أخيرة

طوبى لأبطال حلبا

} يوسف المسمار*

 

الحقُ يشهدُ، والعدالة ُ تعلنُ

حلبا الأبيّة، بالإباء ِ تعنوَنُ

ببطولة ِ الأحرار ِكانت كوكبا ً

بسنائه ِ الليلُ البهيمُ يُغيبنُ

بجراح ِ أبناء ِ الحياة ِ تطهّرت

وبكل ِ قدسيّةِ الجراح ِ تلوَّنُ

دخلتْ سجلَ الخالدين بفتيةٍ

بفدائهمْ صارَ الخلودُ يُزَينُ

تستنفرُ الأجيالَ، تدفعهمْ الى

أرقى وأسمى ما المناقبُ تأذنُ

فدماءُ أبناء ِ الحياة ِ بطهرها

قيمُ الأصالة ِ والمحامد ِ توزَنُ

أبطالُ حلبا طاقة ٌ روحيّة ٌ

بلهيبها روحُ القداسة ِ تقطنُ

صنعوا بأنفاس ٍتظلُ مدى المدى

نورا ً يشعُ على الدنا ويُهيمنُ

بذلوا الدماءَ فأشعلوا بطهارها

مشعالَ حق ٍ، والعدالة َ أعلنوا

كتبوا بملحمة ِ الفداء ِ قصيدة ً

ستظلُ ما بقيَ الزمانُ تثمنُ

فتحوا الدروبَ الى العلاء ِ بوقفة ٍ

بالعز، ِفانقهرَ الوجودُ المنتنُ

رسموا لأجيال ِ الحضارة ِ عالما ً

بالعز يختصرُ الحياة َ ويشحنُ

صاروا المنارَ لكل مَن عشق الحياة

عزيزة ً، وبوقفة العز اغتنوا

طوبى لهم فهمُ الألى بدمائهمْ

نهجَ التراحم ِ والتآخي دَوَّنوا

رفضوا العداوة َ بين اخوتهم وقد

بفدائهم شِيمَ الأخوّة ِ مَتنوا

وسعوا لوحدة ِ شعبهم بإرادة ٍ

لا تنثني أبدا ً، ولا تستجبنُ

ظلت فلسطينُ الحبيبةُ عشقهم

فتنافسوا بغرامها وتفنّنوا

هُمْ في المقاومة ِ الشريفة ِ عينها

وسلاحها، وهُمُ الملاذ الآمنُ

هُمْ للعراق ِ زوابعٌ بهبوبها

تاريخ ُ سومر بالكرامة ِ يُضمنُ

هُمْ للحياة ِ مشاعلٌ بضيائها

تحريرُ غز َّة َ بالفداء ِ يُكوَّنُ

هُمْ للخلود ِ عقيدة ٌ بصوابها

ولقائهمْ أهلُ الخلود ِ تروحنوا

أبطالُ حلبا شعلة ٌ أبدية ٌ

بدمائهم كتبَ المصيرُ الأحسنُ

أبطالُ حلبا إنْ قضوا فنفوسهم

أبدا ً بأحضان ِ الألوهة ِ تسكنُ

لا هول أبناءَ الحياة يُذلّهمْ

فهمُ الألوهة ُ فيهمُ تتجمعنُ

لا تحسبوا الأحرارَ أمواتا ً فهم

في ذمة ِ التاريخ ِ فجرٌ بَيّنُ

*شاعر قوميّ مقيم في البرازيل.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى