مقالات وآراء

العدوان على غزة حاجة سياسية للعدو المتهالك

عمر عبد القادر غندور*

سيطرت أحداث الاشتباكات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الصهيوني على مدى أيام، على ما سواها، وحاولت قوات الاحتلال إنهاء معادلة «سيف القدس»، فشنّت غارات عنيفة على الأحياء السكنية في قطاع غزة أسفرت عن سقوط ٤٣ شهيداً منهم ١٤ شهيداً من حركة الجهاد الإسلامي و٢٩ مظلوماً من المدنيين، بينهم ستة أطفال وعدد من النساء.

قالت «إسرائيل» في حينه إنها لن توقف اعتداءاتها إلا بعد تحقيق أهدافها، قابلتها المقاومة الفلسطينية بعمليات صاروخية على عسقلان وغلاف غزة ثم امتدّت الى تل أبيب وعلى مقربة من القدس، ووفق متابعة دقيقة من تصعيد العمليات تزامناً مع نشاط العدوان، وتحت الضغط واستهداف الأبنية السكنية الفلسطينية شيّع الفلسطينيون الشجعان شهداءهم على هدير الطائرات المغيرة، وفي نهاية يوم الأحد توقف القتال قبل منتصف الليل بناء على قرار شاركت فيه مصر وكيان الاحتلال وحركة الجهاد شرط الإفراج عن القياديّين بسام السعدي وخليل العواودة، وأوضحت حركة الجهاد انها ستعود الى قصف الأهداف «الإسرائيلية» إذا لم يلتزم العدو بشروطها.

وبتوقف الغارات والصواريخ انطلقت سموم الضخّ الإعلامي لتتحدث عن امتناع حركة حماس عن المشاركة في الأعمال العسكرية، وقالت «إسرائيل» انّ ضرباتها الجوية كانت تستهدف مواقع حركة الجهاد دون مواقع حماس التي لها مواقف مختلفة مع الجهاد! مدّعية انّ حركة الجهاد لا تملك بنية تحتية، وأنها لا تملك العدد الكافي من الصواريخ، وقال القائد السابق لسلاح الجو «الإسرائيلي» هايموفيتش الذي شارك في أوقات سابقة بالاعتداءات على غزة انّ هناك خلافات كبيرة مع الجهاد الإسلامي يمكن ان تدفع حماس إلى النأي بنفسها عن الجهاد وانّ المصلحة المباشرة الفورية لحماس تقضي بعدم مشاركتها في هذه العملية.

وأوردت «سي أن أن» تصريحاً للأمين العام لحركة الإسلامي زياد نخالة الموجود في طهران، أوضح فيه ما جرى فعلاً، وقال انّ الاحتلال هو من سعى بقوة للوصول الى اتفاق على وقف إطلاق النار ونحن من اشترط الإفراج عن الأسيرين بسام السعدي وخليل العواودة، وإذا لم يلتزم العدو بشروطنا سنعتبر الاتفاق لاغياً وسنستأنف القتال مرة أخرى.

وفي مؤتمر صحافي نقلته قناة «الميادين» مباشرة من طهران قال نخالة «إنّ الأخوة في حماس ونحن في تحالف مستمرّ مع كافة قوى المقاومة والعدو لا يستطيع ان يفرّق قوى المقاومة الفلسطينية، وأطمئن الجميع وبرغم استماتة العدو للتفرقة بين حماس والجهاد فإنه لن يستطيع ذلك ويوهم الناس انّ حماس لم تشارك وهي عاقلة وحكيمة، ولو كنا بحاجة لتدخلها فإنها لا تتأخر لحظة واحدة». ومضى نخالة يقول «حماس هي موجودة في الميدان والشعب الفلسطيني الحاضن للمقاومة بكلّ تشكيلاتها، وما حققناه في اليومين الماضيين هو إنجاز للشعب الفلسطيني والقوى السياسية مجتمعة».

وقد ظهر جلياً انّ العدو بدليل تفكيره وطبيعته الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني، وربما كان توقيت حماقته الأخيرة كانت حاجة لحكومته العاجزة! والقيادة المحتلة تدرك تماماً انّ مجتمعها المدني في حالة تفكك وخوف وهلع هو ما جعل قيادته تسرع الى وقف عدوانها.

وربما انّ مظلومية الشعب الفلسطيني الصابر والمجاهد والمضحّي في هذه الأيام العشورائية تزامن مع إحياء مظلومية حفيد رسول الله الإمام الحسين بن علي

وفي مثل هذا التاريخ ينتصر القتيل على القاتل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى