مقالات وآراء

جبال رودوس القبرصية… «إسرائيل» تتهيّأ لمعركة الصعاب

} نبيه عواضة

نشر موقع y net العبري تقريراً تحت عنوان «آلاف المقاتلين في 50 سفينة وطائرة ــ نفذوا ما يشبه الاجتياح على قمم جبال رودوس في قبرص واختتام المناورة الكبرى…»

«عربات النار» هي التسمية «الإسرائيلية» لمناورتها والتي تمثل أكبر مناورة في تاريخ الجيش «الإسرائيلي» والتي استمرت لعدة أسابيع حاكت احتماليات المعركة المقبلة وعلى عدة جبهات.

أشار التقرير ضمنياً إلى أنه «للمرّة الأولى تدرّب الجيش «الإسرائيلي» هذا الأسبوع، وعلى نطاق غير مسبوق، على سيناريوات القتال في عمق أراضي العدو، بمشاركة مقاتلي فرقة النخبة 98، وكلّ من شيتت 13 ووحدة 669، وذلك في الجزيرة المجاورة قبرص… عشرات المداهمات السرية، إنشاء قاعدة أمامية، وأسر جنود من الجيش الإسرائيلي، عمليات خلالها يسير المقاتلين في أراضي العدو المجهولة لعشرات الأميال وهم يحملون عشرات الكيلوغرامات على ظهورهم. وقد راقب الروس والأتراك هذه التدريبات عن كثب. قبل ان يطرح سؤالاً مفاده الحاجة لعملية معقدة وحساسة للغاية كهذه في المستقبل ضدّ حزب الله»؟

فقد اختتمت مناورة الحرب الكبرى التي أجراها الجيش «الإسرائيلي» بنقل آلاف الجنود جواً وبحراً وذلك للقتال في عمق أراضي العدو التي تمّـ محاكاتها في قبرص ــ وذلك بواسطة أكثر من سفينة وفرقاطة وطائرة ومروحية: تحاكي مناورة شهر الحرب التي يجريها الجيش الإسرائيلي، حرب تندلع في ساحتين رئيسيتين تتخللهما أيضاً رشقات للصواريخ والقذائف الصاروخية من سورية وايران، حيث وصلت المناورة إلى ذروة غير مسبوقة هذا الأسبوع مع تشغيل (او تفعيل) فرقة النخبة 98، خارج إسرائيل وفي صفوفها آلاف المقاتلين من لوائي المظليين والكوماندو ووحدة الهندسة يهلوم بالتعاون مع قوات الذراعين الجوي والبحري.

وقد حاكت التدريبات في قبرص قدرات الجيش «الإسرائيلي» في تشغيل آلاف المقاتلين في عمق ساحة القتال مثل لبنان، وذلك من أجل تثبيت الحسم ضدّ العدو، وزعزعته وذلك من خلال الدمج بين هجوم من الجبهة بواسطة قوات كثيفة من ألوية المشاة والدبابات والوحدات الهندسية. ومن العمق، بواسطة طواقم كوماندو على نطاق واسع للقيام بمداهمات على بعد عشرات الأميال من الحدود».

التقرير ذكر أنه ولأجل إجراء المناورة، استأجرت وزارة الدفاع سفناً وبواخر مدنية من إيطاليا واليونان، من أجل نقل القوات من قاعدة حيفا عبر البحر لمسافة تصل لنحو 400 كلم حتى السواحل الغربية لجزيرة قبرص، بالقرب من بافوس، (أصغر مدن قبرص)، وبشكل عام تمّ تشغيل نحو 18 سفينة مختلفة من بينها سفن صواريخ و(دفورها) وقطع بحرية تابعة لشيتت 13، وقد تدرّب الجيش «الإسرائيلي» في السابق على مرافقة (دعم) الغواصات لهذه القوات من خلال المعلومات الاستخبارية والنار، ولكن في هذه المناورة لم تشارك الغواصات. وقد تزامن ذلك مع نقل آلاف الجنود على عشرات الدفعات على متن نحو 30 طائرة هركولس ومروحيات (ينشولف ــ بلاك هوك) ومروحيات قتالية الى جانب قوات تأمين مرافقة لها من وحدة 669.

إذن، المناورة حاكت معركة مفتوحة مع قطاع غزة والتي لا ترتبط بتوقيت او بتوازن قوى، وقد تشتعل نتيجة لأي حدث، «القدس والاقصى عنوان يومي لذلك»، إضافة إلى تقدير اندلاع المواجهات في مناطق فلسطين المحتلة عام ٤٨ (هذا ما يفسّر حصول تدريب عسكري في مدينة أمّ الفحم في منطقة المثلث) كإستعادة أولية لنماذج ما حصل من صدامات داخل المدن المختلطة وما أفرزه ذلك من إعادة النظر بمفهوم «التعايش» إلى درجة وصف بعض الإعلام «الإسرائيلي» ما حصل إبان معركة «حارس الاسوار» أنه خطر وجودي واستعادة لأصل الفكرة ألا وهي الصراع على الأرض. إضافة الى احتمالية نشوء مواجهة مع جبهة الشمال وتحديداً حزب الله، الأمر الذي يتعدى تلقي صليات هائلة من الصواريخ على أنواعها (البعيدة المدى والدقيقة ضمناً قدرتها الاستخبارات العسكرية بنحو ١٠٠٠ صاروخ يومياً) بما فيها المُسيّرات (الانتحارية) وصولاً الى إمكانية حصول «توغل من قوات الرضوان في مناطق ونقاط معينة في الجليل الأعلى». كلّ ذلك مترافقاً مع صواريخ الحشد الشعبي وحركة أنصار الله والمُسيّرات اليمنية التي قال الاسرائيلي انّ ما وصلت به الى ما بعد الرياض وابو ظبي عملياً وحسابياً أصبحت شمالي إيليت (أمّ الرشراش فلسطينياً) ولعمق يمتدّ ٢٥٠ كلم في مرمى الفعل اليمني، (التحدي الثاني وفق تسمية مصلحة تقدير المخاطر في مركز الأمن القومي الاسرائيلي) بمعنى آخر الشعاع الممتدّ من مطار رامونا (طالته صورايخ القسام في معركة سيف القدس) جنوب البلاد وصولاً الى إيليت ساقط عسكرياً.

عاد الجنود الى قواعدهم او الى منازلهم في استراحة قد تكون لحظية وقتية مرتبطة بما يفرزه التطور المفاجئ للميدان او تكون روتينية قبل العودة الى القواعد مع تنشيط للحافزية القتالية وسط تراجعها لدى الجنود، وهو جلّ ما يستطيع ان يقدّمه رئيس الأركان أفيف كوخافي الذي يوشك في العام المقبل ان ينزع بزته العسكرية ويضع الأوسمة في خزانة باستعادة الدور والانتقال الى فعل القيادة السياسية كنسخة معدلة من «حزب الجنرالات».

أحداث القدس الأخيرة لم تسعفه حينما أحجم الميدان عن التدحرج الى معركة يتهيّأ لها بقوة وإدراك وتمكّن لـ «ينتصر» بشيء من الدمار عله يدخل شارع بلفور في القدس حيث مقرّ رئيس الوزراء…!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى