أخيرة

نافذة ضوء

يوسف المسمار

المجتمع الإنسانيّ وعي وحركة وصراع

في المفهوم القوميّ الاجتماعيّ*

A sociedade humana é conscientização, movimento e luta

إنسان الوجود وعي وحركة وعي، فإذا غاب الوعي انعدمت حركة الوعي وصار الإنسان عدماً. والوجود والعدم نقيضان من المستحيل أن يتساويا.

وبقدر ما ينمو وعي الإنسان (ذكراً كان أو أنثى) وتتسع حركة وعيه، تصبح مكانته ودوره وقيمته في الحياة أكثر وضوحاً. وبنسبة ما يضعف وعيه وحركة وعيه تغيب مكانته عن مسرح الحياة ويصير نسياً منسياً.

والإنسان الوجود الباقي قد يكون فرداً أو متحداً بوعيه وحركة وعيه أو يكون لا شيء بانعدام وعيه وتلاشي حركته.

وقيمة وجود الإنسان الفردي الباقي لا يمكن أن تكون إلا بتوحّده وبتوحدنه في مجتمعه، وكذلك لا يمكن أن يكون للمتحد أيّة قيمة عندما يتنكّر للمواهب والإبداعات التي يتميّز بها أفراده.

والشعوب التي تنكر وتحتقر مواهب وابتكارات أبنائها يستقر مصيرها، يوماً بعد يوم، في زاوية مهملة ومنسيّة بين مخلفات الشعوب البائدة في بعض متاحف الأمم الحيّة.

وهذا هو مصير متحدات البشر التي قال عنها العالم الاجتماعيّ والفيلسوف أنطون سعاده:

«إن الشعوب الغبيّة تفعل برجالاتها ما يفعله الأطفال بألعابهم يحطمونها ثم يبكون طالبين غيرها».

إن حاجتنا الأساسية والأهم التي لا غنى عنها هي أن نعي، ونفعّل وعينا وفضائلنا في حركة نهضة منهجيّة ذات قضية كبرى ومُـثُـل عليا عظيمة تتناول حياة أمتنا برمتها، ولا ترضى الا بالعمل والصراع الدائمين من أجل تحقيق مصير الحياة الأفضل وليس الفناء في مقبرة العدم.

كل عمل لا ينطلق من الطبيعة الخيّرة، ولا يبدأ بالوعي ولا ينمو بالوعي السليم والفضائل العالية، والقيم الجميلة هو عمل لا يُرجى منه خيراً لا للفرد ولا للأمة ولا للإنسانية.

الحق الإنساني هو ما يقرره العقل السليم، والعقل السليم هو منطلق الأحرار، بينما منطلق العبيد عقل مشوّه بمرض خبيث. وكما لا يكون هناك أحرار قدامى ولا أحرار جدد بل أحرار بالعقل السليم، فكذلك ليس هناك عبيد قدامى وعبيد جدد بل عبيد عقولهم مشوّهة. والعقل المشوّه هو منتج العبودية.

الحريّة فضيلة إنسانية دائمة حيّة كمنارة تنعش وتوقظ وتضيء طريق أصحاب العقول السليمة. والعبوديّة رذيلة معدية تحوّل حياة الناس الى بؤس وعار.

فما لم يكن إنسان أمتنا إنسان وعي سليم، وحركته ذات هدف سامٍ، وصراعه منهجيّ ومنظّم فلن يكون لنا مكان ودور وقيمة بين الأمم الحيّة المتحضرة.

هذه هي بعض سمات رسالة التفكير القوميّ الاجتماعيّ الذي به يتحقق إنقاذ أمتنا من كل ويل، وبتفعيل هذا الفكر نحيا أحراراً وأعزاء بوئام وخير ورخاء.

 

* ترجمة للمقال الذي نشر بالبرتغاليّة.

** المدير الثقافيّ للجمعيّة الثقافيّة السوريّة البرازيليّة التابعة للحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى