أخيرة

إخواننا…

في الوقت الذي كان يهدّد بإرسال جيش جرّار لقتال بشار الأسد في سورية كان مرسي يرسل رسالة محبة وتقدير وصداقة الى شيمون بيريز، رئيس الكيان آنذاك، ليس من الضروري ان تتواجد في الغرفة التي تحاك فيها المؤامرة، فقط راقب ما سيفعل أولئك الذين خرجوا للتوّ من الغرفة، وستعلم بعد قليل ما تمّت حياكته، المهمّ أن تلتزم بمبدأ مفرط في أهميته، لا تهتمّ كثيراً لما يقوله أولئك الذين اجتمعوا، يجب ان تعوّل بالكلية على ما يفعلون، في مصر كان أول ما فعله مرسي حينما تسلّم سدة الرئاسة هو إشهار التزامه المطلق بالاتفاقيات التي وقعتها مصر مع جميع الدول وبالذات اتفاقية كامب ديفيد المذلّة.

ولم يمض قليل وقت حتى كان يدعو الى حشد عظيم في إستاد القاهرة ليعلن انه على استعدادٍ لإرسال جيش جرّار لمحاربة بشار الأسد، وما أن حلّ الخامس عشر من أيار/ مايو من ذلك العام، وهو تاريخ نكبتنا واحتفالية الكيان الغاصب بعيد إنشائه، حتى كان مرسي يبادر الى إرسال رسالة تهنئة الى شيمون بيريز رئيس الكيان آنذاك يهنئه بالمناسبة ويدعوه “صديقي العظيم”.

الغنوشي في تونس أطلق تصريحاً مثيراً للشفقة والازدراء، طائعاً مختاراً، لم يجبره أحد عليه، قال لا فضّ فوه، أنه يكن كل المحبة للشعب الإسرائيلي وليس لقيادته، يبدو ان الغنوشي نسي أو تناسى انّ الشعب “الإسرائيلي” هو من قطعان المستوطنين الأشدّ شراسة في كراهية العرب، والأكثر تغوّلاً في سرقة الأرض وتدنيس المقدسات وبالذات الأقصى، حزب النهضة وقف بقوة ضدّ مشروع قرار في البرلمان التونسي يجرّم التطبيع، هو نفسه وقف بنفس القوة إزاء قرار يطالب فرنسا بالاعتذار عن حقبة الاستعمار، لن نتكلم عن دورهم في سورية، ولن نتكلم عن دورهم في اليمن، ولكن خلاصة الموضوع هي انّ اخواننا المسلمين، قلوبهم معنا ومع قضايانا، وسيوفهم فيما يبدو، علينا.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى