الوطن

نصر الله دعا إلى تهدئة السجالات: الجمهور الوفيّ أمّن شبكة الأمان السياسية والشعبية للمقاومة وسلاحها

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ، أن أصوات لوائح الأمل والوفاء في بعلبك الهرمل والجنوب الثالثة وفي الزهراني صيدا وصور ومرشح الثنائي في زحلة هي أكثر من نصف مليون صوت» معتبراً «أنّ النتائج الكبيرة تُعطي رسائل قوية حول التمسّك بالمقــاومة والمعادلة الذهبية والدولة العادلة والقادرة والإصلاحات».

كلام السيد نصرالله جاء في كلمة متلفزة مساء أمس، تناول فيها آخر المستجدات بعد صدور نتائج الإنتخابات النيابية وقال في مستهلها» العنوان الأول هو الشكر لكل الذين شاركوا في الانتخابات خصوصاً للذين أعطوا أصواتهم للمقـاومة وحلفائها، والشكر الخاص للمرضى الذين لم يمنعهم مرضهم من الحضور على الكرسي للإدلاء بصوته، ولكل الأجهزة الرسمية والمسؤولين والقوى الأمنية والقضاة الذين ساهموا في إدارة العملية الانتخابية، وإلى الأخوين العزيزين النائبين السابقين السيد نواف الموسوي والعميد الوليد سكرية الذين أمضيا في كتلة الوفاء للمقـاومة دورات متلاحقة وكان لهما دورهما الكبير والمميّز»، مضيفاً «أن اللسان عاجز عن شكركما. والشكر لله الذي قدم لهذا البلد وهذه المقـاومة أناساً هم أشرف الناس، كما توجه بالشكر للأخ النائب أنور جمعة على ما بذله من أقصى الجهود في خدمة الناس والمقـاومة ولم يقصر، ورحب بالأخوة الجدد في كتلة الوفاء للمقـاومة الأعزاء ينال الصلح وملحم الحجيري ورائد برّو ورامي أبو حمدان».

وأضاف «أقول لهذا الجمهور الوفيّ لقد أمّنتم شبكة الأمان السياسية والشعبية المطلوبة للمقاومة وسلاحها مقابل الاستهداف المعلن والواضح. هذا ما أنجزتموه بارك الله بكم»، معتبراً أنه «رغم كل التهديد والتهويل لتخاف الناس وتتراجع لم يؤد إلى نتيجة، والحضور الكبير في المهرجانات الثلاثة كان جواباً، والحضور الكبير يوم الاقتراع كان جواباً والنتائج التي صدرت كانت جواباً أيضاً».

وأشار إلى أن «هذا الإنجاز يأتي بعد هجمة إعلامية ونفسية كبيرة علينا وعلى حلفاء المقــاومة والضغوط الاقتصادية وافتعال الأزمات»، معتبراً «أن النتائج الكبيرة تُعطي رسائل قوية حول التمسّك بالمقــاومة والمعادلة الذهبية والدولة العادلة والقادرة والإصلاحات والسلم الأهلي والعيش الواحد وأولوية معالجة الأزمات الحياتية والاقتصادية».

ورأى أن «حجم الأزمات الموجودة في البلد، المالية والنقدية والاقتصادية والحياتية لا يستطيع فريق لوحده علاجها حتى لو حصل على الأكثرية، واليوم نحن أمام مجموعة كتل نيابية وقوى سياسية ونواب جدد ونواب مستقلين. قد تكون مصلحة لبنان والشعب اللبناني هو في ما حصل. أن لا يحصل هذا الفريق على أكثرية ولا ذاك، إذ لا يوجد فريق سياسي اليوم في البلد يستطيع الادعاء أن الأغلبية النيابية معه، وإلى الآن كل الناس المعتَبرين والمحترمين والموضوعيين لم يدّع أحد هذا الادعاء». وقال «إن ما حصل بشأن الانتخابات والطائفة السنية الكريمة موضوع مهم جداً ويحتاج إلى مقاربة هادئة ومسؤولة ودقيقة يُبنى عليها».

وأشار إلى أن «ما حصل في ما يتعلق بموضوع المقاومة هو انتصار كبير نفتخر ونعتز به خصوصاً عندما نرى ظروف المعركة وما استخدم وما انفق فيها»، معتبراً أنه «عندما لا تكون الأكثرية عند أحد يعني الكل مسؤول ولا يجوز لأحد التخلّي عن المسؤولية. أهون شيء المعارضة والتنظير ولا كلفة لها»، داعياً إلى الى تهدئة السجالات السياسية وقال «انتهت الانتخابات وكل ما يجب أن يُقال بعد الانتخابات قيل أيضاً».

وفي موضوع أزمة الوقود والغذاء في البلد، اعتبر السيد نصر الله «أن العالم كله ذاهب الى أزمة الوقود التي ارتفع سعرها، والقمح ارتفع سعره وهناك أمور قد تنقطع من الأسواق»، مضيفاً «نستطيع أن نُساجل لسنوات وإذا كنتم تعتقدون أننا بدفاعنا عن المقاومة وسلاحها سنكلّ أو نملّ ونستسلم فهذه خيالات لكن السجالات لا توصل إلى مكان»، لافتاً إلى «أن هذه التجربة التي مرّت فيها عِبَرٌ كثيرة والكل يُجري مراجعة لأدائه العملي وتحلفاته وخطابه وأدائه».

وتابع «انكشفت الأكاذيب من قبل الانتخابات، إذ كانت التهمة لكل فريقنا السياسي وبنسبة أعلى للتيار الوطني الحر وبنسبة أقل لحزب الله وحركة أمل بأن فريقنا لا يُريد إجراء الانتخابات، والكذبة الثانية هي إجراء الانتخابات في ظل السـلاح. عام 2005 وعام 2009 أُجريت انتخابات وأخذتم الانتخابات في ظلّ السـلاح واليوم عام 2022 أنتم تحتفلون بنتائج انتخابات في ظلّ السلاح. أما آن لهذه الكذبة وهذا الكذاب أن يخجل؟».

وفي ما يتعلق بكذبة الاحتلال الإيراني قال «رأينا السفيرة الأميركية تجول على مراكز الاقتراع والسفارة الأميركية تشكل لوائح والسفير السعودي كان أنشط ماكينة انتخابية في لبنان»، معتبراً «أن الازمات لا تُعالج إلاّ من خلال الشراكة والتعاون بمعزل من الخصومات. فلنذهب إلى نقاط الاتفاق والتعاون».

وتابع السيد نصرالله «أن أصوات لائحة الأمل والوفاء في بعلبك الهرمل والجنوب الثالثة وفي الزهراني صيدا وصور ومرشح الثنائي في زحلة طلعوا أكثر من نصف مليون صوت»، متسائلاً «هل أنت الذي ليس لديك سوى كم ألف صوت تتكلم باسم الشعب اللبناني؟».

وأضاف «بعد الانتخابات هل من أحد يحمل أكبر نسبة بالمسؤولية عن الأزمات الحالية ويأخذ دعماً من السفارات ويُشكل لوائح ويدعمها في كل لبنان ولم يحصّل إلا نائبين أو ثلاثة يخرج ليقول الشعب اللبناني لفظ المقاومة في الانتخابات. ما هذه الوقاحة»!».

وأردف «يُمكن القول أن عدد النواب لأي جهة يعبر عن الخيارات الشعبية والإرادة الشعبية في حالة واحدة هي أن يكون قانون الانتخاب على أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة وخارج القيد الطائفي وبتمثيل نسبي وشباب وصبايا الـ18 ينتخبون».

ورأى أن «توزيع الدوائر تم بهذا الشكل غير العلمي لأنها تقص وتلزق وفق مصالح بعض الزعماء السياسيين»، لافتاً إلى «أن المغالطة هي الخلط بين الحجم الشعبي وعدد النواب. وهذا في لبنان غير صحيح لأن النظام الانتخابي والسياسي طائفي والأسوأ أن تقسيم الدوائر الانتخابية لا تُقسم على معيار علمي بل لا معيار في التوزيع».

وجددّ السيد نصر الله الشكر لـ»كل الناس وكل الإعلام والمؤسسات الإعلامية ولا سيما الإعلام العادل والمنصف لأن بعض الإعلام كان إعلاماً ظالماً ومفترياً»، وشكر أيضاً فرق الإنشاد والشعراء.

وقال بـ»معزل عمّا ستؤول إليه الاستحقاقات المُقبلة سنعمل على كل ما وعدنا به وسنحضر أكثر ونكون معاً من خلال وجودنا في الدولة أو من خلال مؤسساتنا الذاتية كما كان الحال منذ 40 عاماً لن نبخل بشيء خصوصاً على الذين لم يبخلوا علينا بشيء».

وشدّد على «أصدقائنا الذين لم يوفقوا للفوز الموقف السليم هو ما أعلنتموه والمقعد النيابي هو أحد مواقع النضال وليس كل الجبهة. اعتبروا أننا وبقية أصدقائنا الذي نجحوا نمثلكم وإلى جانبكم وسوياً نخدم شعبنا وقضيتنا».

ودعا «كل المناصرين إلى عدم إجراء احتفالات ومظاهر الفرح لأن هناك طرقات أو أحياء أو مدن مجاورة الذهاب إليها بهذه الطريقة ستشكل استفزازاً ونحن نريد الهدوء»، محذراً من إطلاق النار في الهواء ومشدّداً «على تطبيق قرار الحزب في فصل أي أخ يثبت إقدامه على إطلاق النار لأنه محرّم شرعاً».

وأضاف «قيل لي إن مجموعات تتجمع على الدراجات النارية وستحتفل بعد الخطاب وأنا أطلب رجاءً أن يكتفوا. محل ما انتوا مجمعين تنشدون نشيداً أو شعراً وانتهى الموضوع ولا داعي لإزعاج الناس».

وقال «في هذين اليومين رأيت مسيرات منسوبة لأمل وحزب الله فيها مقنعون يحملون الســلاح ويجب النظر من يخترقها لإطـلاق النار»، مشيرًا الى «أن شعار «شيعة شيعة» غير مناسب لا لحزب الله ولا لحركة أمل ولا للشيعة في لبنان. ما معنى هذا الشعار؟».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى