أخيرة

نافذة ضوء

نداءُ الحياة لأبناء الحياة

} يوسف المسمار*

يا أبناء الحياة لكمُ الحياة

الحياةُ تناديكم فاسمعوا نداءها واستجيبوا

فمن سمع نداءها واستجاب فاز وانتصر

ومن تجاهل النداء خاب وانقهر.

الحياةُ تقول لكملا قيمة لهذا الوجود من دون وعي،

ولا معنى لوعي من غير عمل،

ولا جدوى من عملٍ إن لم يكن لرقيّ الحياة بالعز.

الحياةُ تنادي أبناءها للنهوض، والنهوض يقظة،

واليقظة تحررٌ من الخمول، والخمول خمود، والخمود هو العبودية التي لا قبلها ولا بعدها عبودية.

الحياةُ تنادي أبناءها لتفخر بهم لا لتخجل، وفخر الحياة يكون بالحضارة لا بالهمجية الجاهلية، وانتعاش الحياة يكون بعبقرية المعرفة وتفعيل المواهب،                وليس بروتينيّة الجهالة ونمطيّة الاجترار، ولا بطقوسية المألوف من سفاسف التقاليد والعادات.

الحياةُ تنادي أبناءها ليتغذوا بالنور فتتعافى أرواحهم بالصلاح، وليتنشقوا العطر فتتعطّر نفوسهم بعبير المحبة، وليتسلّقوا القمم فتقوى هممهم بعزيمة البطولة، وليسبروا أعماق الأعماق فتنكشف لهم خفايا أسرار الرقيّ، وليميّزوا بعقولهم لإدراك معنى وجودهم وقيمتهم في الحياة، وليعشقوا بقلوبهم لاكتشاف ما ينبغي عليهم أن يحبوا وما ينبغي أن يكرهوا، وليحلقوا في الآفاق فتتلطف ضمائرهم  ببركات الألوهة، وليطاردوا كل فساد ليعمّ السلامُ  في الأرض، والمحبةُ بين الناس.

الحياةُ تناديكم يا أبناء الحياة أيها السوريون في بلاد الشام والرافدين فاصغوا لندائها بكليتكم، واستجيبوا لمطالبها بكل ما فيكم من مواهب، وبكل ما تستطيعون من قدرات، وبكل ما يمكن أن تكتسبوه من مكارم.

الحياةُ العزيزة تناديكم فثوروا على العبودية بالحرية، واقضوا على الفوضى بالنظام والتنظيم، واستأصلوا التخاذل والخمول بالواجب وتحمّل المسؤولية، وطاردوا الضعف والعجز بالقوة التي تصرع الخوف وتجتث الجبانة.

الحياةُ تناديكم يا أبناء الهلال السوري الخصيب لتضعوا حداً لكل من يريد إذلالكم من أعداء، ولتمدوا أيديكم بإخلاص لكل من يحترمكم من أصدقاء. فمن يتغافل عن المعتدين على حقوقه من اللئام لا مفر له من الخيبة والذل، والعزيز فقط هو الذي يحترم أصدقاءه الكرام الذين يحترمون حقوقه، ولا يأمن أبداً للأعداء اللئام الذين يتربصون به شراً.

وهيهات هيهات أن يتساوى الكرام الذين يحترمون الحقوق ويخلصون للعهود مع اللئام الذين يعتدون على حقوق الأمم، ويخونون العهود، ويعيثون في الأرض الفساد، ولا ترتاح نفوسهم الا ببث الفتن وإثارة نعرات التوحش كافرين بنعمة الخالق الذي خلق الإنسان إنساناً في أحسن تكوين، ووهبه عقلاً يميّز به بين الخير والشر، ولم يخلقه وحشاً ميزته الكبرى أنه بلا عقل.

*باحث وشاعر قوميّ.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى