مقالات وآراء

مؤتمر “الجامعة الثقافية” 19 من أهمّ المؤتمرات الاغترابية وأنجحها والمجسِّد لوحدتها

علي بدر الدين

المؤتمر العالمي التاسع عشر للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، الذي احتضنته بيروت في العاشر من الشهر الحالي، شكَّل محطة مفصلية مهمة في تاريخ الجامعة ستؤسّس حتماً لمرحلة جديدة ونوعية ومتميِّزة ليس على مستوى المؤسسة الإغترابية الأمّ فقط، بل على مستوى الاغتراب اللبناني برمته، والذي لطالما احتاج إلى صدمة إيجابية طال انتظارها، وجاءت الولادة الطبيعية والفعلية من رحم الجامعة الممثلة الشرعية الوحيدة للمغتربين والحاضنة التاريخية لهم، التي تجسَّدت أخيراً بانعقاد مؤتمرها التاسع عشر، الناجح بامتياز زمانياً ومكانياً ومشاركة وتمثيلاً وازناً لمغتربين وفدوا من أكثر من ثلاثين دولة غصّت بهم قاعة المؤتمر، ومن مختلف الأطياف والتوجهات اللبنانية، لا أهداف عندهم ولا غايات ولا أجندات مشبوهة ولا أحقاد مسبقة ولا مشاريع، لا يحملون معهم سوى محبة الوطن والحفاظ على الجامعة وحمايتها وصونها من منتحلي الصفة وحاقدي الخارج والداخل ومن أبواق مدفوعة الأجر هالها نجاح المؤتمر والحضور الاغترابي النوعي وما صدر عنه من مقرّرات وتعديلات تطورية وارتقائية في نظامها الأساسي لتحاكي متطلبات العصر، ما كان يجرؤ على اتخاذها أحد منذ تأسيس الجامعة في ستينيات القرن الماضي.
لا غرابة ولا عجب أن تخرج الدبابير من أوكارها لتمارس هوايتها في “اللسع” المسموم وحبر مقرّرات المؤتمر المتقدمة جداً لم يجف بعد، وتُخرِج من دواخلها الحقد المتراكم على الجامعة والمؤتمر والمؤتمرين خاصة، واعتبار البعض منهم كأنهم من درجات وطنية واغترابية متأخرة، وقد ألغت تواريخهم وتناست أسماءهم بشحطة قلم، مع أنّ هؤلاء ومن سبقهم ومن تابع مسيرتهم، هم من وضع مداميك الاغتراب اللبناني الناجح في العالم، ومن بنى أعمدة الجامعة، ومن حافظ عليها، وحال دون انهيارها وسقوطها، وهم وغيرهم من جيل الشباب الاغترابي بطاقاته وإمكانياته سيتابع مسيرة الجامعة ويمشي بخطى ثابتة وواثقة على طريق من كافح وناضل وأعطى من جهده ووقته وماله لتبقى الجامعة موحدة رغم “أنف” المتطفلين الحاقدين الذين يرمون سهام فشلهم، وخيبات أملهم وحجارتهم على شجرة الجامعة المثمرة، وعلى رئيسها عباس فواز، المشهود له بالنجاح والتميُّز والعطاء المتواصل في كلّ مسيرته الإغترابية الطويلة التي تتوّج بريادته وقيادته للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، التي بلغت في عهده أوْج عصرها الذهبي، حيث باتت تمثِّل ما يقارب الـ 85 في المئة من المغتربين، وهي أقرب إلى الوحدة الكاملة لولا بعض منتحلي الصفة الذين لا يمثلون سوى أنفسهم، والقلة من الذين يبحثون عن مناصب فضفاضة وعناوين فارغة.
إنّ الحملة الإعلامية المقصودة والمنظمة والممنهجة التي تستهدف الجامعة ومؤتمرها ورئيسها وهيئتها الإدارية والمنتسبين إليها، مباشرة أو بالواسطة، لن تنجح لأنها قائمة على زيف وادّعاءات باطلة وتفتقد كلياً إلى الصحة والحقائق والوقائع، وهي ليست سوى فقاقيع صابون تتطاير في الهواء لا فائدة منها ولا تأثير ولا فاعلية، أو هي أشبه بالحديد الذي “يحمى بسرعة ويبرد بسرعة” أكبر.
إنّ الجامعة قالت كلمتها في مؤتمرها العالمي التاسع عشر بصراحة وشفافية وجدية ومسؤولية، الذي هو فعلاً كان وبرأي المشاركين والمراقبين والمغتربين من أهمّ المؤتمرات على الإطلاق التي حصلت في الماضي، وهذا لا يعني الانتقاص من المؤتمرات السابقة ولا من الرؤساء الذين تعاقبوا الذين قاموا بواجبهم وتحمّلوا مسؤولياتهم، وإنْ كانت ظروف البعض حالت دون تحقيق المطلوب.
ننصح البعض و”النصيحة كانت بجمل” بربط ألسنتهم و”كبح جماح” شهواتهم، واللحاق بالجامعة الموحدة الفاعلة التي جسَّدها المؤتمر العالمي التاسع عشر، قبل فوات الأوان.
وقد أُعذر من أنذَر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى