مانشيت

جماعات إدلب تفجر في اسطنبول… وغارات إسرائيلية على مطار الشعيرات/ ترامب أول الخاسرين في الانتخابات الأميركية… وبايدن يحمي إدارته بأغلبية الشيوخ/ بعد فضيحة العجز عن قبول الهبة الإيرانية… مستشار ميقاتي: 10 ساعات في 10 ك 1

/

كتب المحرّر السياسيّ
هز تفجير إسطنبول الذي حصد وفق كلام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان 6 قتلى و53 جريحاً، المشهد الإقليمي، مع استبعاد المتابعين لفرضية وقوف الأحزاب الكردية المعارضة وراءه، رغم ما تناقلته بعض وسائل الإعلام التركية من اتهامات، والأرجحية برأي المصادر المتابعة تبقى بتوجيه أصابع الاتهام للجماعات المسلحة السورية التي تعمل تحت العباءة التركية، وبدأت تشعر بالأرض تتحرّك من تحتها، وتصاعد فرص التعاون بين الدولة التركية والحلف السوري الروسي الإيراني، بما ينهي الوضع الشاذ القائم في منطقة إدلب، والذي تتعيّش عليه هذه الجماعات المسلحة سياسياً ومالياً، وكان الانفجار قد استهدف في شارع الاستقلال المزدحم وسط اسطنبول، بُعيد الساعة الواحدة بتوقيت غرينيتش، في وقت كان حشد المارة كثيفًا، ويُذكر أنّ شارع الاستقلال استُهدف في سلسلة من الهجمات عامَي 2015 و2016. وتبنّى تنظيم “داعش” هذه الهجمات التي أسفرت عن مقتل نحو 500 شخص وإصابة أكثر من ألفَي شخص بجروح.
بالتوازي شنت طائرات جيش الاحتلال غارات جديدة على سورية استهدفت من الأجواء اللبنانية فوق منطقة البترون، مطار الشعيرات بريف حمص، وتصدّت لها الدفاعات الجوية السورية وأسقطت عدداً من الصواريخ، وأعلن التلفزيون السوري عن سقوط شهيدين وإصابة ثلاثة من جنود الجيش بجراح. وقالت مصادر متابعة إن الغارات تأتي في مرحلة تغييرات إقليمية ودولية يشعر خلالها جيش الاحتلال بأن الوضع في سورية الذي يسمح له بالتحرك يضيق بقوة، سواء مع التغير في المقاربة الروسية، أو تصاعد أعمال المقاومة ضد الاحتلال الأميركي، والإدراك الأميركي لوجود قرار سوري إيراني روسي بتوفير مقوّمات القوة لها، وارتباك قراره حول البقاء أو الانسحاب تفادياً للمزيد من التصعيد، وصولاً للقلق الإسرائيلي من التموضع التركي بعيداً عن خيار الحرب على سورية واتجاه تركيا نحو التنسيق مع الدولة السورية، وكل ذلك يجعل الإسرائيلي في دائرة الرهان على تظهير القوة سنداً للجماعات الإرهابية المسلحة لاستنهاضها مجدداً أملاً بتعويض التغييرات التي تصيب المعسكر الذي كان يعتبره مكملاً لدوره في إضعاف سورية.
في المشهد الدولي، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن نصيحة وجّهها مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالاستعداد لاعتماد الخيار التفاوضي بدلاً من خيار الحرب، وتخفيض السقوف السياسية لجعل التفاوض ممكناً، وأول التنازلات التي دعا إليها سوليفان هي تخلي أوكرانيا عن خطاب المطالبة باستعادة شبه جزيرة القرم.
أميركياً انشغلت وسائل الإعلام الأميركية بتحليل نتائج الانتخابات النصفية التي انحصر التقدم الجمهوري فيها بفرص الحصول على أغلبية طفيفة في مجلس النواب، بعدما نجح الحزب الديمقراطي بتحسين وضعه وتأمين الأغلبية الواضحة في مجلس الشيوخ، بصورة أمنت لإدارة الرئيس جو بايدن المزيد من الاطمئنان لممارسة سياساته الخارجية والعسكرية والقيام بالتعيينات، دون القلق من معارضة مجلس الشيوخ، مرجحة على هذا الأساس أن يتسارع الحديث عن العودة الى مفاوضات الملف النووي الإيراني، بينما قال الكثير من المحللين ومنهم قادة جمهوريون أن ما لحق بالحزب الجمهوري يسمّى بلعنة ترامب، نسبة للرئيس السابق دونالد ترامب الذي كان عراب الحملة الانتخابية، ووقف وراء أغلب الترشيحات الخاسرة، وتحوّل بالتالي الى الخاسر الأكبر.
لبنانياً يتحرّك ملف الكهرباء على نار حامية لستر فضيحة العجز عن قبول هبة الفيول الإيراني، بسبب الخضوع الحكومي للإملاءات الأميركية، وتجري محاولة تأمين الكهرباء لـ 10 ساعات يومياً عبر رصد أموال من المصرف المركزي لشراء كمية من الفيول تكفي للبدء بتطبيق الجباية على أساس التعرفة الجديدة، وبعد زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، وتصريح ميقاتي عن التفاهم على صيغة لملف الكهرباء صرّح مستشار ميقاتي النائب السابق نقولا نحاس بأن الكهرباء ستتأمن لـ 10 ساعات بدءاً من العاشر من شهر كانون الأول المقبل.

 

تحضر التطورات على الساحة اللبنانية والانتخابات الرئاسية في مباحثات قادة الدول خلال قمة مجموعة الـ 20 التي تنعقد في جزيرة بالي في اندونيسيا ابتداء من مساء اليوم الاثنين حتى الأربعاء. ومن المرجح أن يعقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لقاء مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للبحث في الملفات الثنائية فضلاً عن الوضع في لبنان والانتخابات الرئاسية. وكانت الرئاسة الفرنسية أعلنت أنّ ماكرون خلال اتصاله ببن سلمان يوم السبت شدّد على ضرورة انتخاب رئيس جمهورية في أسرع وقت حتى تتم إدارة برنامج إصلاحات هيكلية لا غنى عنها لنهوض البلاد. واتفق المسؤولان على مواصلة وتعزيز تعاونهما للاستجابة لحاجات الشعب اللبناني الإنسانية.
وبانتظار أن تتضح الصورة غداً بعد اجتماع قوى التغيير والمعارضة للبحث في التوجه الذي ستؤول اليه الأمور في جلسة يوم الخميس المقبل لانتخاب رئيس للجمهورية، لا تزال الصورة غير واضحة عند فريق 8 آذار حيال مسألة الترشيح في حين أن أوساطاً سياسية بارزة تتحدّث لـ”البناء” عن نقاش مفتوح داخل التيار الوطني الحر حيال ضرورة التفاهم على اسم لرئاسة الجمهورية وبينما يحاول رئيس التيار الوطني الحر الذهاب الى تسمية أكثر من اسم من خارج التكتل، فإن نواباً من التيار الوطني الحر يرفضون طرح باسيل على اعتبار ان التكتل بإمكانه ترشيح اسم من نواب التيار كـألان عون خاصة وأن الاسماء التي يطرحها باسيل لن تلقى تأييداً من حزب الله ربطاً بالمواصفات التي حدّدها السيد حسن نصر الله.
وأكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أننا في مواجهة الاستحقاق الرئاسي نعرف من نريد ونتحرّك من أجل أن يأتي إلى الرئاسة من نريد، معتبراً أن الشغور الرئاسي يصنعه عدم التفاهم على الرئيس اللائق بشعبنا المقاوم، وعندما يحصل هذا التفاهم، يكون هناك رئيس للجمهورية، وأكد أنهم مستعجلون على ذلك أكثر من كل الآخرين، والمسألة ليست بارتفاع الصوت، وإنما بجدّية الفعل.
رأى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي «أننا مستعدون أكثر فأكثر للتفاوض والحوار حول تطوير لبنان في إطار الحداثة والعدالة والحياد واللامركزية الموسّعة ومقترحات أخرى… إن الرئيس التوافقي المنشود لا يمكن اختياره إلا بالاقتراعات اليومية المتتالية والمشاورات بين سائر الكتل النيابية».
 وأردف: “أمام فشل مجلس النواب الذريع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لا نجد حلاً إلا بالدعوة إلى عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان يعيد تجديد ضمان الوجود اللبناني المستقل والكيان والنظام الديمقراطي وسيطرة الدولة وحدها على أراضيها استناداً إلى دستورها أولاً ثم إلى مجموع القرارات الدولية الصادرة بشأن لبنان. فإن أي تأخير في اعتماد هذا الحل الدستوري والدولي من شأنه أن يورط لبنان في أخطار غير سلمية ولا أحد يستطيع احتواؤها في هذه الظروف. وإن الأمم المتحدة معنية مع كل دولة تعتبر نفسها صديقة لبنان أن تتحرك لعقد هذا المؤتمر”.
في المقابل، رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان، أن «الحل السيادي الإنقاذي يمرّ بالمجلس النيابي حصراً لا بأي مؤتمر دولي»، والتخلّي عن السيادة اللبنانية أمر مرفوض بشدة، وأزمة الفراغ الرئاسي يجب أن تنتهي على كراسي مجلس النواب لا عبر مطابخ البيع والشراء الدولية، والرئيس المطلوب يجب أن يكون رئيساً توافقياً لكل اللبنانيين وبمقاس مصالح لبنان أولاً، وميزان الرئيس الوطني يكمن بقدرته على أخذ قرارات سيادية بالإنقاذ السياسي والنقدي والنفطي والكهربائي والوطني بعيداً عن بصمات الحصار الأميركي وسوق البيع والشراء».
وأكد الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل آموس هوكستين نقلاً عن National أن الاتفاق الذي تمّ في ملف الترسيم يُعتبر إنجازاً مهماً لأنه سيتيح للبنان وللبنانيين فرصة استثماره التي عليهم أن يستغلوها. وشدّد هوكستين على أهمية استخدام مصادر الطاقة كوسائل للتطور والتقدم وتحسين العلاقات بين الدول بدل استخدامها كأدوات حرب ونزاع، لافتاً الى أن أمن الدول واستقرارها يؤديان حكماً الى ازدهارها.
وفيما تنشر موازنة 2022 يوم غد في الجريدة الرسمية يعقد اليوم اجتماع في السراي الحكومي برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي ويضم وزراء الاقتصاد والمال والصناعة والزراعة لمناقشة لائحة البضائع التي ستخضع لرسم 10 في المئة.
اما على خط الصيغة التي يمكن أن تعتمد لتمويل الفيول، تقول مصادر مطلعة لـ»البناء» إن هناك اقتراحات أبرزها يتصل من خلال التمويل عبر مصرف لبنان الذي يعود ويسترد ما قام بدفعه من عائدات تحصيل الفواتير وفق التعرفة الجديدة.
وأشار مستشار رئيس الحكومة نقولا نحاس الى ان تكلفة خطة الكهرباء أصبحت مؤمنة لأن التعرفة سترتفع، وهذا يؤمن استدامتها وعندما يتم فتح الاعتماد للشركة التي ستربح المناقصة تبدأ الخطة بالسريان. وأضاف: في العاشر من كانون الأول سنحصل على 10 ساعات من التغذية الكهربائية، لافتاً الى ان الجزائر تهتم بموضوع الكهرباء وغيرها من الدول أيضاً والمشكلة مع «سوناطراك» في طريقها الى الحل وعلينا أن ننتظر لتاريخ فتح المناقصات في الـ17 من الشهر الحالي لنعرف من سيُقدم عليها».
في المقابل، اعلن الاتحاد العمالي العام رفضه «تسعيرة تساوي مؤسسة كهرباء لبنان بشركات أصحاب المولدات وتظلم غالبية الشعب والقطاعات الإنتاجية، مع فارق أنّ مؤسسة كهرباء لبنان لن تكون قادرة على تحصيل الفواتير الباهظة الثمن وسنعود الى المربّع الأول من الانهيار في قطاع الكهرباء». وإذ أعلن رفع الصوت دعا الى «مؤتمر صحافي عاجل يحدّد الأسبوع المقبل للإعلان عن الخطوات التصعيدية الرافضة لهذا القرار».
وتجتمع اللجان المشتركة اليوم وغدا لاستكمال ما تبقى من جدول اعمال الجلسة السابقة من مشاريع واقتراحات قوانين ابرزها الكابيتال كونترول، وفيما أرجئت جلسة الاسبوع الماضي لضرورة حضور حاكم البنك المركزي رياض سلامة، فإن المعلومات التي توافرت لـ»البناء مساء امس اشارت الى ان سلامة لن يحضر شخصياً وسوف يمثله نائبه الكسندر مراديان، معتبرة ان تعطيل الجلسة هو سياسي، وبالتالي فإن الجلسة لن تصل الى نتيجة في حين ان المطلوب ضرورة الفصل بين ملف نقل الأموال الى الخارج وتنظيم السحوبات الداخلية واقرار هذا المشروع، الا ان ثمة من يحاول في سياق التعطيل ربط الكابيتال كونترول تارة بخطة التعافي وتارة بإنجاز الحكومة لمشروع قانون إعادة هيكلة المصارف، معتبرة أن مشهد جلسة اليوم لن يكون أفضل من الجلسات السابقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى