الوطن

أكد أنّ كلّ الحقول البحرية في دائرة استهداف صواريخ المقاومة نصرالله: ذاهبون إلى «مشكل» إذا بدأ العدو باستخراج الغاز من كاريش في أيلول قبل أخذ لبنان حقه

نبّه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، إلى أن الوقت ليس مفتوحاً بشأن ترسيم الحدود البحرية مع الكيان الصخيوني بل فقط إلى أيلول المقبل. وقال إذا «جاء أيلول وبدأ العـدو بالاستخراج ولم يأخذ لبنان حقه فنحن ذاهبون إلى المشكل»، محذراً من أنه «إذا وقعت الحرب بين لبنان و»إسرائيل» ليس معلوماً أن تبقى بينهما ودخول قوى أخرى فيها احتمال وارد وقوي جداً». وأكد أن كل الحقول البحرية في دائرة استهداف صواريخ المقاومة الدقيقة.

مواقف السيد نصرالله جاءت خلال مقابلة مع «قناة الميادين» تحت عنوان «حوار الأربعين» أجراها معه الزميل غسان بن جدو مساء أمس وعرض في مستهلها، رداً على سؤال، لنشأة المقاومة للعدو الصهيوني، لافتاً إلى مشاركة فصائل لبنانية متنوعة فيها، لبناني. وأوضح «أن لبنان كان مستباحاً جواً وبراً وبحراً للعدو الصهيوني وكانت الذروة في الاستباحة عام 1982 عندما أراد إدخال لبنان في العصر الإسرائيلي».

وأوضح أنه «لم يكن هناك ما يردع العدو الصهيوني من اجتياح لبنان وقبل الاجتياح لم يكن هناك ما يردعه من العدوان المتكرّر على لبنان»، مشيراً إلى أن بدايات الردع بدأت عام 1984 – 1985، عندما اضطر العدو الصهيوني للانسحاب من مناطق واسعة في لبنان، نتيجة مجموعة كبيرة من العمليات النوعية والكبيرة التي نفذتها فصائل متنوعة من المقاومة اللبنانية». وقال «هذا كان الردع الأول وهو إنجاز كل حركات المقاومة التي نفذت عمليات استشهادية وشارك فيها لبنانيون وفلسطينيون في تلك المرحلة».

وأضاف «المرحلة الثانية من الردع بدأت بعد العام 1985، عندما كان العـدو «الإسرائيلي» يُحاول التقدم إلى بلدات وقرى ويتعرض لمواجهة عـنيفة جداً هنا تغيّر المشهد على سبيل المثال تجربة ميدون حيث كان هناك قتـال عنيف جداً. المرحلة الثالثة من الردع تطورت من 1992 إلى تموز 1993 حيث وصلنا إلى ردع عالٍ وحصلت بعض الخروقات. وفي عدوان 1996 ثُبّت ردع 1993 وكان تمهيداً لتحرير 2000. لذلك من 2006 إلى اليوم لم تحصل أي غارة «إسرائيلية» باستثناء واحدة على نقطة حدودية ملتبسة بين لبنان وسورية وغارتان على فلوات وقمنا بالردّ عليها كلّها».

وأكد أنه «نتيجة حرب تموز 2006 أدرك العدو أن المواجهة مع المقاومة خطيرة وقدراتها أصبحت تتجاوز المستعمرات على الحدود إنما تمتد إلى الشمال والوسط».

وعن مقولة «إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت» قال السيد نصر الله «في خطاب بنت جبيل نحن أمام انتصار تاريخي وغير متوقّع في العالم العربي، خطر في بالي أنه الوقت المناسب لهذا التوصيف فذكرته وأعتبر أنه من توفيق الله»، مشيراً إلى «أن جزءاً أساسياً من المعركة اليوم، هو تأمين البديل عن الغاز والنفط الروسي لأوروبا والرئيس الأميركي جو بايدن جاء إلى المنطقة من أجل الغاز والنفط، والإضافة التي يُمكن أن تقدمها السعودية والإمارات لا تستطيع أن تسدّ الحاجة، لذلك طلبوا من «الإسرائيليين» الإسراع بالتصدير من كاريش».

وأردف «قلت في الخطاب إن المسألة أكبر من كاريش مقابل قانا. لو جمّد العـدو الاستخراج من كاريش كان لبنان حقّق نصراً معنوياً لكن من دون إنجاز عملي»، مشيراً إلى أنه يوجد تقدير يقول بأن بايدن اليوم لا يريد حرباً أخرى في المنطقة».

ورأى السيد نصر الله أن «هناك فرصة الحاجة الأميركية الأوروبية «الإسرائيلية» لاستخراج النفط والغاز وفرصة أنهم لا يريدون حرباً أخرى هنا يجب أن يستفيد لبنان من الفرصة الذهبية، لذلك قلت إن الموضوع هو كل حقول النفط والغاز المنهوبة من السواحل الفلسطينية المحتلة مقابل حقوق لبنان بترسيم الحدود والاستخراج».

ولفت إلى «أن العدو أنهى التنقيب والحفر والاستكشاف والسفينة هي لأجل الاستخراج وهم منعوا كل الشركات من القيام بأي خطوة مع لبنان قبل ترسيم الحدود البحرية، وهذا كان ضغطاً على الدولة اللبنانية للقبول بـ»خط هوف» أو الخط الذي يريده «الإسرائيلي». وأكد أن «كل الحقول هي في دائرة التهديد والإحداثيات موجودة لدينا. الحقول التي تستخرج وتبيع وتلك التي يستمر التنقيب والحفر فيها والمجمدة أيضاً.. لدينا القدرة ولا يوجد هدف للعدو في البحر والجو لا تطاله صـواريخ المقاومة الدقيقة».

وأشار إلى «أن الدولة اللبنانية تتحدث عن ترسيم الحدود البرية اللبنانية مع فلسطين المحتلة وعن حق لبنان باستخراج النفط والغاز وما طلبته من الوسيط الأميركي قدمت من خلاله تنازلاً كبيراً وهذا معروف في البلد».

وأضاف «عملياً لبنان الرسمي قدم عرضاً ينبغي ألاّ يرفضه العـدو. المطلوب ليس فقط تحصيل الحدود التي طلبتها الدولة اللبنانية بل أيضاً رفع الفيتو والمنع والتهديد للشركات (توتال الفرنسية وشركات ايطالية وروسية، موضحاً أنه «على ضوء الجواب «الإسرائيلي» يتقرّر الموقف ولبنان هو المعتدى عليه، وإذا حاولوا الخداع والتسويف سنعتبر أن أميركا و»إسرائيل» يخدعان لبنان ونحن بلد لا يقبل بالخداع».

ونبّه إلى «أن الوقت ليس مفتوحاً بل فقط إلى أيلول. إذا جاء أيلول وبدأ العـدو بالاستخراج ولم يأخذ لبنان حقه فنحن ذاهبون إلى المشكل».

وعندما سأله محاوره عمّا سيحدث؟ أجاب السيد نصر الله «بكرا بتشوف»، لافتاً إلى «أن الدولة اللبنانية بحسب كل الشواهد منذ العام 1948 وإلى اليوم هي عاجزة عن اتخاذ القرار المناسب لحماية لبنان وثرواته وقال «هدفنا أن يستخرج لبنان النفط والغاز لأنه الطريق الوحيد لنجاة لبنان، هذا آخر الخط».

وأوضح أنه عندما وجه التهديد الأخير للعدو الصهيوني، أكد «أن حزب الله لم يُنسّق لا مع السوريين ولا الإيرانيين وعندما قلت الكلام في الخطاب مضموناً وشكلاً لم يكن أحد من الإخوة الإيرانيين على علم به وفي لبنان نوقش الأمر حصراً في حزب الله ولم يتم نقاشه مع الحلفاء».

وردًا عن سؤال عن طلب رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الحصول على مساعدة إيرانية في ملف الكهرباء، أجاب السيد نصر الله «أنا حاضر لجلب فيول إيراني مجاناً لمعامل الكهرباء في لبنان عندما تُعلن الحكومة اللبنانية أنها جاهزة لاستقبال السفن الآتية من إيران».

وعن سؤال إمكان دفع حزب الله بشركات إيرانية للتنقيب والاستخراج، أوضح السيد نصر الله «أن المشكلة في الحكومة اللبنانية» وقال «هناك مشاكل كافية في البلد بلا ما نفتح مشكل جديد. أنا رسمياً الآن أقول فلتبلّغني الدولة اللبنانية بقبولها هبة فيول من إيران، نحن حزب الله حاضرون لإحضار كمية الفيول الإيراني».

ورداً على سؤال آخر كشف للمرة الأولى أنه «لطالما دخلت مسيّراتنا الى الجليل وفلسطين المحتلة ورجعت وذهبت عشرات المرّات خلال السنوات الماضية من دون القدرة على اسقاطها. هناك من يُخطئ التقدير في الكيان الصهيوني بأن حزب الله لن يُقدم على خطوة من هذا النوع. أقول نحن نُقدم على خطوة من هذا النوع ونريد إطلاق نار هناك ونريده من «الإسرائيلي» نحن دفعنا «الإسرائيلي» إلى إطلاق النار».

وعندما سأله بن جدو: يعني وقع في الفخ؟ أجاب السيد نصرالله «طبيعي وقع في الفخ».

كذلك كشف السيد نصر الله عن مسيّرة ثالثة لم يسقطها العدو الصهيوني فوق حقل كاريش، مؤكداً «أن حزب الله ليس بحاجة لإطلاق مسيّرات لاستكشاف كاريش ونملك وسائل تمكننا من معرفة كل ما يرتبط بالسفينة (المنصة) وتحركاتها والقوة البحرية».

أضاف «أجبرنا الإسرائيلي على إطلاق نار من الجو والبحر رداً على المسيّرات وأوقعناه في الفخ»، متابعاً «العدو الإسرائيلي فشل في إسقاط مسيّرة ثالثة لم يأت على ذكرها لأنها سقطت في البحر». وشدّد على أن «لدينا قدرة بحرية كافية لتحقيق الردع المطلوب وتحت الأهداف المنشودة وهي هجومية ودفاعية». وأكد «أننا قادرون على ردع العدو وضرب أهداف في أي مكان من بحر فلسطين المحتلة»، موضحاً «أن «حجم الاستباحة الجوية من قبل المسيّرات الإسرائيلية دفعنا إلى اتخاذ قرار بأن نستخدم بعض القدرة المتاحة لدينا».

واعتبر أنه «يجب أن يثق شعبنا أن لدى المقاومة ما يكفي من القدرات البشرية والعسكرية والمادية كي تُخضع إسرائيل لإرادة لبنان»، مشدداً على أنه «إذا ذهبت الأمور إلى الحرب فيجب أن يثق اللبنانيون بالمقاومة التي ستتمكن من فرض إرادة لبنان على العدو». وقال «إذا وقعت الحرب بين لبنان و»إسرائيل» ليس معلوماً أن تبقى بينهما ودخول قوى أخرى فيها احتمال وارد وقوي جداً».

ورأى أن «تصنيف الوطنية لا يخضع للمعايير بل للمزاج والاستهداف الشخصي لحزب الله وبعضهم يذهب في ذلك نحو الشيعة عموماً»، متابعاً «عمرنا في البلد وامتدادنا التاريخي يعود بالحدّ الأدنى إلى 1400 سنة». وقال «فلتحضروا لي شاهداً واحداً منذ 40 عاماً على أن حزب الله قام بهذا العمل لمصلحة إيران وليس لمصلحة لبنان»، مشدّداً على أن «من يتحدثون عن الثقافة المستوردة إمّا يفعلون ذلك عمداً وإما جهلة»، مضيفاً «هذه الثقافة هي ثقافتنا ونحن من صدّرها إلى أماكن كثيرة في العالم وكتب علمائنا تُدرّس في أهم الحوزات الدينية». وأكد «أننا نحن لا نقبل أصلاً أن يُشكك أحد في وطنينتا ولبنانيتنا فثقافتنا أصيلة».

وأردف «نشيد «سلام يا مهدي» والحضور رسالة بالغة الأهمية من بيئة المقاومة كما كانت رسالة الانتخابات»، مؤكداً أن «الجيل الجديد الذي شارك في «سلام يا مهدي» يخيف «إسرائيل» ويقلقها». وسأل «من قال إن من يتحدث بمنطق «لا يشبهوننا» في حملته على بيئة المقاومة يُعبّر عن صورة لبنان؟»، مشيراً إلى أن هناك ثقافتين في المنطقة، إمّا ثقافة التطبيع وإمّا ثقافة المقاومة.

وأوضح أن «افتراض البعض أن الأجهزة الأمنية اللبنانية تعمل تحت إمرة حزب الله كذب وافتراء وظلم للأجهزة الأمنية وحزب الله»، مضيفاً «أقول لكل الشعب اللبناني وخصوصاً المسيحيين، ليس لحزب الله أي علاقة بقضية المطران موسى الحاج ولن نتدخل فيها». وقال «أنا وكل حزب الله أخذنا علماً بقضية المطران موسى الحاج كما اللبنانيون الآخرون»، معتبراً أن «ما حدث خلال اليومين الماضيين على خلفية الحاج لن يُبقي دولة ولا مؤسسات ولا قضاءً وهو مسار خطير».

وفي شأن رئاسة الجمهورية، أكد السيد نصرالله «أننا معنيون بأن نقوم بنقاش معالتيار الوطني الحرّوتيار المردة، ثم الاصدقاء ثم نقاش داخلي»، مشيراً إلى أنه «لا يوجد مصادر لحزب الله، وحين نأخذ قراراً بشأن رئاسة الجمهورية سوف يصدر قرار رسمي بهذا الشأن»، معلناً «أننا لم نبدأ في حزب الله النقاش في الأسماء المرشحة لرئاسة الجمهورية بعد».

وأشار إلى أنّ «مقاربة مسألة رئاسة الجمهورية من خلال تحديد مواصفات الرئيس المقبل هي تضييع للوقت ولا فائدة في الحديث عنها»، مؤكداً أنّ «حزب الله في موقع دعم مرشح لرئاسة الجمهورية، وليس الترشيح». وقال في تعليقه على عهد رئيس الجمهورية العمادميشال عون​ «إن كان هناك شخص عادل فعليه أن ينظر إلى صلاحيات رئيس الجمهورية الحالية، ومن خلالها يحكم عليه».

وأكّد أنّ «كل ما نستطيع أن نفعله لنكون إلى جانب عهد الرئيس عون فعلناه»، مشيراً إلى أنّ «الظروف التي أتى بها الرئيس عون إلى رئاسة الجمهورية كانت ظروفاً صعبة، مع التطورات في البلد واستهدافه، وفي عام 2015 لو أن هناك شخصاً غيره لترك قصر بعبدا»، مشددًا على أنّ «الرئيس عون كان خلال عهده شخصاً قوياً ولم يضعف وهناك قرارات ما كان لأحد أن يتخذها غيره كحسم معركة الجرود، وحقق مجموعة انجازات مهمة». وأكد أنّ «المطلوب حكومة حمل أثقال وتحمّل مسؤولية لذلك لا يريد البعض المشاركة فيها».

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى