أخيرة

دبوس

ذهب وإرهاب…

 

حينما تريد أن تغزو بلداً وذلك طمعاً في سرقة نفطه أو ذهبه أو ماسه، عليك ان تقول للملأ أنك ذاهب هناك لأسباب نبيلة، مثل محاربة الإرهاب، أو تكريس الديموقراطية، أو التهديد الذي يمثله هذا البلد لشعوب المنطقة بسبب امتلاكه لأسلحة دمار شامل، ثم تنطلق مثل سوبرمان لإنقاذ العباد من شرور هذا النظام أو ذاك، فتنهب البلد وتستولي على ثرواته وتبدو بطلاً منقذاً…!

هذا هو ديدن دول الهيمنة والتغوّل. خلقوا الإرهاب، القاعدة، داعش، مروراً بـ النصرة، جيش الإسلام، بوكو حرامأسماء مختلفة ومضمون واحد، كلّ ما يتطلبه الأمر، مال يغدق بلا حدود، ومفتٍ باع ذمّته لإبليس، ومقاتل ولج لتوّه في الإسلام، فتلقّفه شيطان على هيئة رجل دين ومضى يقوم بصياغة ذاته كيف يشاء، فلا يمضي طويل وقت حتى تجد هذا المعتوه يقاتل في سبيل قوى الهيمنة والسطو في العالم مع صرخات الله أكبر، وهو يظنّ بأنه مجاهد في سبيل الله، إن قتل، وإن ظفر

هكذا صنعوا الإرهاب لهدفين، الأول، القتال في سبيل أجنداتهم ومشاريعهم الشيطانية، الثاني، تشويه الإسلام، والمفجع في هذا المسار انّ أعراباً يشاركونهم في هذه المخططات ويقدّمون لهم كلّ أنواع الإسهامات، بل يكونون في كثير من الأحيان في المقدمة لتكريس هذا النهج الشيطاني

دعونا نطرح المثل الفرنسي لنستوعب الصورة، قامت مع دولٍ غربية وأميركا بإرسال مجموعات إرهابية الى أفريقيا، وخاصة في منطقة جنوب الصحراء، قامت فرنسا بعد ذلك بالتنطّح لمهمة مكافحة الإرهاب في جمهورية مالي وأعلنت ذلك الهدف النبيل على الملأ، المحصلة بعد لأي تفي بشيءٍ آخر

انها مثل الكوميديا الإلهية، مالي تنضح ذهباً، اكتشف فيها الكثير من مناجم الذهب، فرنسا ليس فيها منجم ذهب واحد، بعد ردحٍ من الزمان، فرنسا هي ثالث دولة في العالم من حيث احتياطي الذهب، مالي ليس في خزينتها كيلوغرام ذهب واحد، الإرهاب لا يزال يسرح ويمرح في مالي، ولكن في نهاية الأمر، «كلّ الحق ع الإرهاب».

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى