أخيرة

الوحدة العربية

لا بديل عن الوحدة العربية، التحديات التي تواجه أمتنا آخذة في التعاظم والتعدّد، لم يعد الأمن القومي فقط في مهبّ الريح، ولم تعد فلسطين فقط هي نكبتنا، هنالك الكثير من النكبات والكوارث التي بدأت تترى تباعاً وبدأت تقذف في وجوهنا تحديات تكاد تكون وجودية، نكبة نهب ثرواتنا على سبيل التمثيل لا الحصر، والتي وضعت بتصرّف عملاء ووكلاء يتقاسمونها مع واضعيهم علينا، ولا ننال منها إلّا الفتات، هنالك تحدّي المياه الوجودي، ثلاث دول عربية من كبريات الدول العربية، مصر، سورية، العراق، ممسوكة من خنّاقها في ما يتعلّق بمنابع الأنهار التي تجري في أراضيها، إذ تتحكّم تركيا وأثيوبيا بمنابع الحياة لهذه الدول، ولا أكاد أرى رادعاً يمنع هاتين الدولتين من ممارسة كلّ أنواع الابتزاز الوجودي لهذه الدول العربية سوى نشوء كيان عربي عملاق يجعل الجميع يفكّرون ألف مرة قبل محاولة ابتزازه…

هنالك المقدسات التي إنْ أردنا ان نرى الحقيقة بجلاء وبدون مواربة فهي كلها تقع تحت سيطرة أعداء الأمة.

هنالك تحدي التكنولوجيا، التي تتسابق الأمم على النهل منها والوصول الى الاستحواذ عليها، وتضع معظم دول العالم ميزانيات ضخمة للتألّق في عالم التكنولوجيا والمعرفة الرقمية والنانو وغير ذلك فيما ميزانيات الأمة العربية برمّتها في هذا المجال لا تعادل عشر ميزانية الكيان المحتل للعلوم والاختراع وللتقدم التكنولوجي العلمي.

تحديات عظام لن يتأتّى لنا مواجهتها متفرّقين كلّ دولة تغنّي على ليلاها، هل يُعقل على سبيل المثال لا الحصر أنّ دولة مثل السودان والتي من الممكن ان تكون سلة غذاء العالم العربي، شعبها يتضوّر جوعاً ولا يجد رغيف الخبز.

كالعير في البيداء يقتلها الظما

والماء فوق ظهورها محمول

بينما في مصر عشرات آلاف المهندسين الزراعيين عاطلين عن العمل .

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى