدولار يتلاشى

أكدت الرئاسة الروسية عدم حصول أي اختراقات في جولة المفاوضات الأخيرة بين موسكو وكييف، التي جرت في اسطنبول التركية، على خلفية استمرار العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، أمس، إنه كانت هناك “نقطة إيجابية” تكمن في شروع الجانب الأوكراني بصياغة اقتراحاته ووضعها على الورق.

وتابع بيسكوف: “لا نستطيع تأكيد حصول أي شيء واعد، أي اختراق”، مؤكداً أنه “لا يزال يتعين علينا أداء العمل الذي سيستغرق وقتاً طويلاً”.

وأكد بيسكوف أن رئيس الوفد الروسي في المفاوضات فلاديمير ميدينسكي قد أطلع الرئيس فلاديمير بوتين على نتائج اجتماع اسطنبول، مشيراً إلى عدم إحراز أي تقدم، خلال المكالمة الأخيرة بين بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، بشأن الوضع الإنساني في مدينة ماريوبول المحاصرة من قبل القوات الروسية.

وشدد بيسكوف على أن “المفاوضات تدار من قبل مهنيين ويجب الوثوق بهم”، مضيفاً أن “موقف الجانب الروسي معروف جيدا ومنطقي ويستند إلى أرضية راسخة ولم يطرأ فيه أي تغييرات”.

واستبعد المتحدث باسم الكرملين إمكانية أن تتفاوض موسكو مع أي أحد على وضع شبه جزيرة القرم، مشدداً على أن هذا الأمر ممنوع وفقاً للدستور الروسي.

وبالتوازي مع انطلاق اجتماع اسطنبول، أعلنت روسيا تقليص أنشطتها العسكرية في محوري كييف وتشيرنيغوف ضمن عمليتها العسكرية في أوكرانيا.

في المقابل، أعربت الحكومة الأوكرانية عن استعدادها لمناقشة إمكانية إثبات وضعها الحيادي شريطة تلقيها ضمانات أمنية من عدة دول وتمهيد الطريق لانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.

وتمخضت جولة اسطنبول التفاوضية بين روسيا وأوكرانيا، عن اتفاق على إمكانية عقد لقاء بين الرئيسين فلاديمير بوتين وفلاديمير زيلينسكي بالتزامن مع إبرام النسخة الأولية من اتفاق سلام محتمل بين موسكو وكييف.

بدوره، أوضح كبير المفاوضين الروس في المفاوضات مع أوكرانيا أن حكومة كييف وافقت لأول مرة، خلال اجتماع عقد في اسطنبول التركية على تلبية سلسلة المطالب المبدئية المطروحة من قبل موسكو.

ولفت رئيس وفد موسكو التفاوضي، فلاديمير ميدينسكي، أمس، إلى أن “الجانب الأوكراني أكد لأول مرة، وبصورة خطية، استعداده لتطبيق سلسلة الشروط ذات الأهمية القصوى لبناء علاقات طبيعية مع روسيا في المستقبل”.

وذكر ميدينسكي أن الوثيقة التي سلمها وفد كييف إلى المفاوضين الروس تنص على مبادئ اتفاقية مستقبلية محتملة بين الدولتين تقضي بتخلي أوكرانيا عن فكرة انضمامها إلى حلف الناتو، كدولة خارج أي تكتلات عسكرية سياسية،

إضافة إلى التزام كييف بعدم السعي إلى الحصول على أسلحة نووية أو غيرها من أسلحة الدمار الشامل، فضلاً عن التزامها بعدم استضافة قواعد وقوات أجنبية في أراضيها، وعدم المشاركة في تدريبات عسكرية إلا بموافقة الدول الضامنة ومنها روسيا.

وحمل ميدينسكي حكومة كييف وداعميها الغربيين المسؤولية عن تجاهل هذه المطالب االروسية على مدى سنوات منذ الإطاحة بحكومة الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش، مشددا على أن انضمام أوكرانيا إلى الناتو وإنشاء قواعد للحلف في أراضيها كان مسألة وقت لا أكثر.

وأشار ميدينسكي إلى أن المفاوضات لا تزال مستمرة، مشددا على أن موقف روسيا المبدئي بشأن وضع شبه جزيرة القرم وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين لا يزال ثابتاً.

على صعيد متصل، اقترح رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين، أن تبيع روسيا النفط والحبوب والمعادن والأسمدة والفحم والأخشاب بالعملة المحلية الروبل في الأسواق العالمية.

على الصعيد نفسه، توقع نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف، حدوث تغيير في النظام المالي العالمي الحالي، شارحاً أنّ النظام المالي لن يستمر إذا عرضّه ضامنوه للخطر أكثر من اللازم، في إشارة إلى الدول الغربية.

ورأى مدفيديف، في منشور عبر قناته في “تيلغرام”، أنّ “الحظر على تصدير موارد الطاقة الروسية لم يلحق الضرر حتى الآن إلا بالمستهلكين الغربيين العاديين، أصحاب السيارات، وسكان المنازل المزودة بتدفئة بالغاز”.

وفي ما يتعلق بمستقبل النظامين المالي والنقدي العالميين، اعتبر مدفيديف أنّ حقبة العملات الإقليمية قادمة، مبيناً أنّ “الثقة في عملات احتياطية مثل الدولار واليورو تتلاشى”.

ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير مستودعين كبيرين للصواريخ والمدفعية الأوكرانية، في منطقتي دونيتسك وريفني، بواسطة صواريخ “إسكندر”.

وأفاد المتحدث باسم الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، أمس، بأنّ “القوميين في أوكرانيا يستخدمون الكنيس اليهودي في مدينة أومان لأغراض عسكرية، ولإثارة الضغط من المنظمات اليهودية”.

كذلك، أعلنت الدفاع الروسية أنّ قواتها دمرت مستودعات وقود كبيرة في مقاطعة خميلنيتسكي في غرب أوكرانيا، كانت تستخدم لتوفير الوقود للمركبات المدرعة للقوات الأوكرانية في دونباس.

وأضاف كوناشينكوف أنّ منظومة الصواريخ العملياتية والتكتيكية “إسكندر” دمرت مستودعين كبيرين لأسلحة الصواريخ والمدفعية الأوكرانية في منطقة دونيتسك.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأحد الماضي، أنّها ستحد بشكل كبير من الأعمال القتالية في اتجاه كييف وتشيرنيهيف لإعطاء فرصة للمفاوضات مع الجانب الأوكراني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى