دبوس
لبنان في مهب الريح
يتساءل الواحد منا ولا يملك سوى التساؤل، كيف يكون من الممكن أن يُصاب كيان برمّته بحالة من الشلل ليس فقط الحركي بل أيضاً الدماغي، ويصبح غير قادر على اتخاذ أيّ قرار ناهيك عن تنفيذه، تماماً كما يتجمّد الأرنب في مكانه بلا حراك حينما تفاجئه أفعىً في الطريق، ولمجرد ان تبحلق بعينيها نحوه يتسمّر في مكانه فلا هو هارب ولا هو مشرّع أدوات الدفاع، هذا هو حال لبنان الرسمي الآن…
نقول الرسمي لأنّ لبنان المقاوم له موقف آخر، وله إجراء آخر، لبنان المقاوم يتصدّى ليس لأفعى فقط، هو يتصدّى لديناصور، ويتحرك بكفاءة عالية، واقتدار قلّ نظيره فيلحق به كلّ أنواع الضربات، مصيبة لبنان أنه كيان متماسك في المظهر الخارجي فقط، أما في صميم الأمر فهو مجموعة من الكيانات المتناقضة تناقضاً على إطلاقه في الشكل وفي المضمون، الكلّ يتربّص بالكلّ باستثناء المقاومة التي تحاول لملمة الأمور وتتلقى الضربات المعنوية والعملية ولكنها تتسامى بذاتها عن ان تستدرج الى صراع متحرك لن يفيد إلّا أعداء الأمة، ولسان حالها دائماً، ليس الشديد بالصرعة، ولكن الشديد الذي يمسك نفسه عند الغضب…
ما عدا ذلك عصابات وميليشيات مرتهنة للخارج من خلال التبعية للمموّل الخارجي، والأدهى والأمرّ، قيادات سياسية تفتقر الى الحدّ الأدنى من الكفاءة والموهبة لاجتراح حلول للأزمات المضنية التي يعاني منها البلد، ابتلاء بلا حدود، لا يرجوه الواحد منا حتى لعدوّه، حينما تعمل القيادة السياسية في مجملها ضمن أجندة ألدّ أعداء هذا البلد، والذي اتخذ قراراً فيما يبدو بدفع لبنان نحو الانهيار الكلي وما يحمله ذلك في طياته من احتمال زوال هذا الكيان من الخارطة السياسية للعالم.
سميح التايه