أخيرة

دبوس

فلسفة التشتيت والإطالة

حتى لو أنيط بقاذفي الصواريخ العمل على أساس وتيرة منخفضة الإيقاع في إطلاق الصواريخ فهذا جيد، المهمّ أن يبقى العدو متخبّطاً يضرب أخماساً بأسداس، ويبقى احتياطه في حالة استنفار، ويبقى شعبه البائد في الملاجئ وشواطئه بدون سياح ومطاراته متعثرة، ولا بأس بإطلاق زخات من الكاتيوشا والمسيّرات الرخيصة كيما تستنزف قبته الحديدية حتى النخاع

ليس مهماً ان نردّ على أساس ردّ الفعل، لأنّ ردّ الفعل في هذه الحالة يكون متوقعاً، يجب أن نستخدم فلسفة قوة اللامتوقّع، فلا يتمّ توقعنا أبداً، نخفض الوتيرة حينما يكون المتوقّع تصعيدها، ونصعّد الوتيرة حينما لا يوجد ما يستوجب ذلك، نحن نمسك الآن بتلابيب هذا العدو القذر، سنجعله يرقص على إيقاعنا بدلاً من ان نرقص على إيقاع البليتزكريغ الذي يفضله.

مبدأ تشرشل يقول أن مع مرور أيام الحرب يبدأ الناس بالتعوّد عليها ثم يبدأ ردّ فعلهم إزاء الغارات والهجمات المعادية أكثر سرعة وكفاءةً وإدراكاً، مما يترتب معه تقلّص الخسائر شيئاً فشيئاً، وطالما أنّ هناك ضابطاً بدون اتفاق يعلمه أولئك المنخرطون في الصراع مع هذا العدو الخبيث، ويعلمه ويلتزم به محور المقاومة، وهو وجود نقطة اسمها النقطة الحرجة، وهي محدودية العدو نحو التدمير بلا حدود، وعدم قدرته على الذهاب بعيداً في كمية النيران والتدمير، وإذا قيّض له أن يتجاوز تلك النقطة فسيجد نفسه في صراع على عدة جبهات وبكامل الزخم، وهو ما لا يطيقه

الفرق بيننا وبين هذا العدو المأفون هو أنه كلما قتل منا أكثر كلما تعاظمت لدينا القوة النفسية والمعنوية وأصبحنا أكثر قدرة على التضحية والعطاء، وهو كلما قتلنا منه أكثر كلما تهشّمت قوته النفسية والمعنوية وتبدّدت قدرته المضمحلّة على التضحية والعطاء، لقد خرجت نساؤنا بعد تدمير بيوتهم تماماً كنساء الضاحية إبّان حرب تموز واللواتي لا يشبهن لبنان بولا يعقوبيان، خرجن من بين الأنقاض ومن بين براثن الدم والموت وهنّ يصرخن لبيك يا سماحة السيد، لبيك يا لبنان، كلنا فداء لنصرالله، وكلنا فداء للبنان

هذا هو الفرق بيننا وبين عدونا وتابعيه بين ظهرانينا، وهو فرق يعني كلّ شيء، ويعني النصر أو الهزيمة. فلنشتّتهم بفتح أكبر كمية ممكنة من الجبهات، ولنقل لا لكلّ دعوات وقف إطلاق النار.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى