التعليق السياسي

ممنوع أن يضيع عرض تأمين الفيول هباء

يصعب تخيل وجود بلد يعيش الكارثة التي يمر بها لبنان، ويعاني شعبه ما يعيشه اللبنانيون في يوميّاتهم الصعبة، ويأتي مَن يعرض على حكومته هبة كالتي عرضها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.

هل يمكن أن يصمت اللبنانيون عن تهرّب الحكومة من مسؤولية قبول هبة الفيول التي أعلن السيد نصرالله استعداده لتأمينها لصالح مؤسسة الكهرباء، وهم يرون كيف أن كهرباء العراق وباكستان وتركيا تنتج بإعفاءات نالتها حكوماتها من العقوبات الأميركيّة؟

تقوم الدنيا ولا تقعد في لبنان عندما تقوم الأجهزة الأمنية بتوجيه من القضاء عن مساءلة مطران على قيامه بنقل أموال نقدية وأدوية قيمتها نصف مليون دولار، تحسباً لانتهاك القوانين بحرمة التعامل مع العدو، وذريعة الاحتجاج الذي تضمن هدر دم القضاء والأمن هو أن الاعتبار الإنساني يسمو على كل قانون، وأن هذه الأموال والأدوية ذات هدف إنساني، وهل من هدف إنساني أشدّ سمواً من تأمين الكهرباء اثنتي عشرة ساعة للبنانيين، فتنتعش المستشفيات والمؤسسات الاقتصادية، ويضمن اللبنانيون مواجهة فصل الصيف وحره، وتستفيد السياحة؟

في سوابق لبنانيّة مشابهة يمكن القول نعم، يمكن لمزرعة العصبيات والحقد والكيد من جهة، ولحكام التبعية والذل والخنوع من جهة مقابلة، أن يفعلوا أكثر من ذلك، فهناك من قال يوماً نفضل الموت على الأوكسجين الآتي من سورية، عندما أمّنت سورية الأوكسجين اللازم للمستشفيات في أزمة كورونا، بينما الناس مهدّدة بالموت، وهناك من قال يوم جاء حزب الله بالمازوت الإيراني، إنه انتقاص من السيادة اللبنانية.

هل يجرؤ اللبنانيون أن يحتكموا لمصالحهم مرة واحدة فيخرجون شاهرين صرخاتهم بوجه من يريد حرمانهم من هذه الفرصة التي لا يجوز أن تضيع هباء؟