أخيرة

نافذة ضوء

يستحقّ عز السماء من شرف الحياة في الأرض

يوسف المسمار*

لا يُشرّفُ الحياة إلا أبناءُ الحياة، ووحدهم أبناء الحياة يستحقون الحياة. واذا كان شرف أبناء الحياة يُقاس بمواقف العز التي يقفونها، فإن قيمة الحياة تُقدّر بما أعطت لأبناء الحياة من مواهب لا تُحصَى، ونبوغ لا ينحسر أمام آفاق، وعبقريات آفاقها اللاحدود.

ولأن عطاء الحياة لأبناء الحياة يشرّف أبناءها، فإن أبناء الحياة لا يستحقون هذا الشرف الا بإيفاء حقها بمواقف العز ليستحقوا بمواقف العز شرف الحياة التي اختصرت بوقفة عز.

فلو لم تكن الحياة عزاً لما كانت جديرة بأن يحياها الأعزاء وحين لا يكون أبناء الحياة أعزاء، فلن تتشرّف الحياة بأبنائها أبداً مهما تكاثروا وتعلّقوا بها لأنهم لا يستحقونها.

وهذا ما جعل الموت يتشرّف مرة واحدة بزيارة أبناء الحياة ليحيا بهم ويتشرّف بالعز الذي حيوه، فيتحول الموت الى حياة عز بحياتهم وبموتهم ويفخر بأنه أصبح خادماً للحياة ووسيلة من وسائل العز.

وبهذا المفهوم ينمو أبناء النهضة ويتسع وعيهم، ويتعمق فهمهم، ويترسخ إدراكهم، وترتقي مطامحهم، وتسمو مُثُلهم العليا التي يعشقون، فتعبّر الحياة عن محبتها وعشقها لهم بجعل حياتهم نوافير طموح تنوفر بالحق والخير والجمال من الأرض الى السماء، فتستجيب السماء لهم بشلالات من الوحي والإلهام وانفتاح الآفاق على كل ما هو جميل وراق وسام.

فإلى رفيقاتي ورفقائي بنات وأبناء الحياة أقدّم هذه المقالات ورجائي أن يتسرّب منها شيء من نور العقيدة القوميّة الاجتماعيّة ومحبتها ورحمتها الإنسانيتين. فهي عقيدة الفلسفة الماديةالروحية الأساس الذي يقوم عليه المذهب الإنساني الراقي الصاعد من الارض الى السماء لا الهابط من السماء الى الأرض، لتعتزّ السماء بأبناء الحياة الصاعدين الذين يشرّفون الأرض ويستحقون السماء.

*باحث وشاعر قومي.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى