أخيرة

معرض لوحات فسيفسائية تعرض رقمياً في المتحف الوطني في دمشق

نظمت المديرية العامة للآثار والمتاحف بالتعاون مع المركز الأوروبي للصروح البيزنطية وما بعد البيزنطية وقسم الآثار في جامعة دمشق معرضاً رقمياً عن الفسيفساء التاريخية في سورية، بعنوان «لا تزال سورية مصدراً للفنون»، وذلك بهدف تسليط الضوء على الإرث الثقافي السوري، وإبراز مكنوناته القيّمة، والدفاع عنها من المخاطر التي تهددها.

وتضمن المعرض الرقمي الذي احتضنه المتحف الوطني عروضاً تقديمية لفسيفساء سورية، بأسلوب تفاعلي وطريقة عرض جديدة ومميّزة، عبر خريطة تظهر من خلالها مواقع وصور ومعلومات حول اللوحات الفسيفسائية، تعود لنهايات العصور القديمة والعهد البيزنطي المبكر، إضافة إلى عرض أفلام قصيرة تروي أعمال الترميم والتوثيق خلال فترات الحرب الإرهابية على سورية، حيث يتيح لزائر المعرض بواسطة المحاكاة التفاعلية فرصة الاستمتاع بزيارة موجّهة للمباني الدينية والدنيوية، والدور السورية التي ازدانت آنذاك بتلك الفسيفسائيات.

حضر المعرض المطران أرسانيوس دحدل، وسفير اليونان في سورية نيكولاس بروتونوتاريوس، وعدد من الباحثين الآثاريين في المركز الأوروبي للصروح البيزنطية والمتحف الوطني بدمشق.

وأشارت وزيرة الثقافة السورية الدكتورة لبانة مشوح إلى أن الجهود التي بذلت في الفترة الممتدة بين عامي 2004 و2010 كانت قيمة توثيقية متميزة، استطاعت من خلالها مديرية الآثار والمتاحف والمركز الأوروبي للصروح البيزنطية وما بعد البيزنطية وجامعة دمشق أن توثق صوراً لـ 365 قطعة فسيفسائية من التراث الإنساني العالمي، ثم تحويلها رقمياً، موضحة أن هذه القطع موجودة على امتداد الجغرافيا السورية.

وأكدت الدكتورة مشوح أهمية المعرض في إمكانية اطلاع السوريين والعالم على كنوز الحضارة السورية التي تعد قيمة إنسانية لكل شعوب الأرض، مثمنة عمل المديرية الرائد في حماية وصون التراث المادي السوري، والتي باتت تلقن العالم دروساً في مستوى حرفيتها خلال فترة الحرب على سورية.

ولفت نظير عوض المدير العام للآثار والمتاحف إلى أن هذا المعرض جاء ثمرة التعاون الذي دام سنوات عدة بين المركز الأوروبي للصروح البيزنطية وما بعد البيزنطية، والمديرية العامة للآثار والمتاحف، وقسم الآثار في جامعة دمشق الذي جرى فيه مجموعة من الأعمال التي وثقت فيها الكثير من لوحات الفسيفساء البيزنطية التي تعود لفترات مختلفة.

وأوضح عوض أن هذا التعاون تجدد حديثاً لاستثمار قاعدة البيانات، وتمت إقامة هذا المعرض الذي سيستمر لمدة سبعة أيام بطريقة عرض حديثة ومميزة، وقد تكون لأول مرة في المتحف الوطني بدمشق.

وعبرت الدكتورة نتاليا بولو رئيسة المركز الأوروبي عن سعادتها بإنجاز هذا المشروع، مبينة أن عنوان المعرض عبارة مقتبسة من مقولات الخطيب المرموق ليفانيوس في مديحه الحياة السورية الفكرية والروحية، وأن هذا المعرض يأتي ضمن إطار تعاونهم لترميم الصروح البيزنطية وغير البيزنطية وحمايتها، والتعريف بها، وتسليط الضوء بالتعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف، وقسم الآثار في جامعة دمشق على الجوانب التاريخية والفنية المتنوعة والتعبير الجمالي، الذي تشكل عبر الحوار في سياق تنامي الشبكات الثقافية لمنطقة شرق المتوسط وتفاعلها.

وأوضح الدكتور همام سعد نائب مدير عام الآثار والمتاحف أن مشروع المعرض يعتمد على الجهود التي بذلتها المديرية وجامعة دمشق قبل الحرب على سورية عام 2010، لإنشاء قاعدة بيانات للوحات الفسيفساء المحفوظة في متحفي حماة ومعرة النعمان، وأن عرض اليوم هو ثمرة التعاون مع المركز الأوروبي، مشيراً إلى أن هذا المعرض تفاعلي، استخدمت فيه التقنيات الحديثة في عرض نتائج أعمال التوثيق، ويحدث للمرة الأولى في سورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى