أولى

ولايات الإرهاب ومملكة المخدرات

 شوقي عواضة

لم توفّر الولايات المتحدة الأميركيّة وسيلةً في حربها على حزب الله بل سخّرت كلّ إمكانيّاتها العسكريّة والاستخباريّة والأمنيّة والماليّة ومراكز الدّراسات ووسائل إعلامها وأدواتها في لبنان والعالم وسخّرتها في مواجهة الحزب والتّصويب عليه تارةً باتهامه بالإرهاب وتارة أخرى بتجارة المخدرات وتبييض الأموال ودعم (العمليّات الإرهابيّة في الخارج).

وصولاً إلى فرض العقوبات على لبنان لكنّها لم تتخطَّ دائرة الهزائم المتتالية وعجزت عن تحقيق أيّ هدف من أهدافها العدوانيّة على الحزب بل إنّ الحزب أصبح أكثر قوّةً وتماسكاً وصلابةً. ومن ضمن حروب أميركا وأدواتها الحرب الإعلاميّة الشّعواء التي يشنّها الإعلام السّعودي والصّهيوني والغربي على حزب الله بهدف تشويه صورة الحزب من خلال اتهامه بتجارة المخدرات، وهي حرب أسقطت فيها كلّ القيم والأخلاق والمحرّمات.

لم تتحمّل مملكة الإرهاب والمخدرات وقع هزائمها في اليمن وسورية والعراق وأخيراً هزيمتها السّياسيّة في لبنان بعد الانتخابات فلجأت إلى أحقر الأساليب وأكثرها انحطاطاً وسفالة من خلال تلك الحرب الإعلاميّة التي فقدت فيها أبواقهم وفي مقدّمتها أبواق “العربية” و”الحدث” وأدواتهم من وسائل إعلام ومواقع إلكترونيّة، وبدت عاجزةً وهزيلةً عن إلصاق تلك التّهمة التي تجاوزت اتهام حزب الله لتمسّ العقائد الدّينيّة من خلال الادّعاء بأنّ هناك فتاوى تجيز التعامل بالمخدرات مع العدوّ! وأنّ هناك معمل للكبتاغون تحت المساجد والحسينيات. فيما أظهر الإعلام عدّة عمليّات تهريب للمخدرات والكبتاغون كان يديرها أمراء سعوديّون وضبّاط أمن وشخصيّات سعوديّة. وإذا ما أردنا تقديم ملخص لعمليات التّهريب للمخدرات من قبل السّعوديين لتبيّن لنا بالدّليل القاطع ما يلي:

1 ـ تقرير مجلة فورين بوليسي تحت عنوان (السّعودية عاصمة المخدرات في الشّرق الأوسط) ويتضمّن تفاصيل عن تجارة المخدرات في المملكة.

2 ـ إحباط محاولة تهريب 15 مليون حبّة كبتاغون موضوعة في حاويات صادرتها الأجهزة الأمنيّة اللّبنانيّة في مرفأ بيروت في نيسان 2014.

3 ـ توقيف الأمير السّعودي عبد المحسن آل سعود (أمير الكبتاغون)، في مطار بيروت عام 2015 أثناء محاولته تهريب طنين من حبوب الكبتاغون في طائرته الخاصة.

4 ـ مصادرة 10 ملايين و10 آلاف حبّة كبتاغون على منفذٍ حدوديٍّ مع الإمارات في كانون الأوّل عام 2019.

ـ إحباط تهريب 8 ملايين و753 ألف حبّة كبتاغون من تركيا إلى داخل المملكة في كانون الأوّل 2020 وفقاً لإعلان النّظام السّعودي.

6 ـ إحباط تهريب نحو 20 مليوناً و190 ألف قرص كبتاغون، عبر ميناء جدة، مخبّأة في شحنة عنب وإحباط عمليّةٍ ثانية في الميناء نفسه في الخامس من نيسان خلال محاولة تهريب 5 ملايين و200 ألف قرص مخبّأة داخل شحنة برتقال.

7 ـ وأخيراً توقيف السّعودي عادل الشمّري في مطار بيروت وبحوزته 18 كيلوغراماً من حبوب الكبتاغون كانت في حقائبه.

من المؤكّد أنّ عمليّة الشمري التي أحبطتها القوى الأمنيّة في مطار بيروت لن تكون الأخيرة في ظلّ تنامي تعاطي المخدرات واتساع رقعة تجارته على أيدي أمراء وشيوخ آل سعود، لا سيّما في ظلّ إفتاء فقهاء البلاط الملكي الذين يستوحون فتاويهم من محمد بن عبد الوهاب ويفتون بأحليّة الإتجار فيه مع عدم تعاطيه إذا كانت الغاية منه تجاريّة وربحيّة بغضّ النّظر عن المفاسد التي تنجم عن التّرويج للمخدرات، وما ثبت بالدّليل القاطع ما قدّمه المنهج التّكفيري المستوحي فتاواه من محمد بن عبد الوهاب من نماذجَ سيّئةٍ جدّاً أفتت بجهاد النّكاح وعاثت في الأرض فساداً، فإنّها لن تتوانى عن تحليل ما حرّم الله وما أنكره المجتمع أخلاقيّاً وعرفيّاً.

وما الاتفاقيّة الإبراهيميّة إلّا مرجعيّة في الفساد والإفساد وهتك لكلّ القيم الإنسانيّة. ومنها محاولتهم تشويه صورة حزب الله من خلال تصويره أحد أكبر متاجري المخدرات رغم إثبات التهمة عليهم ما زالوا يجاهرون بوقاحتهم وادّعاءاتهم الكاذبة أولئك السلميّون والمستسلمون أمام عدوّ الأمة الذي احتلّ فلسطين، والجبابرة المهزومون في اليمن، والعبيد في حضرة سيّدهم الأميركي الذي وصفهم بالبقرة الحلوب والهمجيّون الذين تخطّت همجيتهم كلّ حدّ في تخريب لبنان وسورية والعراق وليبيا والجلاوزة في قمع وإعدام وقطع رؤوس أصحاب الرّأي في كيانهم، والسفّاحون بحقّ الشّعب البحريني، أولئك المتجرّدون من إنسانيّتهم الذين يعتلون عرشاً صنعوه من عظام المستضعفين من شعوبهم ليبنوا مجداً موهوماً على أشلاء كلّ من لم يؤمن بهم أو يبايعهم وهم الأشدّاء على شعوبهم والأذلّاء أمام الأميركي والصّهيوني لا ميثاق لهم ولا دستور منذ أن أسقطوا كلّ القيّم والأعراف والأخلاق حتى المحرّمات أولئك هم أمراء الإرهاب وملوك الإرهاب والمخدرات أمّا حزب الله كان وسيبقى حزب الشّهداء والشّرفاء وحزب الأبطال والأحرار وحزب الأمّة التي داست جبروت أميركا و(إسرائيل) وأحلافهم بأقدامها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى