مقالات وآراء

المحور الخليجي الصهيوني الجديد…

} د. علي عباس حمية

بعد سقوط نظرية الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد أو الكبير، وبعدما تمّ إفشال المؤامرة الصهيونية الأميركية الكبرى المتمثلة في اعتداء «إسرائيلي» كبير كان على لبنان عام ٢٠٠٦، حيث لم يعد لأميركا و»إسرائيل» ودول وزارات السعادة والمطاوعين الخليجيين ايّ صبر إلا أن يمضوا قدماً بإعلان التطبيع مع العدو «الإسرائيلي» ومحاولة تزوير التاريخ والجغرافيا عبر علماء دين صهيووهابيين وإعلانهم فلسطين أرضاً لبني «إسرائيل» ومحو كلّ تاريخ الأرض والعرض لتمرير «صفقة القرن»، إلا أنها لم تجدِ نفعاً نظراً لتفاعل الكثير من شعوب دول الخليج الحرّ ضدّ المشروع على الرغم من الخوف والخضوع لمنشار ابن سلمان وعقدة ابن زايد الغربية وعمالتهما مع الكيان المؤقت الزائل.

كلّ ذلك من أجل ضمّ دولة «إسرائيل» المؤقتة ومعها الأردن مع وعود للرئيس الفلسطيني محمود عباس بضمّه لحلف دول مجلس التعاون الخليجي الجديد شرط ان يكون (أيّ محمود عباس) السيف المسلط الأقرب على المقاومة الفلسطينية.

إنّ حلف مجلس التعاون الشرق أوسطي الجديد بين دول الخليج و»إسرائيل» والأردن والسلطة الفلسطينية هو بديل مشروع الشرق الأوسط الجديد او لربما كان هو المخطط (أ) من البداية.

كلّ ذلك الحلف الصهيو أعرابي أميركي مع افتعال الربيع العربي وإنشاء المنظمات الإرهابية أمثال «داعش» و»النصرة» وغيرها التي ابتدعتها أميركا من أجل تقسيم العالم العربي وصولاً إلى إعلان التطبيع العلني والشرق الأوسط الجديد، الذي أفشله حلف المقاومة (محور القدس)، كان تمهيداً لإعلان مجلس التعاون الشرق أوسطي الجديد والذي يضمّ معه العدو «الإسرائيلي» والأردن.

هذا الحلف الصهيوأعرابي هو فعلياً بمواجهة حلف المقاومة وهلاله من إيران الى العراق وسورية ولبنان وفلسطين واليمن الداعم الأوحد للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.

لربما نجد أنّ جمهورية مصر العربية هي الفيصل في المنطقة وميل دفة الميزان حيث الكلّ ينظر اليها، هل ستنفض غبار التطبيع الفاشل والانضمام الى حلف المقاومة (حلف القدس) من أجل القضية الفلسطينية وتحرير القدس بل كل ارض فلسطين. طبعاً لا يمكن ان نتجاهل مواقف بعض الدول العربية وعلى رأسها جزائر الداعمة للقضية العربية.

كلّ المؤامرات متصلة ومتواصلة من قبل الدولة العميقة الأميركية والقوة الخفية مع الكيان المؤقت الزائل ودول التطبيل والتطبيع جميعها ضد القضية الفلسطينية وضدّ محور القدس المقاوم وبالأخصّ شغلهم الشاغل سلاح المقاومة في لبنان ورفع شعارات عبر أدواتهم في الداخل اللبناني بقيادة جعجع من أجل محاولات نزع سلاح المقاومة للاستيلاء من قبل حلف الخليج الصهيوني الجديد على سيادتنا ودوس كرامتنا وسرقة أرضنا ونفط بحرنا.

من جانب آخر، لماذا تحاول السعودية استبعاد الرئيس سعد الحريري عن خارطة السياسة اللبنانية؟ هل لأنه ربما قد اكتشف حقاً من اغتال والده الشهيد وانّ من سجنه وأهانه ونشر جمال خاشقجي الى قطع ممزقة وأحرقه بالأسيد هو المجرم نفسه الذي لربما اغتال والده الذي كان ضدّ الاجتياح الأميركي للعراق والذي قام بتقريب وجهات النظر بين دول المنطقة وكان قريباً جداً من المقاومة في آخر عهده؟

إلا أنّ السعودية لا تزال تهين الرئيس سعد الحريري رغم صمته وتبعده عن الساحة اللبنانية عن قصد كي لا يندمج مع حلف المقاومة، وقد استبدلته بسمير جعجع وقواته ومن ثم أتى البخاري بنفسه ليدير المؤامرة.

فعلاً لبنان يتحضّر لحقبة جديدة، فإما يكون لبنان مقاوماً حراً أبياً، وإما يكون لبنان مطبّعاً منزوع السيادة ملحقاً بالحلف الخليجي الصهيوني،

إلا أنّ لبنان لن يكون إلا مقاوماً ذات سيادة بمثلثه الذهبي الشعب والجيش والمقاومة.

كما أحذر من تزامن المناورات الصهيونية مع اعتداء على المسجد الأقصى يعني حالة حرب مع لبنان وفرض أمر واقع التنقيب في حقل «كاريش» الشمالي مع تحريك أدواتهم في الداخل اللبناني لإلهاء المقاومة عن البحر وخيراته.

 انّ العالم يتمخض لولادة تحالفات مناطقية وأحلاف دولية بدايتها من اليمن عبر القضية الفلسطينية ولكن نهايتها هي أوكرانيا وقد بدأت بالظهور القوي عبر تراجع الناتو ليحلّ مكانه الانجلوسكسوني وضمور الاتحاد الأوروبي ليحلّ محله قطب ألمانيا الجديدة، يقابله حلف منظمة شنغهاي، ومحاور جديدة بالمنطقة تتمثل بمحور القدس يقابله محور مجلس التعاون الجديد الصهيو أعرابي (دون ذكر كلمة خليجي). وما كانت مدينة شرما التي ابتدعها محمد بن سلمان قريبة من الحدود مع الكيان واسترجاع جزيرتي تيران وصنافير إلا لتسهيل ربط الحدود مع العدو «الإسرائيلي»، وما كانت إلا البديل لمشروع دمج دول مجلس التعاون الكبير مع الكيان المؤقت، ولكن ألا يعلم بني صهيون والمطبّعين معهم انّ حلمهم مع ابن سلمان سيموت بموت والده الملك سلمان بن عبد العزيز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى