أولى

لماذا تحتاج روسيا مُسيّرات إيرانيّة في الحرب مع أوكرانيا؟

} باريس ـ نضال حمادة

  بدأت أوكرانيا باستعمال منظومة HIMARS الأميركية الصاروخية، وهي عبارة عن راجمة صواريخ دقيقة ومتحركة تعمل بنظام جي بي أس غزيرة القذف ودقيقة الهدف فضلاً عن كونها متحركة بشكل كبير تقصف ثم تنسحب خلال دقائق ما يعطل أيّ ردّ مدفعي عليها.

تمتلك إيران هذه النوعية من المنظومات ولديها عشرات آلاف الصواريخ كما تمتلك المقاومة في لبنان المنظومة الإيرانية مع مئات الصواريخ التي سوف تستعمل في أية حرب مقبلة .

هذه إحدى أساليب الردع الكبير مع «إسرائيل»، وهذا ما يمنع الحرب لحدّ الآن. وما بين 8 و12 شهر تموز الحالي استخدمت أوكرانيا راجمات HIMARS في قصف مخازن الذخيرة الروسية خلف خطوط المواجهة وبثت مواقع غربية فيديوات تظهر انفجارات ضخمة في أكثر من مخزن ذخيرة روسيّ على طول الجبهة. أمام هذا الأمر المستجدّ والخطير الذي يهدّد بقلب المعادلة في الشرق والجنوب الأوكراني بسبب اقتراب الهجوم الأوكراني المضاد الذي تعتبر منظومة HIMARS  العمود الفقريّ له لا بدّ لروسيا من حلّ يواجه هذه الراجمات الغزيرة الرمي السريعة الحركة وليس هناك سوى المُسيّرات الانتحارية لمواجهتها. وهذا ما تملكه إيران وتعتبر متطورة فيه إلى حدّ كبير.

مواقع روسية على النت دخلت في نقاشات حول الحاجة إلى اتخاذ خطوات وقائية لمواجهة HIMARS قبل بدء الحرب، لأنّ روسيا لا تستطيع بسهولة توزيع مراكز القيادة بالنظر إلى الاتصالات القديمة والمركزية التي تستعملها القوات الروسية، وكذلك مركزية مواقع القيادة وغيرها من الأمور الهامة التي تعتبر إرث العقيدة العسكرية السوفياتية والتي ما زالت تحملها وتعلمها بها القوات الروسية وبسبب هذا الضعف اللوجستي، الذي يعمل على تركيز التخزين وعدم بعثرته لمجرد أنها لا تستطيع التعامل مع سلسلة موزعة بسبب مركزية كلّ شيء كما ذكرنا سابقاً حصلت هذه الثغرة الأمنية الكبيرة التي يتمّ استغلالها (مجازياً وحرفياً) من قبل الأوكران عبر راجمات  HIRMAS.

 في الحقيقة الاستعداد للقتال ضدّ أنظمة مثل  HIMARS، كان يجب أن يتمّ قبل بدء الأعمال العسكرية لكونه من المستحيل ببساطة «تفريق» المقار مع نظام قيادة مفرط المركزية ونظام اتصالات قديمة.

كان يجب على روسيا تشتيت المستودعات، وتبسيط تحميل وتفريغ وتسليم الذخيرة قدر الإمكان، لكن العملية برمّتها لا تزال مبنية على العمل اليدوي والخشب العادي الذي يحتوي الذخائر وبالتالي، من أجل القتال، كان من الضروري لروسيا تنفيذ مجموعة كاملة من الإجراءات التحضيرية مسبقاً. لكن في ظلّ الظروف الحالية وفي ظلّ اقتراب الهجوم المضاد المعتمد على منظومة  HIMARS من أجل التدمير المادي لهذا لنظام الصاروخي، يحب استعمال نظام استطلاع متطور، يأتي الطيران في المقام الأول، بالإضافة إلى التحكم في ساحة المعركة بعمق لا يقلّ عن بضع عشرات من الكيلومترات، وهو أمر مستحيل بدون الكثير من طائرات أواكس الخفيفة التي لا يملكها الروس وتملكها إيران وتصنع عشرات الأنواع منها، والتي تتيح لجميع القطاعات المناورة بحرية على طول جبهات الحرب من خاركوف إلى خيرسون وإحداث تأثير حريق ناجح في الجبهات.

يقرّ الفيلق الدولي الأوكراني بأنّ روسيا لا تزال تمتلك ميزة مدفعية كبيرة لكن في الأيام الأخيرة بين 8 و12 تموز الحالي بعد ضرب عدة مستودعات ذخيرة روسية براجمات HIRMAS خف حجم القصف المدفعي الروسي بسبب قلة الذخيرة التي تصل.

هذه صورة من موقع ناسا الحرائق (قارن الصور اليسرى ( 8 يوليو) واليمين (12 يوليو)). يمكن أن تشير إلى أنّ هجمات HIMARS  الأوكرانية على مستودعات الذخيرة الروسية قد حققت بالفعل التأثير المطلوب، كانت المدفعية المحتشدة هي كل ما يملكه الجيش الروسي يسار، بينما تظهر صورة اليمين اختفاء القصف المدفعي.

باختصار تشير صور ناسا من شرق أوكرانيا في 8 يوليو/ تموز مقابل 12 يوليو/ تموز إلى انخفاض حادّ ومثير للاهتمام في القصف الروسي، وبالتالي أصبحت المُسيّرات الانتحارية الحلّ الوحيد لملاحقة وتدمير بطاريات HIRMAS التي زوّدت أميركا أوكرانيا بـ ١٢ منها بينما تستعدّ لإرسال ٣٨ بطارية أخرى ليصبح الإجمالي ٥٠ بطارية عند بدء الهجوم الأوكراني المضاد الذي يتوقعه العسكر الفرنسي في آب المقبل .

إنّ تقنية الطائرات الإيرانية المُسيّرة تساعد وحدات الجيش على إدارة مسرح العمليات ومطاردة قوات العدو، وتحديد أماكنها من خلال التصوير والبث المباشر لتجمّعاتهم أو الدخول إلى موجات اتصالاتهم، بالإضافة إلى تحديد مواقع مدفعية العدو وتوجيه نيران القوات المدافعة وتصوير مواقع الوحدات المعادية، بالإضافة إلى إمكانية مواجهة الحرب الإلكترونية فضلاً عن إمكانية الاستفادة منها في مراقبة المناطق الحدودية وتهيئة خرائط المسح الجغرافي لهذه المناطق.

 تمتلك إيران عشرات الأنواع من المُسيّرات لكن الحرب في أوكرانيا تجعل الطائرات التي تحتاجها روسيا من إيران محدّدة في نوعين أكثر من غيرها

 شاهد 136 تتمتع بمدى فعليّ يصل إلى ما بين 2000 و2200 كيلومتر، أو ما يعادل ما بين نحو1240 إلى 1370 ميلاً.

كرار أول طائرة نفاثة مُسيّرة مداها 3000 كلم تعمل بنظام مراقبة دقيقة وتصيب الأهداف عبر قصف بالقذائف او إلقاء نفسها على الهدف.

أخيراً أنشر هذه العبارة لضابط فرنسيّ ذكرها على إحدى القنوات «ليس من الضروري التفكير في ما يتعلّق بدفع القوات الروسية إلى حدودها مباشرة، على الرغم من أنّ بعض الضغط مطلوب، ولكن من الضروري الاستمرار في تقويض قدرات الجيش الروسيّ وسمعته».

أتى دور إيران لمنع تقويض قدرات الجيش الروسي وسمعته

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى