الوطن

خميس الأسرى في شمع الحدودية : دلالات ورسائل بعدة اتجاهات

} ديب حجازي*

انّ اختيار القيّمين على اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني (المحامي عمر زين والأخ يحيى المعلم) عقد اعتصام خميس الأسرى الشهري التضامني (240) في بلدة شمع الجنوبية، وفي الأيام الأولى للاحتفالات الوطنية بنصر تموز المؤزّر، وفي الذكرى 26 لمجزرة مروحين التي جاءت اثر مجزرة قانا الأولى ومجزرة النبطية الفوقا، أمر فيه دلالات ومعانٍ

 أولى الدلالات انّ هذا الاعتصام تأكيد على انّ جرائم العدو باقية في ذاكرة شعوبنا وحافز لكي ندين كلّ تطبيع معه او تتبيع أو تحالف تحت أيّ عنوان كان.

 وثانية الدلالات انّ هذا الاعتصام هو واحد من تحركات عدّة تقوم في أكثر من قطر عربي بدءاً من فلسطين الى مصر الى الأردن الى غيرهم من أقطار الأمة تشكّل رسائل للرئيس الأميركي بايدن الذي يزور المنطقة هذه الأيام بدءاً من الكيان الصهيوني وصولاً الى الرياض، وتؤكد له رفض أمتنا لأهداف هذه الزيارة وتدعو إلى أولوية محاسبة الكيان الغاصب على جرائمه المستمرة وآخرها جريمة اغتيال الإعلامية القديرة شيرين أبو عاقلة وزميلتها غفران وراسنة، والعديد من شهداء فلسطين الذين يرتقون كلّ يوم برصاص الاحتلال في الملحمة اليومية التي تشهدها فلسطين المحتلة.

وثالثة الدلالات الترابط بين ذكرى الشهداء وبين الدفاع آلاف الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني خاصة أنّ الأمرين يؤكدان على حقّ أمتنا في مقاومة الاحتلال أياً كان، ومهما اتخذ من أشكال

ورابعة الدلالات هو أنّ هذا الاعتصام الشهري المتواصل منذ أكثر من عشرين عاماً هو أحد مظاهر التأكيد على أنّ أمتنا مهما تراخى حكامها او تنازلوا أو تخاذلوا أمام العدو فهي بأبنائها باقية في قلب الصراع مع المشروع الصهيو ـ  استعماري، الذي هو صراع وجود لا صراع حدود.

خامسة الدلالات انّ اجتماع هذه المناسبات كلها في اعتصام يجري في القرى الجنوبية الحدودية بين لبنان وفلسطين المحتلة هو تأكيد على ترابط هذه المناسبات على مستوى الأمة وتزامنها في مواجهة المخططات والمشاريع المناوئة.

 سادسة الدلالات أنّ انعقاد هذا الاعتصام في بلدة شمع الحدودية، حيث خاض اللبنانيون، شعباً وجيشاً ومقاومة، أعظم المعارك بوجه العدو، وحيث حرّروا الأرض المحتلة بقوة المقاومة، لا بالمفاوضات ولا بالقرارات الدولية، وهي دلالة تؤشر الى الطريق الذي علينا اتباعه في معركتنا لحماية ثروتنا النفطية ـ الغازية، ولتحرير كلّ شبر من أرضنا ولاستعادة كلّ نقطة ماء او نفط او غاز من مواردنا

*المنسق الإعلامي في تجمع اللجان والروابط الشعبية
نائب رئيس «القوميّ» على رأس وفد مركزي شارك في تشييع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى