أولى

الثامن من تموز ….
 مداد الفداء

 سماح مهدي _

في الثامن من تموز من العام 2015، زفّ الحزب السوري القومي الإجتماعي الرفيق نضال أحمد العلي شهيداً بعد أن ارتقى أثناء قيامه بواجبه القومي الجهادي في مواجهة العصابات الإرهابية التي استهدفت مدينة درعا.

لا شكّ أنّ كلّ سوري قومي إجتماعي يشعر للوهلة الأولى بألم يصاحب نبأ استشهاد رفيقه، لكن هذا الألم ما يلبث أن يتبدّد إلى حدّ التلاشي، لتحلّ مكانه مشاعر العز والكرامة والشموخ. فتبدأ التحضيرات لا لإقامة جنازة للرفيق بل لإقامة عرس للشهيد الذي ردّ للأمة وديعتها فور أن طلبتها.

تستكمل قراءة البيان الحزبي، لتتعرّف أكثر على رفيقك الشهيد. فهو من مواليد العام 1975، واختار أن تكون ولادته الفعلية أيّ تاريخ انتمائه إلى الحزب السوري القومي الإجتماعي متزامنة مع ولادة الوعي القومي المقاوم في الأول من آذار من العام 2015.

مهلا عليّ، فما أعلمه عن رفيقي الشهيد أنه منخرط في العمل الحزبي، لا سيما في العمل المقاوم ضمن تشكيلات نسور الزوبعة منذ عدة سنوات. لكن يبدو أنّ إيمانه العالي لم يسمح له أن يرتقي شهيداً إلا بعد أن يقسم يمين الانتماء إلى صفوف الحزب.

تابعت قراءة البيان، وهنا ارتعدت فرائصي في شعور لم يحصل لي من قبل. رفيقي الشهيد متزوج وله عشرة أبناء. نعم، ما قرأتموه صحيحعشرة أبناء.

في تلك اللحظة، لم أستطع إلا أن أتخيّل رفيقي الشهيد البطل نضال العلي وهو يغادر منزله لآخر مرة قبل استشهاده. كيف سلّم على زوجته؟ هل تمكن من احتضان أبنائه كلهم؟ ماذا كانت وصيته؟

اختلط الحابل بالنابل، لم أتمكن من التوصل إلى أجوبة على تلك الأسئلة. لكني في الوقت عينه، جزمت أنّ رفيقي الشهيد كان قد وصل إلى درجة من الإيمان ينتفي عندها الخوف على النفس التي فيها كلّ حق وخير وجمال في العالم كما قال مؤسّس الحزب السوري القومي الاجتماعي وشهيد الثامن من تموز أنطون سعاده.

وكيف ينتفي الخوف على النفس، فهذه مسألة يطول شرحها. إلا أنّ إحدى محطاتها هو «دمي شعار» أحد الشعارات التي يردّدها الرفقاء أثناء تلقيهم التدريبات في مخيمات الحزب السوري القومي الاجتماعي.

ينطلق الإيعاز من المدرّب «دمي شعاااااار»، فيردّد المتدرّبون «دمي لسوريةحياتي لسوريةقدوتي سعادهوعد وعد وعد».

نعم، قدوتي سعاده. فكما كان قدوة في الفكر والعقيدة، في الأخلاق والمناقب، في نبذ المثالب، في كلّ ما هو حق وخير وجمال، هو ذاته أيضاً قدوة في الإستشهاد.

منذ أن افتتح الحزب السوري القومي الإجتماعي نهج الفداء والتضحية مع الشهيد الأول الرفيق حسين البنا الذي ارتقى في العام 1936 من جبل النار ـ مدينة نابلس في جنوبنا السوري فلسطين، مروراً بآلاف الشهداء السوريين القوميين الإجتماعيين، ومع استعداد دائم لبذل آلاف جديدة من الشهداء دفاعاً عن كلّ شبر من أمتنا السورية، سيبقى الثامن من تموز مداد الفداء

*ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى