حديث الجمعة

القائد والمدير..

هل الإدارة علم أم فن أم خبرة؟ يتبادر إلى أذهاننا هذا السؤال كثيراً ونسأل أيضاً ما هي المعايير المتبعة عند تسليم الشخص منصباً ما؟

ظلت المؤسسات على اختلاف أنواعها لوقت طويل تبحث عن المدراء الذين لديهم خبرة طويلة وعلم بآن معاً. وكان معيار العمر هو الأساس بالنسبة لهم فبنظرهم الشخص صغير السن لا يملك من الخبرة ما يعينه على منصب الإدارة.

لكن اليوم، اختلفت النظرة عما كانت قديماً كثيراً فالشركات تتسابق لتوظيف المدراء الشباب فهو يؤمنون أنّ الطاقات الشبابية قادرة على اكتساب الخبرة بشكل أسرع. وصغيرا السن بالعموم أكثر ميلاً لتطوير أنفسهم وخبراتهم، وتعديل نظرتهم تجاه الكثير من الأمور المرتبطة بمجال تخصصهم فهم بالمجمل يتمتعون بالمرونة.

تكمن السعادة في المجتمع الوظيفي بتكامل الجوانب الأربعة : الجانب الاجتماعي، الجانب النفسي، الجانب الإبداعي الجانب الصحي والمتمثلة ببيئة عمل جاذبة والتي يستطيع فقط المدير الناجح تحقيقها عندما تكون لديه رؤى ثابتة وخطط واضحة، وبالمقابل عندما يكون فريق العمل طموحاً ومتعاوناً. فالمدير الناجح يقود سفينة عمله إلى شط الأمان ولا يخشى موظفوه من الغرق.

والجدير بالمدير القائد أن يعترف بنقاط ضعفه ويعمل على تطويرها ولا يعتبر مثل هذا التصرف إهانة مطلقاً فقد أشار (دوستويفسكي) للذة الإهانة في «الإخوة كارامازوف» عندما قال: «إنّ في إهانة المرء لنفسه لذّة».

إن كنت تملك بعض الخصال التي تعتقد أنها جيدة أو تجلب لك شعور السعادة وكان التخلي عنها شيء محمود لرفع سوية العمل فتخلّى عنها ولا تلتفت للوراء أبداً.

بعض الأفراد يتفيقهون من عدم وعي الآخر لفكرة الخطأ، أو من سبات محيطهم الغافل عن جرائمهم، فينساق المتربّح لفعل الاستهبال، ومَن يعتمد مثل هذا التصرف لن يكون يوماً مديراً ناجحاً.

فالمدير الجيد في نظر (تمبلر) هو القدوة لفريقه، لأنه المسؤول عن تحديد المهام ووضع القواعد واللوائح التنظيمية، لذلك فهو المسؤول الأول عن تنفيذ ما وضعه بيديه، كما أنه من المهم أن يمتلك كل مدير القدرة على التركيز، فيفصل العمل عن الحياة الشخصية، حتى يبدع في منصبه ويحقق أعلى الإنجازات.

نعم الإدارة علم وفن وخبرة تكتسب بالمران والتدريب المتواصل ومهارة الإقناع والتفويض من أساسيّات تفكير المدير الناجح ومن يؤمن بفكرة أنه سيكون مديراً ناجحاً فسيصل لمبتغاه لا محالة. فالفكرة جوهر الوجود وقد أكدّ على ذلك (جورج برناردشو) عندما قال: «يمكن أن يعمل الناس ثماني ساعات من أجل الراتب، وعشر ساعات من أجل المدير الجيد..».

صباح برجس العلي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى