أولى

في ذكرى تحرير بيروت أبهى العواصم أعلنت المقاومة وأطلقت فجر التحرير حتى الانتصار

} مصباح العلي

«كانت أولاً بيروت».

أول عاصمة دخلها الصهاينة في غفلة من زمن أسود حيث افترضوا أنّ الهزيمة قدر الشعوب عند قهرها واستعبادها. حساباتهم كانت خاطئة في الميدان كما في الخيار الاستراتيجيّ، فلم يتعلموا من درس التاريخ بأنه يمجّد الأبطال ولا يأتي على ذكر الجبناء إلا بأبشع النعوت والأوصاف.

لم تنكسر بيروت، كانت عصية على الاحتلال مهما بلغ جبروت الاحتلال، فطلائع المجموعات انطلقت من الأحياء لتقف في وجه دبابات الغزو الصهيوني، وأهلها الصابرون عانوا من الجوع والعطش نتيجة الحصار الجائر، رغم ذلك بقيت بيروت زاهية كعادتها، وعظيمة مثل تاريخها.

بين إعلان ولادة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية و29 أيلول تاريخ تحرير بيروت، انقلب المشهد وسقطت الأوهام والمشاريع الاستعمارية المشبوهة، بعدما انطلقت أبواق الاحتلال «الإسرائيلي» وناشدت أهل بيروت بعدم إطلاق النار لكونهم منسحبين.

كتب مقاتلو المقاومة بدمائهم وتضحياتهم، من مختلف المشارب الفكرية والحزبية، صفحات من تاريخ مشرق، مهما حاول البعض تزييف هذه الحقيقة وتحريف التاريخ في ما بعد .

هو عصر المقاومة والتحرير، انطلق من بيروت في 29 أيلول 1982، رغم وقوع الواقع الصعب، نتيجة تخاذل الحكام والأنظمة وثقافة رفع الراية البيضاء.

هذه الأجواء التي عمّت لبنان مع بداية الغزو الصهيوني، سمحت للجلاد كي يفتك بضحيته ويحاول اغتصاب أبهى عاصمة عربيّة، فما كان من شرفاء الوطن الا التصدّي والمقاومة، وانتصروا .

انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، ثم تحرير بيروت خلال أقلّ من أسبوعين على احتلالها، بمثابة انتصار العين على المخرز، على الرغم من التباين حول تواريخ انطلاق المقاومة والعمليات العسكرية، فملاحم خالد علوان في الويمبي ونزار عبود أمام صيدليّة بسترس وغيرها خالدة.

هذا التاريخ المجيد، جزء أساسيّ من الذاكرة الوطنية التي ينبغي إنعاشها عبر إحياء المناسبات الوطنية، واستذكار وقفات العز في بيروت ثم على مساحة الوطن.

في 29 أيلول ذكرى تحرير بيروت، يجب أن نحمل الورود وننثرها على الأرصفة والمفارق في الأحياء، حين حسم الأبطال الموقف وأعادوا المجد لبيروت، فالعمليات العسكريّة ومعها حكايات كثيرة بقيت مغمورة ومن الواجب الوطني حفظها ونشرها، طالما هي توثق عمل مقاومين جعلوا من مقاومتهم تجربة نضالية رائدة في أرجاء هذا العالم.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى