أخيرة

التشبيك مع تركيا…

ومن نكد الدنيا على الحرّ أن يرى
عدوّاً له ما من صداقته بدّ

هذا هو حالنا مع نظام رجب طيب أردوغان النفعي الانتهازي اللاأخلاقي، لا نملك ان نستعديه، ولا نملك أن نجعله يقفز الى الضفة المعادية، الخيار الأوحد هو التشبيك الاقتصادي، والدليل على ذلك انّ الرئيس المقاوم بشار الأسد قام بعملية تشبيك اقتصادي معه قبل الحرب الكونية عليه، لقد كان يعلم هذا الشاب الملهم انّ الطريقة الوحيدة لاتقاء شرّ نظام أردوغان هي خلق عملية تشبيك اقتصادي تجعله يفكر كثيراً قبل المغامرة بخسران المنافع التي يتيحها ذلك التشبيك، ولكن الذي لم يكتب لتوجه الرئيس بشار النجاح، هو ضآلة الاقتصاد السوري، وعدم قدرته على خلق حالة من المنفعة لنظام أردوغان تكون وازنة إلى درجة عدم القدرة على التخلي عنها أو خسرانها لأيّ سبب من الأسباب…

والدليل الآخر على إدراك الرئيس الشاب مدى أهمية ذلك التشبيك أنّ كثيراً من الاتفاقيات والصفقات التي أبرمها مع نظام أردوغان كانت تصبّ في مصلحة تركيا أكثر بكثير مما كانت تصبّ في مصلحة سورية.

لذلك فإنّ على محور المقاومة بالإضافة الى روسيا والصين أن يتعامل مع تركيا أردوغان ككتلة واحدة وأن تشبّك معها اقتصادياً بطريقة تجعل من المستحيل عليها مغادرة هذا التشبيك لأيّ سبب من الأسباب، كأن يكون التبادل التجاري بمئات المليارات من الدولارات، وان توجه إيران على سبيل المثال لا الحصر ملايين السياح للاستجمام والسياحة في تركيا بدلاً من بلاد أخرى، خاصةً وأنها بلد جميل وغير مكلف للسياحة ولقضاء وقت ممتع…

فقط تخيّلوا معي لو أنّ 30 مليون سائح من روسيا وإيران والصين يأتون سنوياً الى تركيا، واحدة من الكثير من أدوات التشبيك التي ستجعل النظام التركي يفكر ألف مرة قبل استفزاز محور المقاومة.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى