الوطن

نصر الله للبقاعيين: أصابعكم وبصماتكم في 15 أيار تُغيظ الأعداء وتُبقي إصبعي مرفوعاً

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أنّ سلاح المقاومة لم يمنع أحداً من إصلاح الكهرباء، وبناء السدود، ولم يُقرّر السياسات المالية المُفجعة خلال العقود الماضية، لافتاً إلى أنّ أميركا هي التي تمنع الكهرباء عن لبنان حتى الآن وتمنع العالم من الاستثمار وهي التي سرقت أموال المودعين وتعمل على تجويع اللبنانيين.

مواقف السيد نصرالله جاءت في كلمة له عبر الشاشة، في مهرجان انتخابي، أقيم أمس في بعلبك ورياق ومشغرة في البقاع تحت عنوان «نحمي ونبني»، نوّه في مستهلها بالحضور الكبير في المهرجان،  معتبراً «هذا الحضور تعبيراً عن تمسّك أهل البقاع بالمقاومة وإخلاصهم لها».

وخاطب أهل البقاع بالقول «أنتم أهل المقاومة وزندها وقبضتها وعقلها وعيونها وقلبها وعاطفتها وحضوركم في هذا المهرجان هو دليل ورسالة وجواب واضح لكل المؤامرات».

وأكّد أن هذا الحضور الكبير هو المتوقع، وليس مفاجئاً، مضيفاً «أشكر لكم حضوركم وهذا الحضور ليس مفاجئاً لنا بل يتفاجأ به المتآمرون، الذين كان هدفهم أن تنقلب بيئة المقاومة على المقاومة»، لافتاً إلى أنّ أكثر منطقة كانت مستهدفة هي البقاع وخصوصاً منها بعلبك الهرمل.

وتوقف عند الجريمة التي ارتكبها جنود الاحتلال الصهاينة، وأدت إلى استشهاد الصحافية شيرين أبو عاقلة، أثناء تغطيتها للاعتداءات الصهيونية في مخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة، مشيراً إلى أنّ أبو عاقلة كانت الشاهدة على جرائم العدو خلال سنوات طويلة.

وقال “شيرين أبو عاقلة، كانت الشاهدة على مظلومية الشعب الفلسطيني وما يجري عليه من جرائم واعتداءات وأصبحت اليوم الشهيدة المظلومة في جريمة من تلك الجرائم والشاهدة الشهيدة المظلومة”. مؤكدًا أنّ حقيقة العدو “الإسرائيلي” الوحشية لم تتغير من مجازر فلسطين إلى لبنان إلى مصر.

وتابع “هذه الجريمة رسائلها قوية جداً للشعب الفلسطيني وللشعوب العربية ولكلّ العالم. الرسالة الأقوى في شهادة هذه السيدة المظلومة أنّها مسيحية، والرسالة تقول للجميع إنّ الاحتلال اعتدى على الجميع مسلمين ومسيحيين. رسالة دماء شيرين أبو عاقلة تقول إنّ الجميع في خطر. أرواحهم وأرزاقهم ومستقبلهم ومصيرهم ومقدساتهم. الرسالة تقول إنّ هذا الكيان العنصري المستعلي على جميع البشر لم يتغيّر ولم يتبدّل مهما فعل المطبّعون”.

وتوجّه السيد نصر الله بالعزاء لعوائل الشهداء في نبل والزهراء الذين يعملون في جيش الدفاع المحلي والذين سقط لهم أكثر من 10 شـهداء أمس شمال حلب.

وأكد أنّ “البقاع وأهله كانوا دائماً جزءاً أساسياً من المقاومة، تأسيساً وجبهة وحضوراً في الميدان وإسناداً ودعماً” وقال “على أرض البقاع حصلت المواجهة الأهمّ عام 1982 التي أوقفت تقدم العـدو، معركة السلطان يعقوب، ومعركة المديرج التي أعطت رسالة واضحة للاحتلال أنّه خلال أيام قليلة بدأت عمليات المقاومة حيث تفاجأ باستنفار أهل البقاع وبالفعل الاجتياج توقف”.

وأضاف “ على أرض البقاع حصلت أهم مواجهة أدّت إلى توقّف الاجتياح ومقاومتنا انطلقت من تلال البقاع وسهله وبيوته وقلوب أهله. نذكر في تلك السنوات الأولى منذ عام 1982 كانت العمليات تحصل في المناطق المحتلة وردّ الفعل “الإسرائيلي” يحصل في البقاع”، موضحاً أنّ “القصف “الإسرائيلي” لم يكن فقط للانتقام من عمليات المقاومة بل كان سياسة “إسرائيلية” متبعة دائماً ليضغط على الناس، وهدفه أن يقول لأهل البقاع أخرجوا المقاومة من بلداتكم”.

وتابع “من أرض البقاع انطلقت العمليات إلى البقاع الغربي وسقط شهداء قادة، إلى أن تحرّر البقاع ومع ذلك لم تتوقف العمليات في جبهة البقاع الغربي، لائحة طويلة من الشهداء سقطوا في بعلبك الهرمل والبقاع الغربي والأوسط، وعلى أرض الجنوب من البقاع استشهد أغلى وأعزّ رجالكم السيد عباس الموسوي والسيدة أم ياسر الموسوي. في حرب تموز، كنتم حاضرين في هذه الحرب ورجالكم يشاركون في الجبهات، أنتم حزب الله وأنتم المقاومة ولا يصح أن نقول أنتم مع المقاومة. أربعون عاماً لم تبخلوا بدمّ ولا بعزيز ولا بشيء وكانت المقاومة خياركم وعزمكم وبصيرتكم”.

وتوجّه السيد نصر الله إلى أهل البقاع، بالسؤال “ما هو ردّكم على كل الذين يتآمرون على المقاومة وسلاحها؟ هؤلاء يتآمرون على تضحياتكم وعلى انتصاراتكم ويجب أن يكون جوابكم بهذا المستوى أيضاً”.

وأردف “يجب أن نتذكّر الذين وقفوا إلى جانب لبنان أي سورية وإيران وهما جزء اليوم من الحملة الانتخابية ويجب أن نتذكّر من وقف إلى جانب “إسرائيل” وساندها وفي مقدمهم أميركا وبعض الدول العربية من تحت الطاولة ويجب أن نتذكّر من كان جزءاً من جبهة العدو، واليوم يتحدث عن الحرية والاستقلال”.

ولفت إلى أنّه “لو قُدّر لمشروع الجماعات الإرهابية أن ينتصر في سورية لشكّل خطراً على البقاع وعلى كل لبنان”، مشيراً إلى أنّ “الجيش اللبناني مُنِع بقرار سياسي من مواجهة الجماعات الإرهابية في الجرود” وقال “في معركة الجرود هناك من منع الجيش من المواجهة. هؤلاء لو كانوا أكثرية في أيّ حكومة لن يجرؤوا يوماً على اتخاذ قرار ليرد الجيش اللبناني على أيّ عدوان. هؤلاء أرسلوا الوفود وعقدوا المؤتمرات الصحفية، هل تنسون ذلك؟”. وسأل “لو لم يكن هذا السلاح موجوداً، الذي تُطالبون بنزعه في بعلبك الهرمل، أين كانت زحلة والبقاع الغربي وراشيا والبقاع وكلّ لبنان؟”.

وتوجّه إلى “أهلنا المسيحيين” في البقاع، بالقول “أسألكم، وارجعوا إلى ضمائركم. قيادات بعض الأحزاب المسيحية التي راهنت على الجماعات المسلحة ومنعت الجيش أن يقاتل هل فكّرت بكم، بدمائكم، ببيوتكم، بأموالكم، بأعراضكم، بأمنكم، بكرامتكم؟، أنا أقول لكم لم يفكروا بذلك”، مشدّداً على “أنّ الذين دعموا الجماعات الإرهابية كان همهم سقوط الدولة في سورية ومحاصرة المقاومة في لبنان، وقال “إذا كنّا ننعم بالأمن والأمان فذلك ببركة الشهيد القائد مصطفى بدر الدين والشهداء القادة والمجاهدين”.

وأضاف “عليكم أن تحسموا فإمّا أن تكونوا مع من يدافع عنكم أو مع من يتآمر عليكم. هل تكونون مع اليد التي حملت البندقية لتدافع عنكم أو مع من قدّم البندقية للجماعات المسلحة للهجوم عليكم؟ وهم موجودون في اللائحة الأخرى على كل حال”.

وأكد السيد نصر الله، أنّه “في كل مكان حضرنا فيه بقوة استطعنا أن نكون فيه أكثر لخدمة الناس”، وقال “نحن من الذين إذا تولّينا مسؤولية وزارة لا نأخذ منها مالًا بل ننفق فيها مالاً”.

وأردف “من أجل رفع مشاكل المنطقة وتطويرها وفي مختلف الملفات التي يواجهها الناس لا بدّ من الدولة العادلة والقادرة. أي الرعاية والاهتمام بكل المناطق. نحن بإمكاناتنا الذاتية بذلنا ونبذل جهوداً كبيرة، لكن المشوار ما زال بعيداً والطريق طويلة، ونعدكم بمشروع إستراتيجي لكل البقاع وهو مشروع النفق الذي يصل بيروت بالبقاع وهو مشروع قديم”.

وأوضح أنّ “النفق هو بمثابة أوتوستراد داخل النفق وهناك مشروع سكك حديدية إلى جانب الأوتوستراد ومشاريع أخرى، وهو موضع متابعة بناء على ما بدأه وزير الأشغال الحالي وهو ابن البقاع من اتصالات مع سفارات دول وشركات خاصة وقد تحدث مع إيطاليين وفرنسيين وصينيين ومصريين وأتراك وإيرانيين وغيرهم”. وأكّد أنّ هذا المشروع يجب أن يُتابع من قبل النواب الذين سيمثلون البقاع في المجلس الجديد، لافتاً إلى “أنّ مشروع النفق له فوائد عدّة في اختصار الوقت وفي النقل ويُعيد موقع مرفأ بيروت إلى موقعه الإستراتيجي في المنطقة”.

وأعلن “أننا سنبذل المزيد من الجهود التي تتركز على المشاريع الزراعية وعلى التصريف الزراعي وهذا أمر على درجة عالية من الأهمية وعلى عودة العلاقات الطبيعية بين لبنان وسورية على المستوى الرسمي وعلى مستوى البقاع حيث يستفيد منها كل لبنان، وخصوصاً البقاع”.

وتطرق إلى بعض الحملات الانتخابية، فقال “سمعنا الكثير من الأمور المضحكة وهذا يؤشر إلى مستوى الخفّة والانحطاط الأخلاقي والفكري عند بعض من يقدّمون أنفسهم قادة ويريدون حلّ الأزمات، أحدهم مسؤول عن اختفاء 11 مليار دولار وعن السياسات الاقتصادية التي أدّت إلى الأزمات الحالية ويقول إن طريق الإنقاذ يبدأ من تحرير الدولة من حزب الله”.

وأضاف السيد نصر الله “وآخر مشروعه الانتخابي بأنّه يريد تحرير الإمام الحسين من الشيعة، و”لك يا أجدب” أنت تستطيع أن تأخذ الحسين من قلوبنا؟ نحن نبكي الحسين بحرارة القلوب والعيون”.

وتابع “آخر يريد أن يُحرّر نساء المسلمين من الحجاب وأن يسير اللبنانيين عراة. هذا مستوى المعركة السياسية اليوم! بدل أن يتحدثوا عن الشهيد الأول والشهيد الثاني وحسن كامل الصباح وجبران خليل جبران، يتحدثون عن أنّ هوية لبنان هي السباحة والرقص ويريدون الحفاظ عليها. هذا تضليل واستغباء للناس”.

ولفت السيد نصر الله إلى “أنّ سلاح المقاومة لم يمنع أحداً من إصلاح الكهرباء، وبناء السدود، ولم يقرّر السياسات المالية المفجعة خلال العقود الماضية وقال “أنتم هرّبتم أموال المودعين وسيدتكم أميركا التي ساعدت جماعتها في تهريب هذه الأموال إلى الخارج. أميركا هي التي تمنع الكهرباء عن لبنان حتى الآن وتمنع العالم من الاستثمار وتمنعكم أن تقبلوا أحداً يريد الاستثمار. أميركا هي التي سرقت أموال المودعين وتعمل على تجويعكم”.

وكشف عن أن “هناك معلومات من كلّ الدوائر عن رشاوى بمبالغ مالية وبـ 500 دولار لحجب الصوت عن لوائحنا. سمعنا في هذه الحملات الكثير من الكلام الساخر وشهدنا أيضاً حالة عجيبة من الكراهية والحقد والبغضاء. سمعنا أنّه في 15 أيار سنكسر هذا الإصبع (أشار إلى إصبعه). أنا أعرف أنّ هذا الإصبع يغيظ أميركا والتكفيريين وأعداء لبنان”.

أضاف “ما هي مشكلتهم مع هذا الإصبع؟”، موضحاً أن “قيمة هذا الإصبع أنّه يعبّر عن أصابعكم الضاغطة على البندقية والمدفع، ويستند على شرفكم وانتمائكم وإخلاصكم، هذا الإصبع يعبّر عن خياراتكم السياسية التي ترفض الذلّ والخضوع والهوان”.

وقال “اسمي مكتوب على لوائح الشطب في قريتي في البازورية في الجنوب، لكن لا يُمكنني أن أنتخب، لكن الذي يحمي هذا الإصبع ويبقيه مرفوعاً، وعلامة لإلحاق الغيظ في قلوب كلّ الأعداء هو أصابعكم في 15 أيار”.

وختم السيد نصر الله مخاطباً المشاركين بالمهرجان “حضوركم الكبير اليوم أدخل الخوف والرعب إلى قلوب “الإسرائيليين” وأدخل الغيظ وزاد هؤلاء حقداً. أنتم في 15 أيار مطلوب منكم صوتكم، وبصمَتِكم الشريفة، بالحبر وليس بالدمّ، ودعوا الدم لتسييج الوطن بحدوده الجنوبية والشرقية. وأنتم حراس كل أبوابه وأنتم أهل الخيار”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى