أخيرة

دبوس

أسياد الحرب

 

فلسفة الصواريخ لخلق حالة من التوازن الاستراتيجي تعود في براءة اختراعها الى الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، وترتكن بالأساس إلى نظرية بسيطة، وهي أنّ السلاح الذري في نهاية المطاف هو كمية نيران، صحيح أنها كمية نيران هائلة تنفجر في فترة زمنية متضائلة، ولكنها كمية نيران، إذا ما نجحنا في إيجاد موازن أو معادل لكمية النيران هذه بالتقليدي من السلاح فإننا سنخلق حالة من الردع، وبالتالي التوازن الاستراتيجي

بدأت العبقرية الإيرانية في تنفيذ هذا المبدأ وئيدة صبورة متروّية ولكن بإصرار، وتمّ الانتقال من مرحلة الردع الجزئي إلى مرحلة الردع الكلّي وأخيراً مرحلة الأخذ بزمام المبادرة، ولم تمرّ هذه المراحل والانتقال تصاعدياً فيها إلّا بالدم وبالصبر وبالمعاناة وبآلاف الشهداء ومن بينهم قيادات ليس لها من مثيل.

انّ الشرق يشهد إحياءً على مدى العقود الفائتة للسيادة الشرقية للحرب، فالحرب أسيادها شرقيون، الصين، روسيا، إيران، ولا يأتي الغرب المغرق في انطوائه على ذاته على ذكر بعض من أسياد الحرب في الشرق من أمثال الجنرال جوكوف الذي طارد القوات النازية حتى برلين، ولا الجنرال فونجوين جياب العبقري الفييتنامي والذي ألحق الهزيمة المرّة بكلا الإمبراطوريتين الفرنسية والأميركية، وحينما تحدث ليدل هارت عن تاريخ الاستراتيجية في العالم، لم يأت على ذكر خالد بن الوليد عبقري الحرب الفطري والذي لم يُهزم في أيّ حرب من حروبه على وجه الإطلاق

نظرة سريعة على العقيدة القتالية التي تنتهجها إيران تبرز البراعة الفائقة التي تتعامل معها القيادة الاستراتيجية في إيران مع فلسفة توظيف الإمكانات المتاحة لكبح جماح الأطماع والتحديات، ولعلّ أبرز ملامح هذه العقيدة هو اختلاق الجيش الأكثر رشاقة في العالم.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى