أولى

«حرب المرتزقة» في شمال سورية بدأت والنظام التركيّ يفقد سيطرته

 حسين مرتضى

عندما تمّ نقل عدد من المسلحين الرافضين للتسوية إلى المناطق المحتلة من قبل النظام التركي كان هدف هذا النظام أن يحوّل هؤلاء الإرهابيين إلى جيش بديل وفق نموذج الإدارة الأميركية في الحروب الحديثة. وبالفعل استخدم النظام التركي جزءاً كبيراً من المجموعات الإرهابية في ليبيا وأذربيجان لينفذ أجندته الخاصة المبنية على التدخل في سياسات الدول ونهب ثرواتها.

اليوم بدأت مرحلة جديدة في المنطقة التي يحتلها النظام التركي في سورية عنوانها «حرب المرتزقة».

بالتزامن مع التهديدات التركية بشنّ عدوان على الجبهة الشمالية السورية سجلت اشتباكات بين ميليشيات «حركة أحرار الشام» الإرهابية وميليشيات «هيئة تحرير الشام» (النصـرة) الإرهابية من جهة وبين «الجبـهة الشامية» الإرهابية والفصائل المنضوية تحت لوائها من جهة ثانية حيث امتدّت الاشتباكات إلى محيط مدينة عفرين.

ومع استمرار الصراع الدائر بين مرتزقة أردوغان، فقد أكد مصدر مطلع وصول وفد استخباريّ تركيّ ثانٍ إلى المدينة لإجراء مفاوضات جديدة لوقف القـتال بعد فشل الاتفاق المبدئي الذي كان تمّ التوصل إليه في وقت سابق.

المصدر أكد أنه تمّ إعلان حظر تجوال في مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة المجموعات المسلحة المدعومة تركياً بعد تقدم مسلحي «هيئة تحرير الشام» على عدد من المناطق القريبة من عفرين بريف حلب الشمالي، فيما قامت قوات الاحتلال التركي بإخلاء جميع حواجزها في محيط مدينة عفرين وانسحبت إلى داخل القواعد العسكرية.

يبدو أنّ النظام التركيّ بدأ يفقد سيطرته على الميليشيات الإرهابية التي دعمها ودرّبها واستخدمها كورقة ضغط داخل سورية وخارجها.

ومع فقدانه للسيطرة بشكل جزئي يحاول النظام التركي إعادة هيكلة المجموعات الإرهابية بريف حلب فيما ترفض ميليشيات «الجولاني» الانسحاب من المناطق التي احتلتها في عفرين.

النظام التركيّ بات أمام مشهد مختلف في المناطق التي يحتلها خاصة مع التغيّرات السياسية والميدانية على مستوى المنطقة والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى