أخيرة

دبوس

سقطة «دعبس»

وقع «دعبس» في فخّ الجهل الجيني الذي يحمله، وهو عدم إدراك ما يدور حواليه في هذا العالم، فالمزاج والموقف الفكري في الكوكب الغربي الذي يقبع ليس فقط جغرافياً في منطقة تمثّل نقيضاً لنا، بل هو مزاجي وفكري ومعلوماتي في الناحية الأخرى من التلّ

أن تتطرّق الى الهولوكوست في الغرب فأنت تقارب قضية مقدسة فوق كلّ المقدسات، وهي تابو ومن المحرمات، ولا أعتقد ان «دعبس» كان يعرف ذلك حينما أقدم على الحديث عن الهولوكوست، وإلّا لما تحدث!

اشتم المسيح والأب المقدس، اشتم الرئيس وكلّ السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية في أميركا كيفما تشاء، فلن تتضرّر، اقترب من الهولوكوست وشكّك فيها، مجرد تشكيك، قل مثلاً انّ الذين أحرقوا لم يكونوا ستة ملايين بل أربعة ملايين، وانظر ماذا سيحدث لك

لهذه الدرجة مسيطر على الإعلام وكلّ وسائل الإشعاع في الغرب من قبل الصهيونية، كلّ الذي يراه «دعبس» ويساهم في صنعه من خلال التنسيق الأمني وتقديم أرخص احتلال في التاريخ لكيان الإحلال، من قتل وهدم للمنازل، وتدنيس للمقدسات، واعتقالات إدارية وغير إدارية، وسرقة للأرض، كلّ هذا لا يرى منه الغرب شيئاً، الغرب يرى دولة من الملائكة، محاطةً بملايين من القتلة الإرهابيين، وهي تدافع عن نفسها ببطولة وشجاعة منقطعة النظير.

هذا ما يراه الغرب، الإعلام مسيطَر عليه بنسبة مئة بالمئة من خمس شخصيات صهيونية في أميركا على سبيل المثال، ولا يسهم الأعراب بكلّ إمكانياتهم المادية بأيّ شيء لمجابهة هذه السيطرة، وفي واقع الحال فإنّ الأمير الآل سعودي الوليد بن طلال بن عبد العزيز دخل كشريك مع امبراطور الإعلام الصهيوني روبرت مردوخ من خلال إنشاء «نيوز كورب»، وبدلاً من ان يستغلّ ابن طلال هذه الشراكة في الاتجاه الإيجابي، نراه منخرطاً تماماً في خدمة السردية الصهيونية والترويج لها، ولا تربطه أدنى علاقة بقضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية

هذا هو حال الأمة، وهذه هي أمورها بين الغباء والجهل والعمالة والارتهان وصولاً الى الانخراط الكلي في المشروع الصهيوني واللاإنتماء، هؤلاء هم من يقودون أمتنا، أعجبَنا ذلك أم لم يعجبنا.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى