مانشيت

مفاوضات ألمانيّة روسيّة حول معادلة الغاز بالروبل… وباكستان ساحة مواجهة جديدة / اشتباكات في باب العامود بالقدس… والمستوطنون يُطلقون الرصاص الحيّ / الكابيتال كونترول إلى الواجهة مجدداً… واكتمال اللوائح يفتتح العدد التنازليّ نحو الانتخابات /

كتب المحرّر السياسيّ

وسّعت روسيا نطاق معادلتها للدفع بالروبل تأكيداً على كونها معادلة غير ظرفية، فقال الكرملين إنها لن تشمل الغاز فقط، بل كل مبيعات السلع الى الدول التي صنفت غير صديقة لاشتراكها بالعقوبات على روسيا، وذلك بعدما ازداد الطلب الأوروبي على شراء الزيوت والقمح والحبوب من روسيا، فيما سجلت الأسواق الأوروبية أزمات خانقة تطال أغلب السلع الغذائية، اضافة للارتفاع غير المسبوق في الأسعار؛ بينما تحدثت مصادر ألمانية حكومية عن مفاوضات تديرها وزارة الطاقة الألمانية مع شركة وبنك غازبروم للتوصل الى حلّ يضمن استمرار إمدادات الغاز الروسي الى ألمانيا، التي لا تستطيع قبل سنوات التخلص من اعتمادها على هذه الإمدادات، وقالت المصادر إن أحد الحلول المطروحة من الجانب الألماني هو السير تدريجياً بالانتقال الى الروبل عبر تطبيق نسبة معينة من التسعير بالروبل تتصاعد بالتدريج.

على الساحة الدولية جذب باكستان الاهتمام السياسي والإعلامي مع إعلان رئيس الحكومة عمران خان عن تعرّضه لتهديدات أميركية، بالتوازي مع طلب المعارضة المؤيدة لواشنطن طرح الثقة بالحكومة التي يترأسها خان، بعد رفضه السير بالعقوبات الغربية على روسيا وإعلان حكومته عزمها التعاون مع روسيا والصين ببناء أنبوب للغاز الروسي نحو الصين يمر بباكستان، فيما تقوم بين الصين وباكستان وبين إيران وباكستان أشكال من التعاون في قطاعات المرافئ والكهرباء والغاز والمشتقات النفطية، تضع باكستان على عتبة الانتقال الى تشكيل حلقة محورية في حلف اقتصادي صيني روسي إيراني، سواء في قطاع الطاقة أو التجارة وشبكات النقل البرية والبحرية، وانتهت جلسة لثقة بقرار رئاسي بحل البرلمان الباكستاني ولجوء المعارضة الى المحكمة العليا للطعن بالقرار، في ظل موقف للجيش أقرب للموقف الأميركي، ما يضع باكستان على أبواب مرحلة من الصراع، كنتيجة للتطوّرات الدولية التي تجسّدت بالتراجع الأميركي وصعود الثلاثي الآسيوي الروسي والصيني والإيراني، المتصلة جميعها جغرافياً بباكستان.

في فلسطين لا تزال المواجهات التي بدأت بالعمليات الاستشهادية في النقب والخضيرة وتل أبيب والتي توّجتها الاشتباكات بين مجموعات المقاومة وجيش الإحتلال قرب جنين وسقط بنتيجتها شهداء لسرايا القدس، تنتقل من محور الى محور، وقد حطت رحالها ليل أمس في باب العامود بالقدس الذي شهد اشتباكات بين الشباب المقدسيّ وقطعان المستوطنين المدعومين من عناصر الشرطة وجيش الاحتلال، حيث استخدم المواطنون الرصاص الحيّ في مواجهة المقدسيين منتصف ليل أمس. وكانت المواجهات التي يتوقع الفلسطينيون أن تتحوّل الى أمسيات رمضانية لا تنتهي مع الفجر، مستمرة بعد منتصف الليل في حي باب العامود والشوارع المتفرعة عنه.

لبنانياً، اكتملت صورة العديد من اللوائح الانتخابية مع اقتراب نهاية مهلة تشكيل اللوائح وتسجيلها مساء اليوم، وتوضحت معها صورة الكثير من التحالفات، ليبدأ غداً العد التنازلي نحو الانتخابات، في ظل معطيات إحصائية لأغلب الشركات المهتمة بالإحصاءات بفشل ذريع ينتظر الذين راهنوا على تشكيل غالبية نيابية في مواجهة المقاومة، بينما تقول الكثير من الإحصاءات إن حظوظ نيل المقاومة وحلفائها الأغلبية وافرة.

حكومياً، يغلب الملف التفاوضي مع صندوق النقد الدولي على الاهتمام، وفي هذا السياق مساع لضم مشروع الحكومة لقانون الكابيتال كونترول الى جدول اعمال الجلسة التشريعية المقبلة، باعتباره بنداً رئيسياً في الطلبات التي سيبني عليها الصندوق خياره التفاوضي مع الحكومة.

اما وقد احيل مشروع الكابيتال كونترول الى مجلس النواب بعد اقراره في مجلس الوزراء وتوقيعه، فان الانتظار تتجه الى مجلس النواب خاصة انه لم يدرج حتى الساعة على جدول اعمال اللجان المشتركة يوم الاربعاء، علما ان مصادر نيابية رجحت لـ”البناء” ادراجه على جدول الأعمال نظرا لاهمية اقراره لا سيما انه يشكل من ابرز متطلبات صندوق النقد الدولي الذي لن يخصص اي دعم للبنان قبل اقرار الكابيتال كونترول، مع اشارة المصادر الى ان هناك خرقا كبيرا في مفاوضات الحكومة مع صندوق النقد وسوف يبصر الاتفاق النور خلال اسابيع قليلة على ابعد تقدير، علما ان المصادر النيابية نفسها ترجح ان لا تقر الموازنة التي تواصل لجنة المال دراسة بنودها قبل الانتخابات النيابية لاقتناع الكتل السياسية على مختلف توجهاتها السياسية ان اقرار موازنة ستفرض رسوما جديدة على المواطنين سيترك تبعات سلبية على مسار الانتخابات النيابية.

وقال نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي امس: لم تكن هناك اعتراضات كثيرة على مشروع قانون الكابيتال كونترول في الحكومة “وما ضروري” أن يوافق كل الوزراء للتقدم بالقانون إلى مجلس النواب، ورأى ان الصلاحيات التي أُنيطت باللجنة المذكورة في مشروع قانون الكابيتال كونترول، من أجل مرونة وديناميكية العمل. فالقانون يحدد الإطار العام على أن تقرر اللجنة التفاصيل “وما فيك ترجع لمجلس النواب بكل تفصيل لتعدل القانون”. وقال لا يوجد قيود “بالمطلق” على التحويلات والسحوبات المصرفية الداخلية من مصرف إلى مصرف في قانون الكابيتال كونترول ويمكن أن تحدد اللجنة قيوداً “إذا ارتأت إلى ذلك” وهي توضع من أجل حلحلة الأزمة”.

واكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال مهرجان انتخابي الاستمرار في بناء تحالفات في الشرق الأوسط والمضي بالتحرك من أجل اختراع حلول للبنان، هذا البلد الذي نحبه كثيرا.

وفيما استأنفت النّائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية ​غادة عون، قرار إخلاء سبيل شقيق حاكم صرف لبنان رياض سلامة، ​رجا سلامة​، وأحالت الملف إلى قلم الهيئة الاتهاميّة، سألت “البناء” رئيس مؤسسة JUSTICIA الحقوقية الدكتور بول مرقص رأيه بخصوص ابقاء سلامة موقوفا فاعتبر أن قرار قاضي التحقيق بإخلاء السبيل وإن بكفالة يؤشّر عادة وفي المبدأ إلى عدم وجود معطيات على الأقل دامغة بالملف تبرّر التوقيف. وقال إن مقدار الكفالة عالٍ نسبياً لكنه قابل للتخفيض من الهيئة الاتهامية وهي المرجع الاستئنافي لقاضي التحقيق التي توقع أن تنظر بالملف هذا الأسبوع أسوة بما يحصل في ملفات أخرى، لافتاً إلى ضرورة عدم التأخير في البت بملفات كهذه طالما ثمة موقوفين، لافتاً في مطلق الأحوال إلى أن الملاحقات يجب أن تكون شاملة ومعيارية ومركزية من قبل النيابة العامة للتمييزية أو النيابة العامة المالية لا جزئية أو مناطقية أو محدودة.

 الى ذلك، تنتهي مهلة تشكيل اللوائح الانتخابية منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء، وفيما جرى تسجيل معظم اللوائح المحسوبة على 8 آذار والتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي فضلا عن لوائح قوى الحراك، يمكن الاشارة الى ان تحديد التحالفات وفق اللوائح المسجلة من شأنه ان يحدد الى حد كبير المشهد بعد 15 ايار المقبل وصورة المجلس النيابي الذي يبدو ان “اكثريته” ستكون محسوبة على حزب الله وحلفائه، اذا لم تطرأ اية مستجدات قد تغير في النتائج.

إلى ذلك، اعلن النائب طوني فرنجية خلال اطلاق الحملة الانتخابية لمرشحي تيار المرده من بنشعي أن “لائحة “وحدة الشمال” تبني تحالفها على البعد السياسي والوطني لا على المصالح الانتخابية الضيقة”. وشدد على انه “في 15 أيار سنحقّق الانتصار معا وسنهزم الازمات الاقتصادية والمعيشية والحياتية على الرغم من صعوبتها”.

وأكد رئيس تيار المردة سليمان فرنجية أن “لا مشكلة لنا في الحوار مع اي مكون في الوطن ضمن مبادئنا، ولن نفعل اي شيء على حساب وطننا”.

وفي كلمة له من بنشعي لفت فرنجية الى ان “هدفنا راحة الناس، نجحنا في اماكن عدة ونيتنا دائما سليمة”، مشددا على أننا لا نحبذ الشعارات الرنانة بل قراءة التاريخ والجغرافيا وعلى اساس ذلك نأخذ موقفنا السياسي الذي يحمي بلدنا”.

انتخابياً، ايضاً توصل رئيس الحزب الديموقراطي طلال أرسلان ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ورئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب الى اتفاق قضى بتشكيل لائحة موحّدة في دائرة جبل لبنان الرابعة (الشوف – عاليه) لخوض الانتخابات النيابية المقبلة على أساسها، وتضم اللائحة الموحدة عن عاليه: طلال أرسلان، سيزار أبي خليل، أنطوان البستاني، طارق خيرالله، وعن الشوف: فريد البستاني، وئام وهاب، ناجي البستاني، أحمد نجم الدين، أسامة المعوش، غسان عطالله وأنطوان عبود.

الى ذلك، عاد الحديث مجددا عن التشكيلات الدبلوماسية، وبحسب المعلومات فان التوجه الى تعيين مدير عام رئاسة الجمهورية انطوان شقير سفير لبنان في الفاتيكان بدلاً من السفير الحالي فريد الخازن وهادي هاشم سفيراً لدى الامم المتحدة على ان يرفع من الفئة الثانية الى الفئة الاولى وهو يتولى حاليا منصب القائم بالاعمال في سفارة لبنان في الكويت مع اشارة مصادر وزارية الى ان الاتصالات بين المعنيين سوف تنتهي بالاتفاق اليوم على التشكيلات التي ستبصر النور قريبا.

وأعلن وزير الخارجية عبدالله بوحبيب أنه «لم تصلنا بعد ديبلوماسياً أي إشارة الى عودة السفراء الخليجيين إلى بيروت»، مؤكداً في الوقت نفسه «اننا نرحّب بهذه الأخبار”.

واعلن بو حبيب في حديث تلفزيوني رداً على سؤال حول الموقف الخليجي من جواب لبنان على المبادرة الكويتية: «كان جواب لبنان مرحّباً به في الكويت ولم نسمع تحفظات عنه في الكويت أو في السعودية”.

وعمّا إذا كان يؤيد تطبيق القرار 1559 (ذا الصلة بسلاح «حزب الله») أجاب: «طبعاً أنا مع جيش واحد للبنان، ولكن أنا غير مستعد للقبول بحرب أهلية من أجل تطبيقه. فلنجلس ونفكر مع غيرنا مع دول عربية ومع الأمم المتحدة عن آليات لتنفيذ هذا القرار». وأشار في سياق آخر إلى أن «بيروت تؤيد عودة سورية إلى الجامعة العربية، ولكن يبدو أن هناك ضغوطاً أوروبية وأميركية على دول عربية بأنه ما زال من المبكر عودة سورية إلى الجامعة العربية”. لكنه أكد في الوقت نفسه ضرورة أن نأخذ بالاعتبار قانون قيصر، فـ “نحن نخافه ونسير بكل شيء خطوة خطوة حتى لا يُطبّق قانون قيصر علينا”.

وقال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد: “نحن نريد الشراكة ولا احد يمكنه الحكم وحده، حتى لو طال رأسه السماء، فطبيعة لبنان وتركيبته الطائفية تفرض التوافق، واذا لم نتفاهم في ما بيننا سنظل نعاني مشاكل اقتصادية وإنمائية وإنتاجية، ليس لدينا فرص عمل لأننا لسنا منتجين، والسلطة علمت الناس على الكسل والاقتصاد الريعي وفوائد البنوك”.

وقال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي “تجب إعادة النظر ببنود الطائف لأن هناك ثغرة أساسية ألا سلطة تستطيع حسم الأمور وإتخاذ القرار، وكلّ طرف قوي أكان بالسلاح​ أو السياسة​ يقوم بهذا الأمر”. وأكد الراعي، أن “الدستور يقول إن رئيس الجمهورية لا يستطيع التجديد، وهذا ما أنادي به، وعلينا انتخاب رئيس جديد قبل شهرين من انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون”، موضحًا “أننا نريد رئيس جمهورية يستطيع توحيد اللبنانيين، وأن يمسك الدستور بيده وينفذه من دون خوف”. وقال: “اختاروا مرشحي رئاسة الجمهورية من الآن، اطرحوا الأسماء، لكي نختار رئيساً يستطيع أن يمسك بزمام الأمور في هذه الفترة الصعبة”. وعن كلام رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب ​محمد رعد​، شدد على “أننا نرفض تغيير لبنان، لكن أوافق رعد بأنه لا يمكن لأحد مهما علا شأنه أن يحكم لبنان”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى