مانشيت

برّي ينقل المعركة الى نيابة الرئاسة… وجنبلاط الحاضر الأول… وجعجع الفاشل الأول / التيار قد يواجه في انتخاب بوصعب مشكلة جزين مع ترشيح الاشتراكي لسكاف / الحسنيّة: لسنا عاتبين على أحد… خسرنا ولم نسقط… والمعركة عنوانها المقاومة ونحن في قلبها /

كتب المحرّر السياسيّ

فعلها الرئيس نبيه بري بحنكة ومهارة مجدداً، فحدّد موعد الجلسة الأولى لمجلس النواب المنتخب، قبل ان تتضح صورة مواقف الكتل النيابية، بما في ذلك صورة التصويت المرتقب لصالح ترشيحه، فأطلق ديناميكية نيابية سرعان ما تحول التنافس على منصب نائب الرئيس دينامو الفك والتركيب فيها، فترشح نواب وانسحبوا، وعادت كتل الى ساحة التنافس بعدما كانت صامتة، وبدلاً من أن تتشكل معادلة بيضة القبان في اللعبة المجلسية حول رئاسة المجلس بين التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي، صارت كتلة التنمية والتحرير بيضة القبان في نيابة الرئاسة بين مرشح التيار ومرشح الاشتراكي، وبعدما قرّر التيار ترشيح النائب الياس بوصعب، صار معنياً بضمان فوزه، أو على الأقل فعل كل الممكن لضمان هذا الفوز، وعدم الاكتفاء بما يوفره الرصيد الشخصيّ للنائب بوصعب والذي استطاع حشد عشرة أصوات من خارج تحالفات التيار، وبدا أنه قريب من نيل تصويت كتلة التنمية والتحرير قبل أن يتبنّى الحزب الاشتراكي ترشيح النائب غسان سكاف، وتحوّل الترشيح إلى فرصة جدّية بعد انسحاب النائب سجيع عطية لصالحه، وصارت مطالبة الاشتراكي لكتلة التنمية والتحرير بالمعاملة بالمثل سبباً لتأجيل القرار النهائيّ للكتلة لصباح اليوم، وربما لما بعد انتخاب رئيس المجلس، بينما صار التيار معنياً بالبحث مجدداً بالسباق مع الاشتراكي في منح أصواته أو أغلبها للرئيس نبيه بري، لضمان تصويت كتلته وليس بعضها فقط، للنائب بوصعب، فمعادلة 4 مقابل 4 و 8 مقابل 8، ربما تتحوّل الى الصيغة التي تتوزّع عبرها أصوات التنمية والتحرير على المرشحين بوصعب وسكاف، وتحدثت مصادر نيابية عن احتمال خسارة بوصعب إذا قررت القوات اللبنانية منح تصويتها لسكاف، بعدما أعلنت كتلة القوات أنها لم تحسم موقفها من التصويت لنائب الرئيس. وقالت مصادر نيابية إن القوات قد تضع أولويتها بمنع فوز مرشح التيار، رغم غيظها من سلوك الحزب الاشتراكي الذي أنهى بإعلان تصويته لصالح رئاسة بري نظرية الأكثرية التي تورّط رئيس القوات سمير جعجع بإعلانها. وفي هذه الحالة يحتاج فوز بوصعب لتصويت كامل أعضاء التنمية والتحرير، باعتبار أن نواب الكتائب يبدو أنهم سيمنحون تصويتهم للنائب أديب عبد المسيح يسعى الكتائبيون لحشد تأييد عدد من النواب المستقلين لتأييده، ونواب التغيير موزعون بين التصويت بورقة بيضاء، وتصويت بعضهم لاسم من غير الطائفة الشيعية سيحسب ورقة لاغية حكماً. وفي هذه الحالة إذا استمر التيار على موقفه من التصويت بورقة بيضاء في انتخابات رئاسة المجلس سينال بوصعب 4 أصوات أو خمسة من أصوات كتلة التنمية والتحرير، وربما يتكرّر مشهد خسارة مقاعد جزين النيابية، عندما تمسك التيار بعدم التفاهم مع الرئيس بري على لائحة تضم النائب السابق إبراهيم عازار مع مرشحين للتيار، فخسر الجميع.

ضمان نجاح برّي من الدورة الأولى بالأغلبية المطلقة، شكل الصفعة القاسية للذين سعوا وراهنوا على ما وصفوه بالرسالة التي سيحملها إلزامه على انتظار الفوز في دورة ثالثة بالأغلبية النسبية، والسعي والرهان على أدنى تصويت ممكن، فما عاد حرمانه من الفوز بأغلبية كاسحة هو الخبر، بل فوزه بالأغلبية المطلقة، خصوصاً مع تحوّل الانقسام النيابي الى استقطاب طائفي، حيث يصوّت لبري 50 نائباً مسلماً ويحجب عنه الأصوات 50 نائباً مسيحياً، في مشهد يعيد التذكير بثمانينيات القرن الماضي، وانقسامات الحرب الأهلية.

في الجلسة سيكون النائب السابق وليد جنبلاط الحاضر الأول رغم كتلته الصغيرة بـ 8 نواب، حيث شكل قراره بالتصويت للرئيس بري الحدث الأبرز برسم هوية الاصطفافات في المجلس الجديد، ودخوله بقوة على سباق نائب رئيس مجلس النواب شكل الحدث الأبرز في تحديد إطار المعركة المجلسية الفعلية الوحيدة، في ظل عدم وجود معركة رئاسة.

الفاشل الأكبر سيكون سمير جعجع رغم تربّعه فوق كتلة من قرابة عشرين نائباً، بعدما تسرّع بالإعلان عن فوزه بقيادة أكثرية نيابية سرعان ما تبخّر وهمها، وتردده في خوض معركة نائب الرئيس بمرشح طلباً للإيحاء بحجم نيابي كبير يتضامن وراء مرشح موحد لنواب القوات والكتائب ونواب 14 آذار والنواب التغييريين، فضاعت الفرصة وهو ينتظر، «لا بدمّر عيّدنا ولا بالشام لحقنا العيد».

في الموقف من نتائج الانتخابات، تحدث نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وائل الحسنية، فقال إن الحزب خسر ضمن معركة استهدفت موقعه المقاوم وهويته اللاطائفية، لكنه لم يسقط، وهو لم يرَ في الضفة المقابلة أي مشروع للإنقاذ بل دعوة لنزع سلاح المقاومة، وهذا هو جوهر الصراع الدائر، وفي قلبه يقف الحزب وبسبب خياراته تم استهدافه، وهو لن يبدل ولن يغير وليس عاتباً على أحد، ولا يلهث وراء مقعد نيابي.

وأكد نائب الحزب السوري القومي الاجتماعي وائل الحسنية، أن «تحالفنا مع قوى المقاومة هو خيار وقرار وقناعة، ولم نكن لاهثين وراء مقعد نيابي، فنحن نعرف أين نكون وكيف نكون وفي أي مكان نناضل وكيف نناضل، ولا يعنينا كثيراً إن كنا في المجلس النيابي أو لم نكن». وقال: «لسنا عاتبين على أحد، بل وجب القول إن خسارتنا في الانتخابات هي خسارة لمشروع المقاومة وخسارة لمشروع إنقاذ لبنان، لأننا حزب قد يكون الوحيد العابر للمناطق والطوائف في لبنان».

وأشار الحسنية خلال احتفال في قاعة الشهيد خالد علوان ـ بيروت، بحضور أعضاء من قيادة الحزب وعدد من ممثلي الأحزاب والقوى والفصائل اللبنانية والفلسطينية وفعاليات، الى «أننا لم نخسر في هذه الانتخابات، الخسارة هي للبنان وللخيار الوطني، فقد وصلت إلى الندوة البرلمانية كتل نيابية متناقضة متنافرة لا يجمعها إصلاح ولا تغيير ولا مشاريع إنقاذية لبلد يحتضر».

وقال: «لم نقرأ في طروحات مَن يسمّون أنفسهم سياديين مشروعاً اقتصادياً إنقاذياً متكاملاً، ولم نرَ خطة مدروسة لمواجهة الأزمات التي تثقل كاهل الناس وتحاصرهم في لقمة العيش، والسبب أن هؤلاء يحملون مشروعاً واحداً هو «نزع سلاح المقاومة» وقد رأيناهم مدججين بكل أشكال الدعم الإعلاميّ ومحميين من السفارات فقط لأنهم يحرّضون على المقاومة وسلاحها».

وسأل: «ما هو البديل عن المقاومة وسلاحها لكي نستخرج النفط والغاز من بحرنا وبرنا، ولكي نحمي بلدنا من الاستباحة الصهيونية المتمادية،.. خصوصاً في ظل الحظر المفروض على تسليح الجيش اللبناني ومنعه من امتلاك القدرة على حماية لبنان. سلاحنا هو زينة رجالنا، ومَن يُطالب بنزعه إنما يريد القضاء على عناصر قوة لبنان. لذلك نؤكد بأننا لن نتخلّى عن المقاومة وسلاحها، حتى تحرير كل أرضنا وهزيمة عدونا».

وأشار الحسنية إلى «أن من يتفاخر بأنه «أسقط» الحزب القومي في مرجعيون، هو مَن باع نفسه لـ«إسرائيل» وعاونها على غزو لبنان في العام 1982، ووقّع معها اتفاق 17 أيار. فلحزب الكذائب نقول: لا أنت ولا أسيادك تستطيع أن تسقطنا. نحن خسرنا في الانتخابات نتيجة القانون الانتخابي غير العادل وبسبب النظام الطائفي البغيض. نعم نحن خسرنا ولم نسقط، وللمراهنين على سقوط الحزب السوري القومي الاجتماعي نقول هذه أضغاث أحلام».

وتوجّه الحسنية الى السفير السعودي في لبنان بالقول: «لن نسمح لأحد بأن يتطاول علينا، لا سفير من هنا ولا سفير من هناك، وإننا نحملكم مسؤولية صناعة الموت في بلاد الشام وفي اليمن وليبيا، وبأنكم تحاولون أخذ لبنان إلى الضفة «الإسرائيلية».

وأضاف: «نقول لديفيد شينكر الذي تحدث عن هزيمة حلفاء سورية في الانتخابات، بأن حلفاء سورية ثابتون على مواقفهم وخياراتهم، وهم في مواقعهم النضالية دفاعاً عن وحدة لبنان وفي مواجهة كل التحديات». ورأى الحسنية أننا «نمر بأزمة اقتصادية معيشية كبيرة ولا نرى في الأفق أي حلّ لأنّ المشروع الذي ادّعى أنه انتصر في الانتخابات لا يملك إلا وجهة واحدة هي وجهة الأميركي الذي يحاصرنا، لذلك نحذر من ازدياد المشاكل وتفاقم الأزمات، فهناك أزمة طحين ووقود ودواء، والمواطن قد لا يستطيع دخول المستشفى بعد اليوم».

وتكثفت الاجتماعات والمشاورات يوم أمس، والتي امتدت الى ما بعد منتصف الليل بين الكتل النيابية وعلى كافة المحاور السياسية، لحسم المواقف النهائيّة من استحقاقي رئاسة مجلس النواب ونائبه قبل الجلسة المرتقبة التي ستشهدها ساحة النجمة صباح اليوم بعد اكتمال الإجراءات والتحضيرات اللازمة في محيط المجلس وداخله، وسط توقعات أولية وفق آخر المعطيات بأن يفوز الرئيس نبيه بري بأكثرية وازنة تبلغ 67 صوتاً مع ترجيح فوز مرشح «التيار الوطني الحر» النائب الياس بوصعب بحوالي 60 صوتاً بعد تأكيد التفاهم بين الرئيس بري ورئيس «التيار» النائب جبران باسيل إثر زيارة بوصعب الى عين التينة السبت الماضي وفق ما أكدت مصادر مطلعة لـ«البناء»، ويتضمن التفاهم ترك حرية التصويت لتكتل «لبنان القوي» لبري، مقابل نيل مرشح «التيار» بوصعب أصوات كتلتي «التنمية والتحرير» و»الوفاء للمقاومة».

وتشير آخر المعطيات وخلاصة الاتصالات، إلى أن بري سينال الأصوات التالية: كتلة التنمية والتحرير 15، الوفاء للمقاومة 13 والنائبين ينال الصلح ومحمد الحجيري 2، نواب حزب الطاشناق أو كتلة «الأرمن» 3، كتلة «اللقاء الديموقراطي» 8، كتلة «التكتّل الوطني» 3 (طوني فرنجية، فريد الخازن، وليام طوق)، كتلة «نواب عكار» 4 (وليد البعريني، محمد سليمان، أحمد رستم، سجيع عطية)، نواب «جمعية المشاريع» 2، النواب المستقلون: عبد الكريم كبارة، جهاد الصمد، ميشال المر، فراس سلوم، أحمد الخير، عبد العزيز الصمد، حسن مراد، ميشال الضاهر (8)، وقد يُعدل نائب صيدا عبد الرحمن البزري موقفه في ربع الساعة الأخير ويمنح بري صوته وفق المعلومات، والأمر نفسه بالنسبة للنائب نبيل بدر وربما آخرين من مختلف الكتل يصوتون لبري من «تحت الطاولة».

الحاصل المتوقع أن يبلغه بري هو بين 58 صوتاً و60 صوتاً من دون أصوات تكتل «لبنان القوي»، ويرتفع الى ما بين 67 إلى 70 صوتاً في حال ترجم التفاهم الذي تم بين عين التينة و»البياضة» برعاية «حارة حريك»، بعد لقاء بري ـ بو صعب السبت الماضي، وقد يزيد أكثر أو ينقص وفق التصويت النهائي لبعض النواب الذين يقفون في «المنطقة الرمادية». في المقابل سيصوّت ضد بري بوضع ورقة بيضاء «القوات اللبنانية» التي لم تنجح بعقد تفاهم مع أي من كتل «المجتمع المدني و»المستقلون» الذين بدورهم لم يتفقوا على مرشح لمنصب نائب الرئيس، فيما سيصوّتون على استحقاق الرئيس بـ»المفرق».

أما لجهة نائب الرئيس، فانحصرت المنافسة بين بوصعب وغسان سكاف المرشح «المستقل» والمدعوم من كتلة «اللقاء الديموقراطي» التي أعلنت أمس، بعد اجتماعها أنها ستصوّت للرئيس بري ولسكاف في نيابة الرئاسة.

وتردّدت معلومات غير مؤكدة أن مرشح «نواب عكار» سجيع عطيه انسحب لمصلحة غسان سكاف، علماً أن عطيه كان قد أكد لـ«البناء» عصر أمس، أنه «لا يزال مرشحاً لخوض المعركة والاتصالات مستمرة»، ولم يُعرف ما إذا كانت قوى «المجتمع المدني» قد خرجت بقرار حاسم خلال اجتماعها الذي طال الى وقت متأخر من ليل أمس، مساء، بترشيح ملحم خلف، أم أنها ستدعم المرشح سكاف الذي يحظى بدعم «القوى المستقلة» التي عقدت بدورها اجتماعاً مطولاً أمس في منزل النائب بلال بدر ويضم هذا الاجتماع حوالي 9 نواب من بينهم عبد الرحمن البزري وأسامة سعد وشربل مسعد، لكن المعلومات تشير الى أن «قوى التغيير قد تُعلن صباح اليوم دعم السكاف».

وأما «القوات اللبنانية» ففضلت الهروب من المعركة والمناورة والانتظار على التل لاتضاح المشهد الكُلي لحسم موقفها النهائي، فهي لم تعلن ترشيح غسان حاصباني بشكل رسمي خوفاً من تجرع كأس الهزيمة لكون حاصباني لم يحظ بدعم من «المجتمع المدني» و»المستقلين» بعد فشل المشاورات بينهما للتوصل الى تفاهم، وبالتالي تنكشف «أكثرية القوات» المزيفة، لذلك بحسب المعلومات ستبادر «القوات» الى دعم السكاف كأهون الشرور وأقلّ الخسائر في محاولة لإسقاط مرشح «التيار» الياس بوصعب..

وأعلن تكتل «القوات» مساء أمس، بعد اجتماعه، «التصويت بورقة بيضاء تأكيداً للموقف المعلن من قبل التكتل بما خص انتخاب الرئيس، والتريث باتخاذ موقف نهائي من نيابة الرئاسة والاستمرار بسعيه التوفيقي، بانتظار التوصل الى مرشح موحد للأكثرية المذكورة».

ووفق مصادر «البناء» فهناك ضغوط خارجية من السفارتين الأميركية والسعودية في لبنان لجمع كتل «القوات» و»الكتائب» و»المجتمع المدني» و»المستقلين» على اسم السكاف لتظهير حجم أكثرية لطالما تحدثت عنها «القوات»، لكن وفق مصادر سياسية فدون ذلك صعوبة، وإن حصل فلا يُعبّر عن أكثرية لكون سكاف مرشحاً توافقياً وليس مرشح «القوات» ولا يمكن تكريس هذه الأكثرية في المجلس الجديد، لكن وإن توحدت تلك الكتل، فإن بوصعب لا يزال «الرقم الصعب» ويحظى بدعم «الثنائي» والنواب الحلفاء وتكتل «لبنان القوي» ونواب مستقلين، وبالتالي فوزه بأكثرية تتعدى الستين نائباً من الصعوبة أن يحصل عليها السكاف.

ولفتت قناة «أو تي في» الى أن بوصعب يحوز على أصوات تتخطى الـ60 وحتى لو تكتلت كتل «القوات» و»الاشتراكي» و»الكتائب» و»التغييريين» لدعم سكاف بوجهه. فالأرجح ألا يحصد العدد الذي يؤهله للفوز بعد المعلومات عن توجّه كتلة «التنمية والتحرير» للتصويت لبوصعب.

وفي سياق ذلك، أشارت مصادر سياسية لـ«البناء» الى أن «الفرز النيابي في جلسة اليوم سيُظهّر نتائج الانتخابات النيابية الحقيقية، وسينسف الحديث عن الأكثريات الوهمية التي تحدث عنها رئيس القوات سمير جعجع، وبالتالي يكرّس التوازنات السياسية الفعلية التي تصب لصالح التحالف الوطني – المقاوم – «الثنائي» و»التيار الوطني الحر»، والنتيجة الأولى لترسيم الأوزان هي أن الرئيس ونائبه من فريق سياسي واحد، أي تحالف فريق المقاومة من قوى 8 آذار و»التيار الوطني الحر». ولفتت المصادر الى أن «القوات هي الخاسر الأكبر في الانتخابات على عكس ما تحاول تصويره منذ صدور النتائج، في محاولة لتضليل الرأي العام والقوى الخارجية الداعمة لها». والأهم برأي المصادر أن «خريطة التصويت اليوم ستشكل فرصة لسبر أغوار الحكومة الجديدة»، مرجحة عدم الاتفاق على رئيس للحكومة والإبقاء على حكومة الرئيس نجيب ميقاتي مع تصريف أعمال موسع حتى حصول اتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية وحكومة جديدة في تشرين المقبل». وهذا ما عكسه تصريح الرئيس فؤاد السنيورة أمس، الذي دعا الى «إجراء انتخابات رئاسية مبكرة قبل 4 أشهر من انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون».

وكانت كتلة «التنمية والتحرير» أعلنت اثر اجتماعها برئاسة بري «انفتاحها واستعدادها للتعاون مع الجميع بما يخدم انقاذ لبنان واللبنانيين». كما اتخذت الكتلة «القرارات الملائمة حيال سائر البنود المدرجة على جدول اعمال الجلسة ومنها انتخاب نائب رئيس المجلس واميني السر والمفوضين الثلاثة».

وكان بري استقبل في عين التينة وفد «كتلة نواب عكار»، ضم: وليد البعريني، سجيع عطية، محمد سليمان وأحمد رستم، حيث تمّ عرض للأوضاع العامة والمستجدات. وأكد البعريني التصويت للرئيس بري.

على صعيد آخر، واصل سعر صرف الدولار تراجعه إثر تعاميم المصرف المركزي الأخيرة.

وأعلنت جمعية المصارف في بيان «قبول جميع الشيكات التي لا تفوق قيمتها خمسة عشر الف دولار أميركي والتي يودعها المستفيدون منها في حساباتهم لديها، على ألا يطلب قبضها نقداً أو تحويلها بعد التحصيل إلى خارج لبنان وأن تأتلف، طبيعة النشاط المعتاد للحساب وحركته، وتعتبر كذلك الشيكات المسحوبة لأمر أي صاحب مهنة حرة حالي أو متقاعد من صندوق تعاضد نقابته. يكلف الأمين العام للجمعية معالجة الحالات الاستثنائية المتعلقة ببعض الحسابات الخاصة بالتنسيق مع المصرف المعني ومندوب نقابات المهن الحرة المفوض خصيصاً لهذه الغاية».

في غضون ذلك، واصلت صحيفة «عكاظ» السعودية، حملتها العنيفة على الرئيس سعد الحريري وحرب «تصفية الحساب» السياسي معه، وتناولت في مقال تحت عنوان «سعد الحريري والمليارات الضائعة، الأزمة المالية التي شهدتها مؤسسات الحريري». وأشارت الصحيفة الى أنه «من خلال لغة الأرقام يتضح أن السعودية ليست مسؤولة عن أزمات الحريري المالية، بل هو المسؤول عنها»، مستشهدة بتقرير نشرته «فرانس 24» في 25 تموز 2017.

وردت الصحيفة سبب أزمة الحريري الى «سوء التقدير والتدبير والتآمر على الذات وعلى الحليف، وسوء اختيار فريق العمل، وإلقاء مسؤولية الفشل على الآخرين للتخندق في دور الضحية الذي يستجلب التعاطف». وأضافت الصحيفة السعودية: «قد يقول قائل وما شأن الأعمال بالسياسة، وهنا الرد بأن الفشل الإداري والمالي المريع في الإمارات وفي تركيا وفي المملكة كيف يمكن أن يتحوّل إلى نجاح إداري وسياسي في لبنان؟! وقد أفلست الدولة اللبنانية وانهارت عملتها والحريري على رأس الحكومة. ومن أسباب ذلك بلا شك سوء إدارته السياسية عموماً وسوء إدارته للتسوية الرئاسية خصوصاً».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى