أخيرة

دردشة صباحية

ما هكذا تورد الإبل

يا غبطة البطريرك…

يكتبها الياس عشّي

ما هكذا تورد الإبل يا غبطة البطريرك.

غزّة تشتعل، ووكالات الأنباء تعلن، صباح الأحد، عن مجزرة أخرى ذهب ضحيتها ثمانية وثلاثون شهيداً فلسطينياً بينهم إثنا عشر طفلاً وامرأتان، عدا مئات الجرحى.

وفيما كان الجرح يعبر في عيون الأطفال، وينغرز كالخنجر في اللحم، ويعود بك إلى كفر قاسم وقانا، وفيما العالم يتفرّج، والأمم المتحدة تراقب، والمطبّعون شركاء، ويهود الداخل شامتون، رحت أنتظر موقفاً من الكنائس المسيحية، فتقرع أجراس الحزن، وتندّد وتستنكر، من فوق منابرها الناشطة كلّ أحد، مجزرةً ارتُكبت في الأراضي المقدسة.

بل كنت أكثر من ساذَج وأنا أراهن بأنّ بطريرك إنطاكية وسائر المشرق بشاره الراعي، سيستبدل خطاباته السياسية الأَحدية، ولو لأحد واحد، بكلمة يعزّي بها أهالي الضحايا، ويشاركهم درب الآلام، حتى لا أقول يدين بها الكيان الصهيوني، فخسرت الرهان، وأتحفنا غبطته بمطوّلة أخرى من مطولاته السياسية.

الموقف الرمادي، يا غبطة البطريرك، لا يحترمه أحد، والنأي بالنفس في إدانة المجرمين يزيد من ساديتهم، ويحفّزهم لارتكاب مجازر أخرى لا تقلّ وحشية ممّا رأيناه في الأيام الثلاثة الماضية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى