أخيرة

دبوس

أمير عسير

نكتة أطلقها منذ بضعة أيام أمير منطقة عسير السعودي حيث اتخذ قراراً عاجلاً بتشكيل لجنة للوقوف على حيثيات حادث الاعتداء بالهراوات وبالضرب المبرح لبضعة يتيماتٍ في دار خميس مشيط والذي يؤوي فتيات يتيمات بلا ظهيرٍ وبلا مأوىً وبلا حول ولا قوة، وهن على وهن على وهن، ليس هنالك في الكون ما يمكن أن يبرر هذه الهمجيّة، وليس لديّ أدنى شك بأنّ الأمير نفسه، أمير منطقة عسير هو الذي أعطى الضوء الأخضر لهذا الاعتداء الأثيم، وحينما افتضح الأمر، تظاهر بأنه مفاجأ، وأنه سيأمر بالتحقيق في الحادث، تماماً كما تفاجأ قبله سيده محمد بن سلمان حينما قطّع جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول إرباً إرباً، ثم أمر بالتحقيق لمعرفة كنه الحادث…!

مملكة الخير بإزاء توضيح الكثير من الأمور، فالغلوّ في التوحّش، وانتهاك كلّ المحرمات، والإلغاء المطلق للبعد الموضوعي للإنسان تحت مهزلة الخروج على طاعة وليّ الأمر، والمصادرة الصارمة لأيّ حق للتعبير ولو من باب التأوّه ألماً هي ممارسات مضى عليها عقود وعقود، وتربّى عليها أجيال وأجيال، قضية خميس مشيط مؤخراً هي ذرة في خضمّ نهج لا يعترف بأنّ هنالك مخلوقات أخرى تتنفس وتعيش وتمارس حقّ التفكير ومن ثم التعبير

قصص وأحداث وفصول بدأت منذ أن قيّض لهذه العائلة أن تسود في أرض الجزيرة العربية، ليس بغريب عنها إلقاء المعارض السعودي ناصر السعيد من طائرة هيليكوبتر الى حتفه في صحراء الربع الخالي، وليس بناشز منها إعدام 81 معارضاً في يوم واحد قبل بضعة أشهر بمن فيهم الفتى مصطفى الدرويش بتهمة ارتكاب جريمة التظاهر والخروج على ولي الأمر، وليس بخارج عن السياق إعدام الشيخ المجاهد نمر النمر بتهمة انتقاد النظام، وليس بعارض طارئ الحكم على الناشطة السعودية سلمى الشهاب 34 عاماً بالسجن بسبب تغريدة، النظام منسجم مع ذاته تماماً يا سمو أمير منطقة عسير، لستَ بحاجة الى التبرير أو إجراء التحقيق، ما فعلته ومجموعة الأوباش التي فتكت باليتيمات هو عمل تمارسونه منذ قرن، وأنتم بذلك متكيّفًون مع ذاتكم تماماً، ولم تأتوا بأيّ فعل خارج عن السياق.

سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى