أولى

المقاومة توحّد اللّبنانيين جنوباً

} شوقي عواضة

على ضوء التّهديدات التي بدأت تصدر عن مسؤولين في حزب الله على خلفيّة وصول المنصّة اليونانيّة بالقرب من حقل «كاريش»، استبقت حكومة كيان العدوّ الصّهيوني كلمة الأمين العام لحزب الله السّيد حسن نصر الله بإعلانها عن عدم استخراج الغاز من المنطقة المتنازع عليها مع الجانب اللّبناني. جاء ذلك في بيانٍ رسميٍّ مشتركٍ صدر عن وزير الأمن بني غانتس ووزير الخارجية يائير لابيد ووزيرة الطّاقة كارين الهرار، وخصّص «لردّ الشّبهات»، كما ورد في التّعليقات العبريّة، ولتوضيح طبيعة العمل في حقل «كاريش»، والتّأكيد على أن لا نيّة لدى «تل أبيب» لخرق المنطقة المتنازع عليها مع لبنان أو التّنقيب عن الغاز واستخراجه منها بانتظار وصول الوسيط الأميركي هوكشتاين للمباشرة في عمليّة التّفاوض التي لن تحقّق أيّ تقدّمٍ لصالح لبنان في ظلّ انحياز هوكشتاين للكيان الصّهيوني، وهذا يعني تضييع المزيد من الوقت وتمييع القضية، وهو ما تحدّث عنه الأمين العام لحزب الله السّيد حسن نصر الله في كلمته مساء أمس، والتي وضع فيها الجميع أمام مسؤوليّاتهم تجاه هذه القضيّة الوطنيّة الكبرى بدءاً من الدّولة بكلّ مؤسّساتها وكلّ القوى السّياسيّة والحزبيّة بكلّ أطيافها للوقوف وقفة رجلٍ واحدٍ في مواجهة العدوان الأميركيّ «الإسرائيلي» الجديد.

كلمة السّيد نصر الله حملت الكثير من الرّسائل المحليّة والإقليميّة والدّوليّة كما يلي:

1 ـ التّأكيد على حقّ لبنان في ثرواته النّفطيّة، والتّأكيد على حمايتها واستخراجها وتحذير العدوّ من معبة ارتكاب أيّة حماقةٍ وتحذير الكيان بالتّوقّف عن عمليّة استخراج النّفط في كاريش.

2 ـ عدم وقوف المقاومة مكتوفة الأيدي ولديها القدرة على منع العدوّ من استخراج الغاز ولن تحميه لا ترسانته العسكريّة ولا القبّة الحديديّة ولا أيّة قوّة يمتلكها.

3 ـ تحذير الشّركات والدّول التي جاءت لاستخراج الغاز للكيان الصّهيوني واعتبارها شريكاً في العدوان على لبنان.

4 ـ التّأكيد بأنّ المعركة مع الكيان الصّهيوني الضّعيف لن تكون معركة حدود بل معركة وجود.

بذلك فتح السّيد نصر الله كلّ الخيارات وفي مقدّمتها منع العدوّ من استخراج الغاز في حال لم يحسم النّزاع، ومحذّراً الشّركة اليونانيّة بأنّه عليها أن تعلم أنّها شريكةٌ بالاعتداء على لبنان وذلك يترتّب عليه تبعات وعليها الانسحاب سريعاً وعلى من أرسلها أن يتحمّل المسؤوليّة لما قد يحصل لهذه السّفينة مادياً أو بشرياً، مشيراً إلى عدم الرّضوخ للهيمنة الأميركيّة بمنع لبنان من استخراج نفطه مع الأخذ بعين الاعتبار عامل الوقت وما يعزّز ذلك امتلاك المقاومة للقدرات العسكريّة والأمنيّة والماليّة والمعلوماتيّة واللّوجستيّة والعديدة لمنع العدوّ عن استخراج النّفط والغاز من حقل كاريش، لافتاً إلى أنّ تهويلات العدوّ وتهديداته لن تغيّر من الواقع شيئاً ولن تمنعنا من تحرير ثرواتنا، وفي حال أقدم العدوّ على ارتكاب أيّة حماقةٍ فلن تكون تداعياته استراتيجيّةً بل وجوديّة تتخطى المواجهة مع لبنان.

كلام السّيد نصر الله حمل أبعاداً ودلالاتٍ كثيرةً تنبئ بمعركةٍ جديدةٍ سيخوضها لبنان بجناحين الأوّل التفاوضيّ والثّاني العسكريّ الذي يبدو أنّه سيكون الخيار الأنجع والأسرع للبنان في تحرير ثروته النّفطية في ظلّ انحياز الأميركيّ للكيان الصّهيونيّ وعدم جدوى التّفاوض معه.

وعليه فإنّ اللّبنانيين جميعاً مطالبون بالتّجرّد من كلّ نزاعاتهم والتّوحّد في معركة تحرير ثروات لبنان كما توحّدوا في تحرير أراضيه، لا سيّما أنّ الواقع أثبت نجاعة المقاومة وسلاحها في فرض المعادلات على العدوّ الصّهيونيّ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى