أولى

النقلة المنتظرة من جنبلاط أو باسيل

– يشكّل كل من النائب السابق وليد جنبلاط والنائب جبران باسيل مع كتلتي نواب اللقاء الديمقراطي وتكتل لبنان القوي خصوصية في الجبهة النيابية والسياسية التي يتموضع كل منهما فيها، حيث هامش من حرية الحركة والاستقلالية تتيح لكل منهما تأكيد تقاطعه بالمفرق مع حلفائه وعدم تموضعه معهم بالجملة، أو كما يقولان إن التفاهم الاستراتيجي لا يعني التطابق حتى في الاستحقاقات المهمة، جنبلاط يؤكد في خطه العام على تمسكه بالتلاقي مع حلفائه على محور إقليمي دولي تشكل السعودية عنوانه، وعلى عدائه لسورية، وتحفظاته الكثيرة على حزب الله وسلاحه. وبالمقابل يؤكد باسيل تمسكه بسلاح المقاومة والتحالف مع حزب الله، واعتباره لسورية حليفاً إقليمياً رئيسياً، لكن كما يفرد جنبلاط مساحة لخصوصية مقاربته لكيفية التعامل مع حزب الله وسلاحه، يفرد باسيل مساحة لخصوصية مقاربته للعلاقة بالسعودية والغرب من جهة، ولحلفاء حزب الله من جهة مقابلة.
– رغم التفاوت في وضعية جنبلاط وباسيل في مقاربة الاستحقاق الرئاسي، لجهة اعتبار الاستحقاق مسيحياً وتباين المقاربة بين حذر جنبلاط من الدخول على خط ترشيح أحد، وتمسك باسيل بحقه بإعلان ترشيحه او اختيار مرشح أو كحد أدنى امتلاك حق الفيتو على أي مرشح، يملك كل منهما مكانة مرجحة في الجبهة النيابية والسياسية التي يتموضع فيها، مع التسليم بعد القدرة على فرض خيارات بعينها، لكن فرض استمرار الفراغ ما لم يقم أي منهما بنقلة في مواقفه وإعادة ترسيم لموقعه.
– بات معلوماً أن المرشح الفعلي للجبهة التي ينتمي إليها جنبلاط هو قائد الجيش العماد جوزف عون وأن الإحجام عن طرح اسمه رسمياً ينتظر موقف جنبلاط المتحفظ على هذه التسمية، كما هو الحال على الضفة المقابلة حيث يشكل الوزير السابق سليمان فرنجية المرشح الفعلي لثنائي حزب الله وحركة أمل وسائر حلفائهما، يتريث حلفاء باسيل بإعلان ترشيح فرنجية بانتظار تخلي باسيل عن تحفظه على اسم فرنجية، بينما يبدو جنبلاط وباسيل يبحثان عن اسم مرشح يمكن عرضه على الحلفاء يلقى قبولاً في الجبهة المقابلة أو بعضها، وعند الحديث عن البعض يبدو جنبلاط المستهدف الأول من مرشح باسيل لاستحالة استجابة القوات، ويبدو باسيل المستهدف الأول من أي ترشيح جنبلاط لربط موافقة حزب الله على أي ترشيح بموافقة باسيل أو عدم ممانعته، وفي الحالتين كما في كل حالة بين باسيل وجنبلاط يكون الرئيس نبيه بري ممراً إلزامياً.
– باتجاه معاكس أيضاً يبدو قبول جنبلاط بترشيح العماد جوزف عون ممراً إلزامياً لما هو أكثر من إعلان التبني للترشيح من الجبهة التي تمضي بالتصويت لميشال معوّض لملء الوقت الضائع، فقبول جنبلاط يمهد الطريق للرهان على استقطاب باسيل لجبهة ترشيح العماد جوزف عون، وبالمثل يشكل قبول باسيل بترشيح فرنجية الخطوة الضرورية للرهان على كسب جنبلاط الى ضفة هذا الترشيح.
– لم يعد الهامش مفتوحاً أمام تبني جنبلاط لترشيح ميشال معوض أو بحث باسيل عن مرشح مشترك مع الحلفاء غير فرنجية وتقترب اللحظة التي تفرض على كل منهما التموضع في خانة دعم ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية او قائد الجيش العماد جوزف عون.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى