أخيرة

عفيف رعى احتفال موقع “صدى4 برس” بعيده العاشر: الاصطفاف السياسي سمة الإعلام اللبناني لكن المال السعودي شوّه المفاهيم علي أحمد: لن نستكين عن مواجهة التحديات التي تعصف بنا وببلدنا وبإعلامنا

برعاية مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف، أقام موقع “صدى4 برس” الإخباري إفطاره السنوي، واحتفالاً بالعيد العاشر لانطلاقته، وذلك في مطعم “فخارة فتوني  pearl of Beirut Hotel” حضره وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، وزير العمل مصطفى بيرم، وزير الصناعة السابق عماد حب الله، عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض، الملحق الثقافي للجمهورية الإيرانية في لبنان السيد محمد مرتضوي، رئيس المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ، الشاعر نزار فرنسيس، وحشد من الصحافيين والإعلاميين وشخصيات سياسية وفاعليات بلدية واجتماعية ومهتمّين.

بداية النشيد الوطني اللبناني، وكلمة تعريف من حسين الفوعاني، ثم كلمة مدير عام “صدى4 برس” علي أحمد قال فيها:

في ظلّ ما يمرّ به بلدنا الحبيب لبنان من أزمات سياسية وأمنية واجتماعية واقتصادية ومالية، حيث بتنا نعيش في كوابيس غريبة ومخيفة ومظلمة تعجز الجبال على تحمّلها، نؤكد أننا مستمرون في عملنا الإعلامي المناهض للهيمنة والغطرسة التي تحيط بلبنان من كلّ حدب وصوب، وفي إعلاء كلمة الحقّ ومناهضة الباطل والدفاع عن خط المقاومة ونهجها الذي صان الأرض والعرض والكرامة وحمل همّ شعب لبنان من أقصاه الى أقصاه على المستويات كافة.

أضاف: إننا كإعلاميين نؤكد في هذا الحفل السنوي أننا لم ولن نستكين طرفة عين أبداً عن مواجهة التحديات التي تعصف بنا وببلدنا وبإعلامنا، ولن نتقاعس عن القيام بواجبنا الذي لا يقلّ أهمية عن الرصاصة التي تقتل عدونا الذي لا يريد بنا إلا شراً.

وألقى راعي الإفطار مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف كلمة بارك في مستهلها بشهر رمضان وبعيد الفصح المجيد، مؤكداً ضرورة التشدّد في موثوقية ما يُبث من أخبار ومعلومات على المواقع الإخبارية، وإذا كانت الصحف ‏المعروفة التي تتمتع بميزتين هما الخبرة في التدقيق والوقت الإضافي يتمّ التعامل معها بأنّ مضمونها (حكي ‏جرائد)، فما بالك بوسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية التي تعاني أزمة موثوقية حادة ‏وقابلية تزييف، وسطو على الحسابات وفائض معلوماتي، وأن لا نقع في فخ السبق الصحافي ‏والتسرّع وسحب الأخبار طالما أنّ الجميع “‏Online‏”، إنما البحث عن المميّز والجادّ والمفيد في ‏المعلومات الجديدة، المقابلات المميّزة، التغطيات المهنية المحترفة. ‏

كما سوف أغتنم هذه الفرصة لأطرح على إدارات هذه المواقع العاملة في كنف المقاومة وخطها ‏الفكري السياسي أو القريبة منها، فكرة غير جديدة وغير مستحدثة ولكنها باتت ضرورية وملحة، إذ ‏أننا نشهد المزيد من إنشاء الحسابات والمواقع التي تعاني صعوبات في التمويل وتتوجه إلى نفس ‏الجمهور وتتنافس على نفس المعلومات وتكرّر الجهود، لذا أقترح العمل على طاولة نقاش تستهدف ‏الدمج الممكن في عملية غير قسرية، بهدف تقوية إمكاناتها، والاستفادة بشكل أمثل من كوادرها ‏الوظيفية وتطوير مهنيتها كي تتقدّم إلى مراكز أفضل وتحقق الغايات المرجوة منها. وأتعهّد بدعم ‏هذا النشاط وهذه المحاولة مالياً ومعنوياً وعلى كلّ صعيد ثقة بكم وإيماناً بقدراتكم الإبداعية ‏وتطويراً للعمل الجماعي على حساب المواهب الفردية. ‏

وقال عفيف: يعرف أهل المهنة أنّ الاصطفاف السياسي كان دائماً سمة من سمات الإعلام اللبناني، إنّ التمويل ‏الخارجي ليس سراً مكتوماً، وإنّ الانخراط في صراعات الداخل والإقليم ترك بصماته على كلّ ‏تفصيل من تفاصيل الحياة السياسية والإعلامية على حدّ سواء، ولكن يدرك الجميع ـ بغضّ النظر ‏عن الميل السياسي ـ أنّ الإعلام اللبناني لم يصل قط إلى مستوى أكثر انحداراً على مستوى المهنية ‏والقيم الأخلاقية مما آل إليه اليوم، والسبب واضح وجلي وهو المال السعودي الذي شوّه المفاهيم، ‏وضرب المهنية وأطاح بالقيَم والأعراف، واشترى الضمائر والأقلام، ووضع لائحة بأسعار ‏التصريحات والمواقف والمقابلات، وأفسد فساداً عظيماً في حقل هو إبداع لبناني خالص متميّز به ‏عن أقرانه في المنطقة العربية، ولن يأخذ أحدٌ بتاتاً دور بيروت في عالم النشر والصحافة والإعلام ‏التي حافظت طويلاً على قدر رفيع من المهنية ومواثيق الشرف والاحتراف الرفيع. أما الآن وبسبب ‏المال السعودي فقد طغت ثقافة الشتم على ثقافة التفكير والنقاش والأحادية على التنوع والأكاذيب ‏على المصداقية والتفاهة على المعرفة، وطغت الحملات المدفوعة والمنصات المأجورة الثمن في ‏غياب أيّ مرجعية قانونية أو فكرية تحفظ الإعلام اللبناني وموقعه الرائد ودوره الطليعي المتقدم. ‏

وتطرق عفيف إلى عنصر من عناصر بناء العملية الإعلامية وهو المصطلح، وهنا اختار ‏نموذجين: “الذئاب المنفردة” و”السياديون”. ‏

لقد اعتادت وسائل الإعلام بما فيها القريبة من المقاومة الفلسطينية استخدام مصطلح “الذئاب ‏المنفردة” عن العمليات التي راجت أخيراً في فلسطين، وهو مصطلح غربي أساساً وتمّت نسبته لاحقاً ‏إلى بعض عمليات التنظيم الإرهابي الوهابي “داعش”، إنهم ليسوا ذئاباً بل هم مقاومون أبطال، وإنهم ليسوا ‏أفراداً بل هم جمع، هم الشعب الفلسطيني برمّته من البحر إلى النهر، وهم كنيسة القيامة ومهد المسيح ‏ومسرى المصطفى، وهم فصائل المقاومة مجتمعة، وإنّ إشاعة مصطلح “الذئاب المنفردة” ‏إساءة إليهم وإلى نضالهم، وإني أدعو إلى التفكير الجاد بمصطلح جديد يناسب الواقع الفلسطيني ‏المقاوم. ‏

ومن المصطلحات الشائعة الخادعة (السياديون) وتحت شعارها ينطلقون إلى الساحات أو يخطبون ‏على المنابر أو تتملق لهم بعض وسائل الإعلام أو يشكلون لوائح انتخابية، وهذا المصطلح يرسم ‏حداً مع الآخرين، أيّ نحن (التابعون). لن نطالبكم أبداً بوحدة المعايير ولا حتى في تعريف السيادة ‏والاستقلال، ولن نحمّلكم ما لا طاقة لكم به، أيّ إدانة الإعدامات في السعودية أو الدفاع عن حقوق ‏الإنسان في اليمن وسورية ولا حتى الانتهاكات الصهيونية في القدس، ولكن على الأقلّ إدانة ‏الانتهاكات “الإسرائيلية” لسماء لبنان، ولكنهم لا ينظرون إلى لبنان وطناً واحداً لجميع أبنائه ولا إلى ‏سماء لبنان سماء لجميع اللبنانيين. ‏

إنّ هذا الشعار الخادع ليس إلا غطاءً للانتماء الحقيقي: سياديون ضدّ المقاومة، والتحرّر حيث ما ‏يكون هناك قضايا حق ونضال. سياديون في خدمة أميركا ومشروع التطبيع مع “إسرائيل” لا في ‏خدمة لبنان. ‏

كما تطرق عفيف إلى الشأن الانتخابي المحلي جازماً أنّ الانتخابات ‏النيابية ستجري في موعدها المقرّر ولن يعطلها لا همس سفيرة ولا عراقيل تقنية ولا مخاوف ‏مسؤول أمني. وفي هذا السياق دأبت بعض وسائل الإعلام ومراكز إحصاء وسفارات وقوى محلية ‏بالحديث أنّ حزب الله لا سيما بعد العقوبات بات محاصراً داخل طائفته وهو يعاني من تراجع في ‏شعبيته حتى داخل طائفته، وما أن بدأ تركيب اللوائح الانتخابية وظهرت على نحو واضح التحالفات ‏السياسية في الساحتين الدرزية والسنية خاصة، ثم تلاها لقاء المصالحة الشديد الأهمية على طاولة ‏إفطار سماحة الأمين العام حتى ظهر للعيان أنّ حزب الله يحوز أوسع شريحة تحالفات عابرة ‏للطوائف والمناطق لا تتوفر لأي قوة سياسية أخرى. ‏

واضاف إننا وحلفاؤنا نتطلع بثقة إلى يوم الخامس عشر من أيار لخوض الانتخابات النيابية صفاً واحداً ‏وبغرض وحيد هو الفوز المستحقّ في هذا الاستحقاق المصيري الهام. ‏

وفي هذا السياق، يهمّني الإشارة إلى أحدهم، وأحدهم هذا خصص جزءاً هاماً من خطاب سابق له ‏في مناسبة كبيرة للحديث مع الشيعة وقرأ عليهم بعضاً من مزامير داوود والوصايا العشر إلى أن ‏قال له بعض مستشاريه أن يكفّ عن هذا الحديث عديم الجدوى مع أهل المقاومة والبصيرة، ولكن ‏الطبع غلّاب فعاد إلى نفس النغمة السابقة مخاطباً الشيعة ولكن هذه المرة من باب الهجوم على ‏الوزير الحليف جبران باسيل، وهنا يهمّني أن أؤكد أننا وحلفاؤنا من مختلف الطوائف والمناطق ‏موحدون حول المقاومة ودورها في الدفاع عن لبنان وردع العدوان وإننا والتيار والوطني الحر ‏متمسكون بتفاهمنا الثابت وروابطنا قوية وعلاقاتنا ممتازة ولا يزيدنا تشكيكٌ إلا تماسكاً، وإننا ‏والتيار الوطني الحر سنخوض الانتخابات النيابية سوياً تحت شعار (كنا ورح نبقى نحمي ونبني) من أجل ‏لبنان وشعبنا العظيم. ‏

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى