الوطن

احتفال تأبينيّ للشهيدة شيرين أبو عاقلة في المنتدى الثقافيّ الديمقراطيّ الفلسطينيّ في مخيم برج البراجنة عضو المجلس الأعلى سماح مهدي: نحن أمة تودع شهداءها بالزغاريد لا البكاء وتزفهم لا تشيّعهم وتزداد فخراً وعزاً بكل شهيد يرتقي

أقام المنتدى الثقافيّ الديمقراطيّ الفلسطينيّ في قاعة الشهيد أحمد مصطفى – مخيم برج البراجنة، احتفالاً تأبينياً للشهيدة شيرين أبو عاقلة حضره ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي سماح مهدي إلى جانب عدد من قيادات العمل الوطني والثقافي والاجتماعي وعائلات الشهداء والفعاليات والروابط الاجتماعية وأهالي المخيم.

بعد الافتتاح تم عرض تقرير صحافي بصوت الشهيدة شيرين أبوعاقلة ثم ألقى الإعلامي إبراهيم المدني كلمة ترحيبية أشار فيها إلى مناقب الشهيدة شيرين أبوعاقلة.

وألقت مسؤولة قطاع المرأة في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين خالدات حسين كلمة أكدت فيها أن الوفاء لشيرين ولتضحيات شعبنا على امتداد سنوات النكبة يتطلب تطبيق قرارات الإجماع الوطني وبلورة برنامج كفاحي عماده المقاومة والإنتفاضة.

والقى مسؤول منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت محمد الدبدوب كلمة أكد فيها أن شيرين ستبقى أيقونة للأحرار وصوتاً للحق والحقيقة شهيدة شاهدة رحلت جسداً، وستبقى سيرتها أبداً في سجل الخالدين وضمائر الأحرار والمناضلين.

وباسم المنتدى الثقافي الديمقراطي الفلسطيني تحدّث الدكتور علي محمد فاعتبر شيرين نصراً متعدد الجبهات يحاصر الاستعمار في فلسطين من كل الجهات.

مهدي
كلمة الحزب السوري القومي الإجتماعي ألقاها ناموس المجلس الأعلى سماح مهدي الذي قال :

تعلمت في مدرسة مؤسس الحزب السوري القومي الإجتماعي الشهيد أنطون سعاده أن «صحافة كل أمة هي مقياس ارتقائها، وصورة أخلاقها، ومظهر شعورها، وعنوان مجدها. فهي المرآة التي ترى بها الأمة نفسها».

وفي المدرسة ذاتها، تعلمت أنه وكما أن للأمة جنودها في ميدان القتال، إلا أن لها أيضاً جنوداً في العقيدة والنظام والإيمان بالنصر، جنوداً في كل عمل واختصاص، جنوداً في الإدارة وفي الصحافة وفي الثقافة وفي السياسة.

مع شيرين أبو عاقلة بلغ الإرتقاء منتهاه، فليس بعد الشهادة رتبة أعلى.

 ومع شيرين أبو عاقلة بلغت الجندية علاها، فليس بعد الدفاع عن فلسطين وأهلها وتاريخها وحضارتها تضحية.

ولأن شيرين كانت من بين حفظة الأمانة، أبت أن تختم حياتها إلا بريئة الذمة، فردت إلى فلسطين أغلى الودائع – وديعة الدم الزاكي الذي منه يتلون المثلث الأحمر في علم فلسطين، ومنه يتلوّن الخيط القاني الذي يحاك به ثوبنا الفلسطيني وكوفية جهادنا.

أعتقد بعض الناس أنه باستشهاد شيرين ستنقطع أخبارها، إلا أنه وفور انتهاء زفها عروساً من عاصمتنا الأبدية والتاريخية – القدس مزينة بعلم فلسطين، محمولة على أكف المقاومين، توالت علينا الأخبار العاجلة. هذه المرّة من مقام الشهيدات.

الخبر الأول: سناء محيدلي تستقبل شيرين أبو عاقلة

الخبر الثاني: وفاء إدريس تعانقها.

الخبر الثالث: دارين أبو عيشة تحتضنها.

الخبر الرابع: هنادي جرادات تقدّم لها باقة الورد.

الخبر الخامس: فاطمة النجار تسقيها أطهر المياه.

وفي حمأة الاحتفال بشهيدتنا الجديدة، ينغص علينا فخرنا إمعة يلهي شعبنا ومحبينا بجدليّة حول جواز أو عدم جواز الترحّم على شيرين أبو عاقلة.

يا هذا، ألم تخجل من انحطاطك أمام ارتقائها؟

ألم يخجل سُمّك أمام دمها؟

ألم يخجل عهرك أمام طهرها؟

إذا كان عقلك المعطل مبنياً على أن الشهادة والرحمة حكر على من تراهم أنت من المسلمين، فاعلم أن شيرين أبو عاقلة هي مسلمة لرب العالمين بالإنجيل كما أسلم جزء من أبناء شعبها لله بالقرآن وجزء آخر أسلم له بالحكمة.

شيرين أبو عاقلة كانت في صلاتها تقتدي بالفدائي الأول – بالسيد المسيح، فكما قاوم هو يهود الداخل الذين باعوه بأربعين من الفضة وساقوه على طريق الجلجلة، قاومت هي أحفاد هؤلاء المجرمين، وقضت مضاجعهم. فكان قرارهم اغتيالها، لترتقي شهيدة بين زخات الرصاص.

شيرين أبو عاقلة انتقلت من بيننا جسداً، لتأخذ مكانها في وجدان فلسطين والأمة كلها. فتمسي كما أرادت أيقونة للصحافيين الذين يخوضون مع كل المقاومين حرب الوجود ضد كيان عصابات الاحتلال الذي بات زواله قاب قوسين أو أدنى.

نحن اليوم لا نتقبل العزاء بالشهيدة شيرين، بل نتقبل التبريكات لأننا أمة تودع شهداءها بالزغاريد لا بالبكاء، وتزفهم لا تشيعهم، وتزداد فخراً وعزاً بكل شهيد يرتقي.

بهذا الإيمان نحن ما نحن، وبهذا الإيمان نحن ما سنكون، وبما نحن وبما سنكون، سيظل هتافنا في العالم يدوي لتحي فلسطين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى