الوطن

لبنان الرسمي والشعبي يحتفل اليوم بعيد المقاومة والتحرير ومواقف حيّت الشهداء وعاهدت بمواصلة الكفاح ضدّ العدو

يحتفل لبنان الرسمي والشعبي اليوم بعيد المقاومة والتحرير، وللمناسبة يُطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عند الساعة الثامنة والنصف مساءً  عبر شاشة «المنار» للحديث عن ذكرى تحرير الجنوب والبقاع الغربي قبل 22 عاماً ونتائجه، فيما هنّأت أمس، أحزاب وقوى وشخصيات وطنية وقومية المقاومة بعيدها وحيّت أرواح شهدائها، مؤكدةً مواصلة الكفاح ضد العدو «الإسرائيلي» حتى طرده من كل الأراضي المحتلة.

وفي هذا السياق، اعتبر وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى أن التحرير لم يكن خروج عدو بل عودة أرض وقال «نعم لقد عادت الدولة إلى الجنوب وعاد إليها جنوبها، وهي الآن فيه بملء سلطانها لا يشاركها فيه أحد. لكن العدو ظل يُبيّت شراً في البر والبحر والجو: إن سنحت له فرصة صغيرة قصف أو خطف، أو اعتدى على ثروة في أسفل الموج، وإن سنحت له فرصة كبيرة أشعل حرباً في تموز، لذلك ليس إلاّ ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة من يقف له بالمرصاد، وليس إلاّ الجباه العالية والزنود العامرة، في الجنوب الذي هو مخزن الكرامة الوطنية، من ظلّ على عهد المقاومة والدفاع وبثّ الرعب في نفوس الأعداء، حتى يوقنوا أنهم إلى زوال أمام حقنا الأبدي في أرضنا المقدسة».

بدوره، حيّا الأمين العام لـ»التنظيم الشعبي الناصري» النائب أسامة سعد، في بيان «شعبنا اللبناني الذي نجح في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي بفضل صموده وتضحياته السخية»، كما توجه بالتحية إلى «المقاومة الباسلة التي قادت معركة التحرير، من جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية إلى المقاومة الإسلامية».

 وأكد «خيار المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني الذي يواصل اغتصاب فلسطين وتهجير الفلسطينيين، كما يشكل تهديداً مستمراً للبنان، ولغيره من البلدان العربية، بسبب طبيعته العنصرية العدوانية وأطماعه في الهيمنة والتوسع، فضلاً عن استمرار احتلاله لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا».

 وهنّأ الوزير السابق وديع الخازن بذكرى المقاومة التحرير،معتبراً في بيان أن «لهذه الذكرى عبرة سنوية عن انتصار الجيش اللبناني والمقاومة الوطنية على الأسطورة المعروفة بالجيش الذي لا يُقهر».

وقال «في عيد المقاومة والتحرير، الذي كُرّس عيداً وطنياً في 25 أيار من كل عام، تُعاودنا ذكرى التضحيات الكبيرة التي قدّمها الجيش اللبناني والمقاومة لاقتلاع الاحتلال الإسرائيلي من أرضنا بعدما جثم على تراب الجنوب الغالي أكثر من ثلث قرن، لم تفلح خلاله القرارات الدولية في إخراجه طوعاً والتزاماً بالمواثيق. ولأنّ المقاومة حرّرت الأرض حتى أطراف شبعا وكفرشوبا، وتصدّت لحرب إسرائيلية ضروس عام 2006، ولقّنت العدو درساً لا يُنسى في القدرة على قهر الطغيان والجبروت مهما جلجل السلاح المتطوّر، فإنّ لهذه الذكرى عبرة سنوية ما زالت تتردّد أصداؤها في الأرجاء العربية عن انتصار المقاومة على إسرائيل في تاريخ حافل بالحروب العربية الخاسرة».

وأضاف «لقد جاءت المقاومة، لتؤكد أن ما من حق يُستمات من أجله إلاّ استجاب له القدر مهما غلت تضحيات النفس والروح في سبيله، وهي ما تزال تُذكر الجيش الإسرائيلي بنكسة جنوده وسلاحه في مواجهتها والعجز عن تحقيق أي مكسب سياسي أو هدف من لبنان، وبأنها ستظل بمآثرها الوطنية مهمازاً له في أي مغامرة جديدة يمكن أن يتجرّأ ويُقدم عليها برغم قناعتنا بأنه بات يخشى على البقية الباقية من أسطورة معروفة بأنه جيش لا يقهر».

وختم «هنيئاً للبنان بذكرى نصره على الاحتلال الإسرائيلي، وتحية إكبار إلى شهداء الجيش اللبناني والمقاومة الوطنية».

وهنّأت الأمانة العامّة للمؤتمر العام للأحزاب العربية، السيد نصرالله بـ»الذكرى الـ22 لعيد المقاومة والتحرير، والذي يشكل يوماً مجيداً وأنار الطريق لسلسلة انتصارات لا تزال مستمرة حتى اليوم».

وقال الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية قاسم صالح في بيان «في ذكرى الانتصار المجيد الذي تحقق في الخامس والعشرين من شهر أيار عام 2000، والذي شكّل نقطة تحول مفصلية في تاريخ أمّتنا، وإعلان بداية نهاية الكيان الصهيوني الغاصب أتوجه إلى سماحتكم باسمي واسم زملائي في الأمانة العامّة للمؤتمر العام للأحزاب العربية  بخالص التهنئة والتبريك وأنتم  صنّاع هذا اليوم المجيد الخالد في تاريخ الأمّة وإلى جانبكم المقاومين الأبطال في المقاومة الوطنية والإسلامية».

 وتابع «ويطيب لنا في هذا اليوم أن نستحضر قيم الرجولة والتضحية والإباء التي تمثلها المقاومة بمحورها الممتد من إيران والعراق وسورية ولبنان وفلسطين حتى اليمن، المحور  الذي حرّر الأرض من دنس الصهاينة  ومن براثن الإرهاب التكفيري».

 وحيّا صالح «الجيش اللبناني المؤمن بالمقاومة وإلى شركاء النصر والتحرير ودرع المقاومة وسيفها وترسها إلى سورية، بقيادة الرئيس المقاوم بشار الأسد والجمهورية الإسلامية الإيرانية بقيادة سماحة آية الله علي الخامنئي وإلى كل الشعوب والقوى والأحزاب والهيئات المؤمنة بالمقاومة صانعة الانتصارات».

 وأضاف «اثنان وعشرون عاماً مرّت على ذلك اليوم المجيد  الذي سطر فيه أبطال المقاومة أروع الملاحم وقدموا أغلى التضحيات لإنجاز التحرير وإلحاق الهزيمة بجيش العدو الصهيوني الذي انسحب ذليلاً صاغراً أمام عمليات المقاومة البطولية وضرباتها الموجعة، والتي دمّرت تحصيناته ومواقعه وكبّدته مئات القتلى وآلاف الجرحى وفرضت عليه وعلى عملائه مغادرة الأراضي اللبنانية وهو ذات اليوم الذي أسقط وَهم الجيش الذي لا يُقهر».

 وختم «إننا في هذا اليوم المجيد إذ نستحضر معانيه ودروسه وقيمه، فإننا نؤكد أن مشروع المقاومة هو المعبّر عن إرادة شعوبنا وتطلعاتها النبيلة في تحرير الأرض وتحرير الإنسان،  وإن راية المقاومة ستبقى مرفوعة ومستمرة حتى استعادة الحقوق القومية في الجولان وجنوب لبنان وفي فلسطين واليمن وتحرير جميع الأراضي القومية المحتلة من أعداء الأمّة».

وهنأ «لقاء الاحزاب والقوى الوطنية والقومية» في البقاع في بيان، بعيد المقاومة والتحرير، وقال «تعود ذكرى 25 ايار عام 2000 يوم تحرير الأرض والإنسان في جنوبنا الحبيب على يد المقاومين الأحرار، لتبعث فينا روح الإباء والشمم والذكرى بمعانيها السامية صفحات ناصعات من مجد وفخار، يوم أسقطت هيبة الكيان الصهيوني في مهاوي الذل والهوان  في أعظم نصر عرفته الأمّة على مدى سني الصراع الوجودي، الذي شهد تقهقر جيوش واستباحة أراض ناهيك عن اتفاقات الإذعان المذلّة فانطوت الخيبات  وبدأ عصر الانتصارات».

 أضاف «وحدها المقاومة اللبنانية بكل فصائلها راكمت الجهد التحرّري بالدم الزكي، وفي طليعتها المقاومة الإسلامية، وأخرجت العدو الصهيوني من أرضنا ذليلا يُجرجر خيبته وهزيمته المدوية من دون قيد أو شرط على يد أبطال نذروا المهج والأنفس لقضية تساوي الوجود، يؤازرها شعب جبّار صابر  شكل أنموذجاً للصمود والثبات والتضحية وحاضنة دافئة لشباب أزهرت دماؤه نصراً مؤزّراً».

 وختم مؤكداً «أن الخامس والعشرين من أيار سيبقى في ذاكرة الوطن والأمّة يوماً منذوراً للعزّ، يشعّ في تاريخ أمتنا  شمس صباحات  ويتجدّد  ليُبدّد ظلام الخوف والخنوع بانتظار النصر الأكبر يوم تحرير الأرض والمقدسات في فلسطين السليبة، والذي نراه أقرب من بياض العين إلى سوادها».

من جهته، هنّأ المكتب السياسي لحركة «أمل»، في بيان كل اللبنانيين بعيد المقاومة والتحرير وحيّا «أرواح شهداء أفواج المقاومة اللبنانية «أمل» وكل الشهداء المقاومين من القوى الوطنية والإسلامية وشهداء الجيش والقوى الأمنية اللبنانية كافة».

 وأشار إلى «أن يوم الخامس والعشرين من أيار عام 2000 سيبقى محطة وطنية مضيئة في تاريخ لبنان، ومناسبة دائمة لاستحضار كل العناوين والثوابت التي زرعها الإمام المغيب السيد موسى الصدر والتي قادها رئيس حركة «أمل» دولة الرئيس نبيه برّي صانع الانتصارات للبنان المقاوم على حدود التماس مع فلسطين المحتلة وحامي الوحدة الوطنية في أحلك الظروف والملمات، والمصرّ دوما على تمتين عناصر قوة لبنان التي مكّنت اللبنانيين من صنع هذا الإنجاز الوطني والقومي والإنساني النبيل، وفي مقدمة هذه الثوابت العيش المشترك والسلم الأهلي اللذان مثلاً ولا يزالان، أفضل وجه من وجوه الحرب ضد الكيان الصهيوني الذي لا يزال يضع لبنان والمنطقة ضمن دائرة عدوانيته واستهدافاته على مختلف المستويات».

 وهنأ الاتحاد العمالي العام في بيان، بعيد المقاومة والتحرير وقال «إن غالبية المقاومين يتحدّرون من عمال وأبناء عمال ومزارعين وفلاحين وأساتذة وطلاب تمسكوا بتراب أرضهم وقراهم ومدنهم وتحمّلوا الظلم كل فترة الاحتلال الذي انتفضوا عليه بسلاح الإرادة والعزم رغم الترسانة الحربية للعدو التي لم يقوَ على التغلب عليها أي جيش في السابق».

 واعتبر «أن تحرير الأرض وتحرير الإنسان مسألتان لا تنفصلان. وأن احتفالنا اليوم بعيد المقاومة والتحرير في ظلّ هذه الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والمالية ينغص علينا بهجة هذا العيد العزيز على قلوب جميع اللبنانيين والأحرار في العالم العربي والعالم أجمع»، مضيفاَ «أن التحرير (تحرير الأرض) والتحرّر الاجتماعي مسألتان مرتبطتان ومتكاملتان وهذا ما يدعونا نحن في الاتحاد العمّالي العام وما يدعو كل أبناء المقاومة وأنصارها ومؤيديها لوقف مسلسل الاستغلال والنهب المنظّم والتلاعب والاحتكار وتعميم المحسوبية والمزيد من انهيار سعر العملة الوطنية وتدمير قيمة الأجور والقطاع الصحي والتعليمي ومشاريع فرض الرسوم والضرائب ونهب أموال المودعين،  وسوى ذلك من أسباب الحياة وفرص العمل والعيش الكريم».

 ودعا «المقاومة بجميع أطيافها في هذه المناسبة، للعمل سوياً كي يُثمر هذا العيد وينعكس إيجاباً في وقف مسلسل الرعب الذي يعيشه أكثر من 90% من اللبنانيين عمّالاً وفلاحين ومزارعين وكسبة صغار وطبقات مسحوقة ومنهوبة. وبذلك وحده تكتمل فرحة عيد المقاومة والتحرير بتحرير الإنسان من الإذلال والفقر والعوز».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى