أخيرة

أطماع لا تنتهي

تركيا تخطط بقيادة الفاشي أردوغان لاقتطاع 30 كيلومتراً من المناطق السورية المحاذية لحدود بلاده، إيذاناً للسيطرة الدائمة عليها وضمها لاحقاً الى إمبراطوريته الآفلة. لم يكتف هذا العثماني السلجوقي الطارئ بلواء الاسكندرونة الذي اقتطعته دولته قبل قرن من الزمان من أراضي سورية العربية، هو الآن يطمح الى المزيد، ولن يفيد سورية لا المجتمع الدولي ولا مجلس الأمن ولا الجمعية العمومية ولا أيّ شيء آخر، الضامن الوحيد لكبح جماح هذا السلجوقي هو بالمقام الأول المقدرة الذاتية، وبالمقام الثاني هو محور المقاومة والدول الحليفة والصديقة.

في فلسطين المحتلة تقوم دولة الاحتلال والسطو البطيء بأكبر عملية ضمّ للأراضي منذ أوسلو، حيث فرضت سيطرتها على محمية عين العوجا الطبيعية قرب مدينة أريحا، قيِّض من فيض، لا يمضي شهر أو ينوف حتى تستقطع أجزاء من أراضي الضفة ليبني عليها آلاف الوحدات السكنية لقطعان المستوطنين المجلوبين من أصقاع المعمورة والكل يتفرّج، بين مشارك في المنهبة وبين مغلوب على أمره…

مثل أمتنا كمثل جثة الطريدة الهامدة، يتناهش لحمها قطيع من الضباع، فيملأون بطونهم ثم يغيبون يوماً أو بعض يوم حتى تهضم معداتهم ما التهموه، فيعاودهم الشعور بالجوع مرةً أخرى، فيتسابقون الى ذات الطريدة الملقاة بلا حراك على قارعة الطريق، فينهشوا منها مرة أخرى، والفريسة هامدة بلا حراك، وربما بلا حياة، حتى يأتي الله بأمرٍ كان مفعولاً.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى