أخيرة

نافذة ضوء

 

دليلنا التفوق في الحياة 
مهما ساءت الظروف

 

‭}‬ يوسف المسمار*
تسلّمت من الصديقة الأديبة الأردنية الدكتورة سناء الشعلان رسالة تركز فيها عبارة للأديب الراحل الرفيق محمد الماغوط يقول فيها:
«لا تكن متفوقاً في عالمٍ منحط، لأنك ستكون بقعة عسل في عالمٍ من الذباب! ستفنى، ويبقى الذباب!..».
فأجبتها برسالة تحت عنوان»دافعنا التفوّق مهما ساءت الظروف».
صديقتي الغالية الدكتورة سناء الشعلان
تحية التقدير والصداقة والمحبة
الأديب الراحل المبدع محمد الماغوط رفيقنا في الحزب السوري القومي الاجتماعي وتتلمذ على فكر فلسفة العقيدة السورية القومية الاجتماعية، وحظي بشهرة كبيرة وهو يستحقها، ولكني لا أوافقه على رأيه بالرغم من جمال عبارته الأدبية لأن الأديب أو الشاعر في مفهوم فلسفتنا ومفهومنا للأدب يجب عليه أن يكون منارة يهتدي بها أبناء أمته لا أن يكون صورة أدبية تجميلية جاذبة ترتاح اليها بعض النفوس وتتخدّر بها وتدفع النفوس الى اليأس والقنوط فتقعد وتتقاعد حتى تصبح مقعدة مشلولة ولا تفعل شيئاً يرتقي بالمجتمع ويعيد إليه حيويته حتى يغيّر الواقع الانحطاطي الأليم.
إن الملحمة الفكرية الفلسفية الأدبية الشعرية الفنية في مفهومنا الفلسفي هي التي يعبّر عنها التعبير الأوفى بموقف عز أو بحكمة تستنفر النفوس العزيزة كموقف رفيقاتنا ووصاياهن في الحزب السوري القومي الاجتماعي الاستشهاديات الخالدات في سجل نهضة أمتنا: سناء محيدلي، وابتسام حرب، ونورما أبي حسان، ومريم خير الدين، وزهر أبو عساف، وفدوى غانم في مواجهة الجيش الاسرائيلي عندما اجتاح الكيان اللبناني وهيمن على عاصمته بيروت الى جانب مئات الشباب والشابات من رفقائنا هو موقف المنارة الملحمية التي يجب ان تشع مدى الزمان ليستيقظ شعبنا من غفوته ويقتلع الكيان اليهودي السرطاني من قلب أمتنا ويعيد أبناء وبنات فلسطيننا الى بيوتهم رافعي الرؤوس أعزاء مكرّمين.
لقد كانت رفيقاتنا الاستشهاديات متفوقات الى جانب رفقائهن في أعظم مواجهة في العصر الحديث يوم خرجت جميع فصائل حركة المقاومة من لبنان، ويوم أصيبت قيادات العالمين العربي والاسلامي وشعوبهما بالذهول واليأس، فأنقذت تلك الفتيات المتفوقات بموقفهن في الفكر والشعور والعزيمة والبطولة والفداء شرف أمتنا وكرامة عالمنا العربي وعزة المسلمين واستحقت تقدير واحترام أحرار العالم ولم يستطع الذباب القضاء عليهن وعلى تشويه تفوقهن، بل أيقظ العزة في النفوس المخدّرة اليائسة المذهولة وجعل حتى الذباب وسائر أنواع الحشرات تطارد الغزاة المجرمين، وبقي وسيبقى شهداؤنا واستشهادياتنا خالدين على مر الاجيال.
ان قول الرفيق الراحل محمد الماغوط :
«لا تكن متفوقاً في عالمٍ منحط، لأنك ستكون بقعة عسل في عالمٍ من الذباب! ستفنى، ويبقى الذباب!..».
نحن لا ننتظر من عالم منحط أن ينهض بنا ويجب الا ننتظر، ومن ينتظر العون من عالم منحط فلن ينال سوى الانحطاط.
ليست العبارة المذكورة دليلنا في الحياة، بل دليلنا يا صديقتي العزيزة سناء التي تحملين اسم شهيدتنا الخالدة «سناء محيدلي» التي افتتحت درب فداء نسائنا عن وعي ومعرفة وعقيدة وإيمان وإرادة وتصميم وبطولة وتضحية هو قول مؤسس حركة نهضتنا أنطون سعاده عندما قال:
«ليس العار أن نُنكب، بل العار أن تحوّلنا النكبات من أشخاص أقوياء الى أشخاص ضعفاء».
دمتِ على طريق الجهاد والإبداع والتميّز مع أصدق تحياتي.
*باحث وشاعر قومي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى