مقالات وآراء

لتكن جلسة اليوم بوابة التعافي…

} عمر عبد القادر غندور*

تصديقاً للمثل اللبناني العامي «بكرا بدوب الثلج وببان المرج» وخصوصاً بعد إنجاز الانتخابات البرلمانية التي رفع «السياديون والتغييريون والمجدّدون» السقوف العالية مبشرين بفجر جديد لا سلاح فيه إلا للقوى النظامية اللبنانية ولا «احتلال إيراني» ولا من يحتلون، واجتثاث الطبقة الفاسدة واستعادة الأموال المنهوبة وودائع اللبنانيين وإصلاح القطاع المصرفي واستعادة مكانة الليرة اللبنانية واستنهاض القطاع الاقتصادي وترميم القطاع الاستشفائي ووضع حدّ لجشع التجار وفجعنتهم ومعالجة المطالب الحياتية اليومية ومداواة القطاع التربوي وغير ذلك من المطالب التي تأتي مباشرة بعد «نزع سلاح المقاومة»!

وحتى لا نشارك في إطلاق الشعارات والأوهام والضحك على ذقون الناس، نذكّر بالمطالب الحيوية والحياتية والضرورية التي يتوق اليها الشعب والتي نقدّمها على «شعار نزع سلاح المقاومة»، وهو ما لم ولن يقدر عليه الوكلاء والأدوات، لان هذا السلاح الوطني بامتياز سيبقى عصياً حتى على مشغليهم، ويمثل حاجة وطنية لحماية لبنان من غطرسة العدو «الإسرائيلي» وطمعه بثرواتنا الطبيعية وبمياهنا، وما زال هذا السلاح يثبت جدارته وفعاليته منذ العام ٢٠٠٠ وما قبله وما بعده، فيما لا يزال العدو يحتلّ أراضي لبنانية في كفرشوبا وقرية الغجر.

أما بقية المطالب والشعارات الانتخابية الأخرى فلا يختلف عليها اثنان، واليوم نرى أنّ النواب القدامى والجدد مدعوّون لأول استحقاق تشريعي يتمثل بانتخاب رئيس للمجلس النيابي الجديد ونائب للرئيس وأعضاء هيئة مكتب المجلس، تليه الاستشارات النيابية الملزمة لاختيار رئيس الحكومة العتيد، ولأنّ النواب جميعاً أمام امتحان الوفاء بالتزاماتهم، فإننا ننتظر التعاون والتوافق والتفاهم بين جميع الكتل النيابية للوفاء بالتزاماتها، قبل ان تتفكك الركائز الأساسية للنموذج اللبناني الحر، وليس لدينا ترف الوقت، فيما يعيش بلدنا في غرفة العناية الفائقة، يعاني انهيار الخدمات العامة الأساسية، ونزيف رأس المال، ومعاناة ١.٦ مليون لبناني يتخبّطون بأزمات حياتية عنيفة تهدّد بتدمير كارثي للثروات المتبقية في غياب معالجات قد تصبح مستحيلة ما لم نسارع الى معالجات مالية ذات صدقية…

لذلك ينبغي التركيز على استخراج ثرواتنا النفطية والغازية وتذليل العقبات لأنّ الدعم المالي الأجنبي الذي يُعمل عليه لن يأتي قريباً وربما لن يأتي أبداً، وإنْ أتى فهو يبقى أقلّ بكثير مما يحتاجه لبنان.

والأكثر إلحاحاً إنشاء لجنة طوارئ بصلاحيات واسعة خارج المحاصصة وخارج القيد الطائفي لوضع حلول للأزمات التي نتخبّط بها.

   ولتكن صحوة لبنانية صادقة نرجو أن نرى إرهاصاتها في مجلس النواب غداً.

والله دائماً من وراء القصد…

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى