أولى

التعليق السياسي

علامات فارقة مدعاة للفخر

خلال أسبوع واحد وعلى خلفية مشاركة شباب لبنانيين في البطولات العالمية التي تشهدها دولة الإمارات، تكرّرت ظاهرة انسحاب أبطال من الشباب اللبناني من مباريات البطولة رفضاً للعب مقابل لاعبين من كيان الاحتلال، وكان واضحاً أن قرار هؤلاء الشباب، شربل بو ضاهر وناديا فواز، وهما في مطلع الشباب، يعبر عن وطنية خالصة وإرادة حرة، وترفع عن الطموحات المشروعة لنيل الميداليات، عندما يكون السبب التنازل عن الكرامة الوطنية، ليعطوا درساً لفنانين محترفين وملكات جمال يبررون العكس بداعي مقتضيات المهنة.

يثبت هذا الجيل الشاب رغم كل الضخ الإعلامي التطبيعيّ الذي يسود الفضاء الإلكتروني العربي، ورغم سيادة التهاون بالشؤون الوطنية وإنكار المكانة التاريخية للقضية الفلسطينية والتنكر للطبيعة العدوانية لكيان الاحتلال، أنهم أعمق وعياً وأشد حرصاً من كثير من المرجعيات السياسية والروحية في إدارة قضية على هذه الدرجة من الحساسية والدقة، فيحسمون بالأفعال ما يختلف عليه اللبنانيون بالأقوال، ويردّون على المزاعم التي تروج تحت عنوان الواقعية لارتكابات لا تغتفر في الانفتاح على العدو وكسر التحريم عن أي مستوى من مستويات التعامل معه.

شربل بو ضاهر وناديا فواز نموذجان يدعوان للفخر بين شباب لبنان، ويبشّران بغد لبناني مؤسس على صلابة الإيمان بوطنية صافية، وإرادة حازمة، ويقولان إن لبنان بألف خير وإن ما نشهده ونسمعه من مؤشرات الخذلان والهوان لا تعبر إلا عن أصحابها مهما علت مراتبهم. فالمجتمع اللبناني الذي ينتج عزائم أمثال ناديا وشربل، لا يُخشى عليه من العاتيات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى