أولى

التعليق السياسي

العراق ولبنان… وسورية
تزامنت بين لبنان والعراق معادلات وثورات وأزمات وحروب، ومنذ ظهور تنظيم داعش، وخلال الحرب على سورية، كان لبنان والعراق في عين العاصفة، وتحرّر البلدان معاً، لتبدأ ثورات تشرينية في البلدين لقيت دعماً أميركياً وغربياً واستثماراً إعلامياً مموّلاً من كل جماعة أميركا، ولم يكن خافياً تصويب قادتها على معادلة سلاح المقاومة والحكومات الحاضنة له، وسقطت حكومات ووقع فراغ وجرت انتخابات، والبلدان في عين العاصفة.
نجح لبنان في معركة المفاوضات وبلغ النهاية السعيدة بتسليم أميركي إسرائيلي بمطالبه، وكانت المقاومة الرافعة الرئيسيّة لتحقيق الإنجاز، ونجح العراق بتشكيل حكومة جديدة وكانت المقاومة الرافعة الرئيسية لولادتها، وفي الحالتين ما كان ليتحقق ما تحقق لولا التراجع الأميركي، وتراجع جماعة أميركا.
بين العراق ولبنان تشكل سورية واسطة العقد ومحور الاختبار الرئيسي لمستقبل المنطقة. هكذا كانت منذ بداية الحرب التي استهدفتها ولا تزال. وفي سورية اختبار لجدية التراجعات الأميركية، اختبار لجدية فهم العراقيين واللبنانيين لمستقبل البلدين من بوابة موقعهما في المنطقة، والعنوان هو العلاقة مع سورية.
المنطقة تبدو متجهة نحو تبريد الكثير من خطوط الاشتباك، فتفتح الباب لفرصة يتوقف اغتنامها على وضوح الرؤية ودرجة الجدية لدى القادة، والقوى الفاعلة، والفرصة هي تشبيك اقتصادي أمني بين لبنان وسورية والعراق لبناء مثلث قوة تكفي ولادته لتشكيل معادلة جديدة تقطف ثمارها شعوب البلدان الثلاثة، وتنمو خلالها مقدراتها الاقتصادية، وتتراجع معها الكثير من الأزمات، وهذا هو التحدي الأهم في المرحلة المقبلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى