أخيرة

رمضان، رياضة روحية

المأزق الإنساني أو المعضلة الإنسانية هي في المقام الأول جغرافية أو مكانية، فلقد قيّض لهذا الإنسان ان يتواجد فيزيائياً في منطقة التقاء المادة ونقيض المادة، وكان عليه تبعاً أن يحافظ على ذلك التوازن الدقيق بين متطلبات ذاته المادية وذاته الروحية، فلا يدع أيّ منهما تتضخم على حساب الأخرى، فالأنانية هي أمّ كلّ الخطيئة، وهي انتصار للجذب المركزي أو القبض على حساب ذلك التوازن، والإيثار هو أبو كلّ الفضيلة حيث تقوم الـ «أنا» المثالية بالتصدي للذات القابضة وتحدّ من تغوّلها ورغبتها الدؤوبة على الاستحواذ والاكتناز.

رمضان فترة زمنية تمثل حوالي عشر الزمن، يتأتّى للإنسان فيها ممارسة رياضة روحية من خلال مقاتلة تغوّل الجذب المركزي وترويض النزعة المادية في الإنسان للمراكمة، والحدّ من التكدّس، فما ملأ ابن آدم وعاءً شرّاً من بطنه، وهو إذ يمارس هذه الرياضة الروحية لمدة شهر من العام يجعل من التصدي لنداء الاستحواذ والمراكمة عادة، ومن التوازن بين المتطلبات المادية للإبقاء على الحياة مع عدم الإفراط في ذلك طريقة حياة، فكلوا واشربوا ولا تسرفوا.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى