أولى

طائفة اليوضاسيّين…

 مأمون ملاعب

 كم هو مستهجن أن يُقال إنّ هناك اتهاماً لطائفة كاملة بالخيانة او لطائفة أخرى بالإرهاب. الفريق الذي يؤمن بأنّ «إسرائيل» عدو ويجب اقتلاعها، وأنّ الغرب وأميركا وراءها يدعمانها ويتآمران علينا وانّ جلّ مصائبنا وواقعنا المزري من جراء تآمرهم. هذا الفريق لا يرى في شعبنا شعوباً وطوائف، بل يراه شعباً واحداً متنوّع الثقافات والأديان والمذاهب.

هذا الفريق لا يقول مثلاً إنّ أنطوان لحد عميل مسيحي، بل عميل لـ «إسرائيل» خائن لوطنه تماماً كما يرى أنّ سهى بشارة ليست بطلة مسيحية بل وطنية، كما لا يعنيه ان يكون بشير الجميّل مارونياً تماماً كما حبيب الشرتوني. نحن لا نرى أبو بكر البغدادي ولا الجولاني مسلمين سنة بل قاتلان إرهابيّان متخلفان متوحّشان.

وفي المقابل لا نرى يوسف العظمة مسلماً سنياً بل نراه بطلاً شهيداً يمثل العنفوان والكرامة السوريتين تماماً كما سعيد العاص وعز الدين القسام بعمامته.

معروف سعد شهيد يدافع عن حقوق المظلومين وليس عن الطائفة السنية، ورشيد كرامي شهيد متمسك بالدولة اللبنانية وهويتها وليس شهيد الطائفة ولا تتسع الصفحات للأسماء

على المقلب الآخر فإنّ صنّاع المؤامرات من صهاينة (يهود غربيين) يريدون لنا ان يكون لكلّ طائفة هوية غير الهوية القومية. هم بذلك يريدوننا شعوباً طوائف متناحرة متقاتلة تحقق أهدافهم. هذه الأهداف جليّة واضحة كبيرة وخطيرة لدرجة إلغاء وجودنا، بدأت بتقسيم الأمة الى كيانات مذهبية والى طوائف ثم زرعت الكيان السرطاني في قلب الوطن واستمرّت بخلق الفتن والحروب الداخلية بين المكوّنات من إثنيات او مذاهب تحت شتّى المسميات.

هم في عملهم لتحقيق تلك الأهداف لا يحتاجون التواصل مع كلّ الناس بل يصنعون لنا، بفعل نفوذهم وقوّتهم، قادة سياسيين مرتهنين لهم ورجال دين مشعوذين بلباس الدين. يشترونهم بفضة من اليهود او بالنفوذ.

قد تجد بطاركة ومطارنة ومفتين ومشايخ يصدحون من على المنابر ومن وسائل إعلام عديدة وُضعت لتنقل تحريضهم وتعبّئ النفوس البريئة بالعصبية المستهجنة المريضة بالتخويف من «راجح». وراجح في هذا المجال يتوافق مع راجح الرحابنة بالكذبة لكنه هنا معلوم وليس مجهولاًإنه طائفة أخرى.

خلال الحرب الأهلية كان راجح بالنسبة للدروز نصرانياً، وبعد مقتل الحريري أصبح شيعياً. ذلك على سبيل المثال وهو ينطبق على الجميع.

التحريض في الناس السذج سهل وليس كلّ الناس على وعي. والتعمية على الحقائق من خلال التحريض سهلة أيضاً. مثال: «لقد ارتكب الأمن العام «مخالفة» خطيرة وانتهك حرمة الكهنوت بتوقيفه المطران موسى الحاج»، لكنهم لم يذكروا أين التوقيف ولماذا ومن أين الأموال ولمن! يشبه ذلك القول إنّ توقيف أحمد الأسير بصفته شيخاً وليس إرهابياً!

هؤلاء المحرّضون يقودون جماعتهم للنيل من أبناء طوائفهم الممانعين الرافضين السير في مؤامراتهم. هم بذلك يحاولون إلصاق هوية مسيئة لطائفتهم. إنّ من ارتكب مجزرة عينطورة خلال الحرب الأهلية بحق اهلها المسيحيين هم دواعش يدّعون المسيحية تماماً مثل من ارتكب مجزرة حلبا بحق أبنائها المسلمين السنة هم دواعش يدّعون الإسلام.

لقد نجح الصهاينة والغرب في صنع العديد من القادة السياسيين والعديد من رجال الدين وجعلوا من تاريخنا القريب وحاضرنا مرحلة من الصعاب والآلام، لكنهم لم ولن ينجحوا بوقف الصراع، الغلبة لم تتمّ بعد ولن تكون إلا للحق، حق شعبنا في وجه باطلهم.

في كلّ العالم هناك أتباع ليوضاس، لا يحتاجون تعاليم ولا طقوس، يكفي أيّاً منهم ان يبيع شرفه وكرامته مقابل حفنة من فضة ويخون جماعته او وطنه.

ليس العامة ولا السذج من يبيع او يشتري بل هناك محركون يدركون تماماً أنهم قبضوا أمولاً او نفوذاً، ويدركون انهم يعملون لمشغليهم، هؤلاء ليسوا من أتباع المذاهب والأديان هؤلاء يشكلون طائفة اليوضاسيّين.

________________________________________________________

*مدير مكتب الرئاسة في الحزب السوري القومي الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى