الوطن

نصر الله للمطالبين بنزع سلاح المقاومة: فشرتم وجاهزون لمناقشة استراتيجية دفاعية وطنية رفعنا الجهوزية والاستنفار تزامناً مع مناورة العدو الضخمة المقاومة تضمن استخراج النفط والغاز من المياه الإقليمية

ـ أدعو الشعب للوقوف إلى جانب المقاومة وحلفائها ـ بعض القوى السياسية أخذت من سلاح المقاومة عنواناً للمعركة الانتخابية ولم يلتفتوا لهموم الناس ـ الانتخابات حرب تموز سياسية ونتطلع إلى أهلنا في كلّ الدوائر الانتخابية أن ينتصروا فيها بصدقهم ووفائهم

أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أنه «طلبنا من تشكيلات المقاومة الاستنفار لتكون على أهبة لمواجهة العدو» الذي بدأ مناورات ضخمة في الأراضي المحتلة. واعتبر  أنَّ التدريب على السلاح واقتناءه واجب وقال «ليفهم من يريد نزع سلاح المقاومة أي مقاومة هذه، و»فشروا» أن ينزعوا سلاح المقاومة»، مؤكداً أنّ المقاومة ستضمن استخراج النفط والغاز من المياه الإقليمية لحلّ الأزمة.

كلام السيد نصرالله جاء في كلمة له عبر الشاشة خلال  مهرجان انتخابي لحزب الله في صور والنبطية، أكد فيها «أن اللجان التي أجرت استطلاع رأي في الـ15 دائرة انتخابية، كان همّ غالبية الناس فيها معالجة الوضع المعيشي من غلاء أسعار وكهرباء ومحروقات وتحسين الرواتب ومكافحة الفساد والبطالة واسترداد أموال المودعين وغيرها وليس معالجة سلاح المقاومة»، معتبراً «أن بعض القوى السياسية أخذت من سلاح المقاومة عنواناً للمعركة الانتخابية الحالية ولم يلتفتوا، إذن، لهموم الناس».

وأكد أن «على اللبنانيين أن يعرفوا أن من يدعو اليوم لنزع سلاح المقاومة والتخلص من حزب الله وحلفائه، يتجاهلون ما عاشه الجنوب وما عاناه أهل الجنوب من الكيان الصهيوني الموقت».

وقال «عندما دعا رئيس مجلس النواب نبيه برّي إلى طاولة الحوار ولبيّنا الدعوة حين تطرّقنا للإستراتيجية الدفاعية قال أحدهم إنَّ «إسرائيل» لم تعتدِ على لبنان»، مضيفًا «إن من يُنكر ذلك لا ينظر إلى «إسرائيل» على أنها عدو ولا يعتبر أنَّ لها أطماعاً في غاز ونفط ومياه لبنان».

ولفت السيد نصر الله إلى «أن معاناة أهالي الجنوب بدأت منذ احتلال الكيان الصهيوني لفلسطين ومن يقول أن الاعتداءات الإسرائيلية هي ردّ على عمليات المقاومة نقول له أنَّه حتى الستينات لم يكن هناك عمليات، وفي مثل هذه الأيام في العام 48 دخل العدو  إلى القرى الجنوبية واستباح الأراضي وروّع الأهالي». وأشار في هذا السياق، إلى أن «السيد عبد الحسين شرف الدين أرسل رسالته المعروفة إلى رئيس الجمهورية لحماية الجنوبيين حتى لا يُهجّروا ولكي لا يتحول الجنوب إلى فلسطين ثانية».

كما لفت إلى أن «السيد موسى الصدر أسّس وخطّط للمقاومة ومنذ وصوله إلى لبنان طالب الدولة اللبنانية بحماية الجنوب من الاعتداءات الإسرائيلية، وطالب الدولة فقط بتدريب شباب الجنوب ليدافعوا عن أرضهم طوال عشر سنوات ولكن بسبب إهمالهم لم يلتفتوا له ولذلك لجأ إلى خيار المقاومة المسلحة نتيجة تخلّي الدولة واللبنانية والدول العربية عن الجنوب»، معتبراً «أنَّ التدريب على السلاح واجب كتعلّم الصلاة واقتناؤه واجب كاقتناء القرآن وكان الإمام الصدر قد تدرّب على السلاح ووضعه في منزله». وقال «ليفهم من يريد نزع سلاح المقاومة أي مقاومة هذه، و»فشروا» أن ينزعوا سلاح المقاومة».

وتابع «الإمام الصدر أكَّد أنَّ الدفاع عن النفس والكرامة جزء من قرار الإنسان ولا يحتاج إذناً من الدولة وكان هو أول المطالبين بإزالة «إسرائيل» من الوجود، والإمام الصدر أكَّد أنّه يريد الجنوب صخرة منيعة تتحطم عليها أحلام «إسرائيل» تكون نواة تحرير فلسطين وطليعة المحاربين لـ»إسرائيل» ونريد الجنوب متمسكاً بلبنان ومرتبطاً بهذه الأمّة»، مضيفًا إن «الإمام الصدر أكَّد أنَّ عيشنا من دون القدس موت وذلّ وعندما يتخلى الإنسان المسلم أو المسيحي عن القدس يعني أنَّه يخرج عن دينه، فعلماؤنا وقادتنا كان خيارهم الدولة وأن يقاتلوا تحت رايتها ولكن الدولة هي من كانت تدير ظهرها للجنوب وأهله».

ورأى السيد نصر الله «أن من يطالب اليوم بإلغاء المقاومة يتجاهل ويتنكّر لكل إنجازاتها الوطنية والقومية وإنجازها الأعظم في تاريخ لبنان وهو تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة كافة»، مؤكداً «أن المقاومة وحدها بكل فصائلها حرّرت كامل الأراضي اللبنانية المحتلة وحرّرت الأسرى بكرامة وعزّة».

وأشار إلى أن «المقاومة بتحرير لبنان حطَّمت صورة «إسرائيل» العظمى وهي لا تستطيع أن تبقى في لبنان وهو الأضعف بين بلدان الطوق كيف لها أن تحتل سورية ومصر، والمقاومة أعادت للبنان ودول المنطقة الثقة بالنفس والإيمان بالقدرة على التحرير وهذا صُنع بالدماء، والمقاومة تقوم بأمر أهم من التحرير وهو حماية كل لبنان من الأطماع والعدوان الإسرائيلي وهي من تصنع توازن الردع مع العدو وهي من صنعت الأمان لأهالي القرى الأمامية بكل أطيافهم»، متسائلاً «إذا تخلّى الناس عن المقاومة وتخلّت المقاومة عن سلاحها كما يُطالب فمن يحمي الناس؟».

وأردف «الذين يطالبون بنزع سلاح المقاومة حين تسألهم عن البديل لا يقدمون لك بديلاً وليس لديهم سوى سلموا سلاحكم للدولة بينما نحن قدمنا إستراتيجية دفاعية على مدى سنوات، وعلى طاولة الحوار قدمتُ إستراتيجية دفاعية وحين طالبهم الرئيس برّي بالردّ عليها طلبوا رفع الجلسة ومن حينها لم يجاوبوا، كما أنه حين دعا الرئيس ميشال عون إلى طاولة حوار وكان ضمن بنودها الإستراتيجية الدفاعية قاطَعها من يريد نزع السلاح»، معلناً «أننا نحن جاهزون لمناقشة إستراتيجية دفاعية وطنية لأننا أصحاب حجّة ودليل ومن يهرب فهو في موضع ضعف».

ولفت إلى أن «الهدف في حرب تموز العسكرية كان إلغاء المقاومة وهذه المطالب هي نفسها اليوم تُطرح في الحملات الانتخابية ما يعني أنها حرب تموز سياسية» وقال «يا أهلنا في جنوب لبنان أنتم الذين انتصرتم على العدو في حرب تموز العسكرية بصمودكم وشجاعتكم، واليوم نحن نتطلع لكم في كل الدوائر الانتخابية أن تنتصروا في حرب تموز السياسية بصدقكم ووفائكم»، لافتاً إلى «أن البعض يقول أنَّه لن يصوت للمقاومة بسبب الأزمة الاقصادية ونحن نقول المقاومة ستضمن استخراج النفط والغاز من المياه الإقليمية لحلّ الأزمة، وعلينا أن نخرج في 15 أيار ونمارس المقاومة السياسية للحفاظ على المقاومة العسكرية».

وتابع «أدعوكم اليوم إلى أن تقفوا إلى جانب المقاومة وإلى جانب حلفائها فهي مقاومة الإمام شرف الدين والإمام الصدرر والسيد محمد حسين فضل الله والشيخ محمد مهدي شمس الدين وهي حصيلة الكثير من دماء الشهداء وتضحيات الجرحى وعذابات الأسرى، فهذه المقاومة هي مقاومة كلّ الشعب اللبناني ولا يتخيل أحد أن يتخلى شعب المقاومة عنها ومن يريد أن يحافظ ويدافع ويحمي لبنان واستخراج ثروته النفطية ويحمي مياه لبنان فليصوت للمقاومة وحلفائها».

وعن المناورة التي يُجريها جيش الاحتلال «الإسرائيلي»، قال السيد نصر الله «سنقول للعدو أنَّ أي خطأ باتجاه لبنان لن نتردّد عن مجابهته ولسنا خائفين من مناوراتك ووجودك ونحن الذين قلنا منذ عشرين عاماً أنك أوهن من بيت العنكوب، وكما قلت في يوم القدس بشأن المناورة الإسرائيلية اليوم أُعلن بأنــنا في الســاعة السابعة الآن نحــن طلبنا من تـــشكيلات المقـــاومة في لبنان أن تستنفر سلاحها وكوادرها وقادتها ضمن نسب معينة وترتفع مع الوقت لتكون على أتم جهوزية لمواجهة العدو».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى